كشفت جولات الدكتور حنا ناصر رئيس اللجنة الانتخابية في محتواها عن تقدم ما لدي جميع الفلسطينين باختلاف الوانهم السياسية نحو موقف ايجابي وموحد للفصائل في غزة لتنفيذ الانتخابات دون تفاصيل كثيرة فقد تظهر التفاصيل اختلاف يحتاج الي وقت للاتفاق علي المسائل الهامة في موضوع الانتخابات, نسبة التفاؤل العام في حدوث تواتفق سريع والاقتراب من يوم الاقتراع باتت تتدني بسبب اختلاف في بعض المسائل واهمها الاتفاق قبل او بعد المرسوم الرئاسي .
قطع الفلسطينين اكثر من نصف الطريق ولم يتبقي سوي يعض القضايا التي نتوقع ان يتفقوا عليها في النهاية فهي ليست جوهر الخلاف مادامت الارادة الوطنية لتنفيذ الانتخابات متوفرة ولا اعتقد ان مثل مسائل محكمة الانتخابات والتمثيل النسبي الكامل وموضوع الاشراف علي الانتخابات سوف يشكل خلاف كبير بين اطراف المكون السياسي الفلسطيني وعناصره الاساسيين فهم من حيث المبدأ متفقين لكن التوافق النهائي يطلبوا ان يكون خلال اللقاء الجامع للامناء العامون ورئيس لجنة الانتخابات قبل المرسوم الرئاسي الذي يقطع الطريق علي اي من يفكر باعاقة مسيرة الفلسطينين الديموقراطية واثبات في حد زاته ان الفلسطينين لن يتراجعوا عن تنفيذها او يسمحوا لاحد ان يعيق تنفيذها لانها استحقاق وطني وشعبي طال انتظاره لاعادة الارادة للشعب ليختار ممثليه من خلال البرلمان والمجلس الوطني والرئاسة .
بينما الفسطينين مشغولين في التجهيز لانتخاباتهم واستعادة وحدتهم الوطنية وتجديد شرعياتهم وتوحيد تمثيلهم السياسي وتمتين جبهتهم الداخلية لمواجهة جملة من التحديات اهمها استمرار مشروع اسرئيل الداعي لضم اراضي الضفة الغربية وغور الاردن للسيادة الاسرائيلية وتكثيف الاستيطان في كافة مستوطنات الضفة في معركة ديموغرافية قذرة . بالمقابل تبدو اسرائيل مشغولة في نتائج انتخابات الكنيست وتشكيل حكومة اسرئيلية جديدة بعد جولة ثانية من الانتخابات لكن هذا لا يعني انهم لا يراقبوا تحرك الفلسطينين ,توافقهم او اختلافهم ,اتصالاتهم وتواصلهم الاقليمي والعربي والدولي لتحقيق دعم دولي واقليمي وعربي وبالتالي انجاز انتخاباتهم .
صمت اسرئيل حتي الان يعني انها لا ترغب في الظهور في المشهد كمعطل في المرحلة الاولي لان اسرئيل تراهن علي ان الانتخابات الفلسطينية قد لا تتم ولن يستطيع الفلسطينين تحقيقها بسبب اختلافهم وعدم وصولهم لاتفاق في النهاية .
اسرائيليا نجاح العملية الانتخابية الفلسطينية يعني نجاح الفلسطينين في انهاء الانقسام الذي بنت اسرئيل والولايات المتحدة الامريكية كل استراتيجات التعامل مع الفلسطينين في اطار الصراع علي الارض ضمن محددات الانقسام والانتفصال الجغرافي والسياسي وبالتالي وضعت محددات الخارطة الجيوسياسية الجديدة للمنطقة برمتاها , وهذا يعني افشال كل تلك الاستراتيجيات ونسف خطط تصفية الصراع حسب الرؤية الاسرئيلية والمشروع الصهيوامريكي , لعل تنفيذ الانتخابات البرلمانية في غزة والضفة والقدس في آن واحد يعني ان الفلسطينين وحدوا الجغرافيا والديموغرافيا وعززوا استراتيجياتهم السياسية لمواجهة اسرئيل والوجود الاستيطاني في ارض دولتهم وانطلقوا لتجسيد الدولة علي الارض بعاصمتها القدس العربية. ان تكون القدس العاصمة ممثلة في القوائم الانتخابية وتجري فيها العملية الانتخابية بالتزامن مع الضفة وغزة منطلق فلسطيني ثابت لن يقبل حلول الوسط ولن يقبل اي محاولات للالتفاف ولن يقبل فرض اسرئيل الوقائع علي الارض.
كل هذا يعني ان اسرئيل تخشي اتفاق الفلسطينين علي الانتخابات ما يجعلها تعد الخطط لمواجهة الفلسطينين وبالتالي تخوض معركة عنوانها اجهاضها انتخاباتهم بمنعهم من تنفيذها في القدس ومنع وصول صناديق الاقتراع للمدينة المقدسة حتي لو ضغطت منظمة الامم المتحدة ورئاسة الاتحاد الاوربي والدول العربية التي لها علاقة مباشرة مع دولة الكيان و وزن سياسي بالمنطقة .
اسرائيل تخشي ان يختار الفلسطينين اعضاء برلمان واحد ورئيس واحد يمثل كل الفلسطينيين في الضفة غزة والقدس والشتات ويختار الفلسطينين اعضاء المجلس الوطني وينجحوا في تحديث واعادة ترتيب كافة هيئات منظمة التحرير الفلسطينية كبيت جامع لكل الفلسطينين لان هذا يعني انتصار الارادة الفلسطينية ويعني ان الفلسطينين وجهوا ضربة قاضية لكل استراتيجيات اسرئيل .
اسرائيل تراهن الان علي ان لا يصل الفلسطينيين لهذا ويتوافقوا ويجتازوا زاتهم الفصائلية ,اسرئيل تخشي بالفعل ان يتفق الفلسطينين علي العملية الانتخابية وينجحوا في تجاوز كل المعيقات التي صنعها الانقسام . ليس سهلاً ان تقبل اسرئيل توافق الفلسطينين علي الانتخابات وتسمح بان يحدث هذا وتبقي هي صامته دون ان تتخذ من الاجراءات ما يعطل مسيرة الفلسطينين هذه ويعطل كافة مساعيهم لتوحيد ارضهم المحتلة جغرافيا وسياسيا اي حدود دولتهم المستقلة بما فيها القدس العاصمة .
لن تعيق اسرئيل وصول لجنة الانتخابات الي غزة ولن تغلق المدن الفلسطينية بالحواجز الاسرئيلية في الضفة الغربية امام عمل فرق اللجنة المركزية للانتخابات لكنها ستغلق القدس ولن تسمح لطواقم الانتخابات باي شكل من الاشكال من العمل بحرية داخل المدينة.
اسرائيل تعرف ان امام الفلسطينيين تحدي كبير وهو ان يتوافقوا علي الانتخابات لذلك لن تظهر اي اجراءات معيقة او تصريحات قبل ان تتأكد انهم اتفقوا وبدؤا يقاتلوا جميعا علي كل الصعد المتاحة دبلوماسيا وسياسيا وشعبيا علي الارض لتجسيد واقع ان القدس مدينة محتلة عام 1967 ينطبق عليها القانون الدولي كارض محتلة تابعة للدولة الفلسطينينة وبالتالي تنطلق مسيرتهم الديموقراطية منها وفيها ويتمثل اهلها في القوائم ويمارسوا حقهم بالانتخاب علي ارضهم في صناديق انتخابية كباقي مدن ومحافظات دولة فلسطين .
د. هاني العقاد
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت