لقد أثبتت التجارب السابقة للانتخابات الاسرائيلية ان المجتمع الاسرائيلي هو مجتمع قائم على ممارسة العنف والسيطرة والقوة والهيمنة وهذا يعزز فرص الفشل حتى في تشكيل حكومة اسرائيلية قادرة على صناعة التغير وتستمر معضلات ومشاكل حكومات الاحتلال وعدم قدرة الاحزاب الاسرائيلية التوصل الى تشكيل حكومة قادرة على صناعة التغير المطلوب في المواقف ليعبر عن ازمات المجتمع الاسرائيلي القائمة على العدوانية والحقد وممارسة الكراهية والعنف في المنطقة وليكشف زيف ديمقراطية الاحتلال وعنصريته ويستمر تعنت حكومات الاحتلال برغبة مندفعة للقتل وسفك الدماء واتجاهها نحو التطرف واليمين الإسرائيلي ليعزز خطورة بالغة تجاه المستقبل ويدفع بالمنطقة إلى الدمار الشامل ويعيد طرح فكرة السيطرة الكاملة على الضفة الغربية معتقدين بذلك أن الشعب الفلسطيني ممكن ان يطول صمته والقبول بالشروط والاملاءات الإسرائيلية التي يفرضها الاحتلال وضرب طموحات الشعب الفلسطيني والتعامل مع المجتمع الفلسطيني ككتل سكانية لتدمير المشروع الفلسطيني .
إن استمرار التطرف والعدوانية بالمجتمع الاسرائيلي سيؤدي الى نتائج كارثية على المنطقة العربية برمتها حيث استمرار مخططهم ومواصلة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم، وان مجتمع ينتخب الارهاب غير قادر على صناعة السلام او التوصل الى تطبيق القانون الدولي والتعامل وفقا لإحكام الشرعية الدولية بل الاستمرار في ممارسة الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل لا يمتلك أدنى مقومات التوازن العسكري أو التكنولوجي في حرب غير متكافئة أصلاً ومعلنة من الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني .
إن المرحلة التي نعيشها تتطلب تعزيز الجبهة الفلسطينية والعمل على وحدة الصف الوطني الفلسطيني لمواجهة الاحتلال والدمار الناتج عن عدم وجود شريك حقيقي لصناعة السلام كونه لا مستقبل قريب لانطلاق العملية السياسية السلمية وتحقيق السلام بالمنطقة فى ظل استمرار الاحتلال بارتكاب المجازر والإعمال العدوانية والقمعية لدمير البنية الأساسية للشعب الفلسطيني فمن الواضح ان الاحتلال لا يريد لهذا الشعب أن يعيش بأمن واستقرار ولا يريد دولة فلسطينية وأن شعارات الاحتلال واليمين الاسرائيلي المتطرف هي شعارات دموية تدعو إلى قتل الفلسطينيين وتدمير أي أساس للدولة الفلسطينية واستمرار حالة العنف والإرهاب واستمرار مخطط التشريد للشعب الفلسطيني والتدمير لكل مقومات الحياة الفلسطينية.
ان ما الت اليه نتائج الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة يعزز من فرص عدم القدرة على تشكيل حكومة اسرائيلية والوصول الى طريق مسدود وعدم تمكن حزب الجنرالات ‹أزرق أبيض› الذي يتزعمه بيني غانتس من تشكيل الحكومة حيث تشير التوقعات الى الاتجاه نحو انتخابات ثالثة ويعنى ذلك ان المجتمع الاسرائيلي غير قادر على انتاج فرص للسلام والتوصل الى اي حلول على المستوى القريب مما يؤكد ان كل المؤشرات تدلل على الاتجاه نحو العنصرية والكراهية المطلقة للشعب الفلسطيني ورفض اتمام عمليات السلام بالمنطقة او الاعتراف بالدولة الفلسطينية حيث سيشهد الواقع المزيد من العدوان من قبل الاحتلال مما يتطلب من القيادة الفلسطينية وجماهير شعبنا التصدي لها بمزيد من الوحدة والتلاحم بين الجميع وحماية منظمة التحرير الفلسطينية والسعى الي انهاء الانقسام وإجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة .
إن الحفاظ على الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الهمجي وتعزيز الصمود امام مخططات الاحتلال وتدعيم الجهود السياسية المكثفة للقيادة الفلسطينية لا بد وان تتواصل وتكون في المقام الأول للتوجهات الفلسطينية والعمل على إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر على حماية وطنه والتصدى لمخططات دولة الارهاب والاحتلال العنصري الاسرائيلي .
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت