أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أهمية معاهدتي السلام التي وقعتهما إسرائيل مع كل من الأردن ومصر.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده نتنياهو في الكنيست الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة، لإحياء الذكرى الـ 25 لتوقيع معاهدة السلام مع المملكة الأردنية عام 1994.
وقال نتنياهو إن لإسرائيل "مصلحة واضحة باتفاقية السلام" مع الأردن، وأن "أهمية الاستقرار في الأردن مثلها مثل أهمية الاستقرار في مصر واتفاقيات السلام، أو عدم سيطرة عناصر إسلامية. هذه مصلحة واضحة لنا وللنظام المصري والنظام الأردني. من جهة لا فائدة من مهاجمتنا لأننا أقوياء، ومن طرف آخر نحن أقوياء بما فيه الكفاية لمنع السيطرة عليهما"، أي السيطرة على تلك الأنظمة من قوى إسلامية، حسب تعبيره.
وتابع قائلا "إن العلاقات بين الدولتين ناتجة عن اعتبارات "ناضجة ونفعية"، ووصفها بأنها "تعلق متبادل لكل طرف بالآخر"، وزعم أنه "لا أريد تفصيل كيف نتعاون لمنع السيطرة على أراضيهم"، وشدد على أنه في حال تقوضت قوة الردع أمام مصر والأردن فإن السلام أيضًا سيقوض."
وقال نتنياهو إن" التعاون الأمني تطور "لدرجة لا يمكن أن أصفها"، وأوضح أن التعاون يشمل مشاريع بنى تحتية تخدم إسرائيل والأردن، لكنه لفت إلى أن العلاقات تتأثر أيضًا بـ"طبيعة الأنظمة وبسبب المشكلة الفلسطينية".
وأشار نتنياهو إلى أنه التقى سرًا بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، في العاصمة البريطانية، لندن، عندما كان رئيسًا للمعارضة وقبل توليه رئاسة الحكومة في العام 2009، وقال إن اللقاء كان وديًا، لكن إسرائيل اليوم باتت أقوى وأقل تضررًا.
وشدد على أن القوة هي التي تدفع لتحسين العلاقات مع هذه الدول، وكشف أنه يسعى لربط سكك الحديد في إسرائيل والأردن ومن ثم مع السعودية، وعزا عدم تقدم هذا المخطط إلى "البيروقراطية في طرفهم".
وقال نتنياهو إن "الأنظمة الديمقراطية لم تنجح بالتمييز بين نوعين من السلام. النوع الأول هو سلام بين ديمقراطيات، فإن وجدت نفسك في صراع مع ديمقراطية فمن الأرجح ألا تدخل الحرب"، وأضاف أن النوع الثاني هو أن "الوضع معاكس كليا مع الديكتاتوريات. السلام مع الديكتاتوريات هو بواسطة الردع".
وقال إنه "بلا ردع، عاجلا أم آجلا، فإن السلام مع المتسلطين سينهار. المفتاح الأول للتسوية مع الدول العربية، يتعلق بإدراك أننا نملك قوة ردع وأنهم لا يملكون قوة تدميرنا".
وأضاف: "نحن نقيم السلام مع مصر والأردن من خلال الردع... أنتم تسمون ذلك بالسلام البارد. لكن إذا ضعفت إسرائيل وأصبحت بلا القوة التي تملكها اليوم، فإن الغليان والأسلمة في الأردن، وكذلك في مصر، وهذا لا يتعلق بنا، هي قوى شديدة جدًا".
وقال نتنياهو إنه عندما تولى الرئيس المصري الراحل، محمد مرسي، الحكم، فإن "الخطوة الأولى التي قام بها هي إدخال دبابات إلى سيناء"، زاعمًا أن ذلك كان خرقًا لاتفاقية السلام، وادعى أنه نقل رسالة تحذيرية إلى مرسي مفادها أن عليه سحب الدبابات خلال سبعة أيام بالضبط، وفي حالة عدم الاستجابة لذلك، فإنه سيعمل في الكونغرس الأميركي لخفض الدعم لمصر، وقال "لقد أخرجها".
وخلص نتنياهو إلى القول، "طالما نحن أقوياء أكثر طالما بقوا معنا. حتى نظام مثل نظام مرسي ملتزم بالحفاظ على الاتفاق نفسه نتيجة قوتنا"، وأضاف "وإذا ما ضعفنا فإن اتفاقيات السلام ستقف على ساقي دجاجة"