نشرت صحيفة هآرتس العبرية، يوم الأربعاء، عدة تقارير ومقالات لمحرري الشؤون الفلسطينية والأمنية في الصحيفة، حول التصعيد الجاري في قطاع غزة منذ فجر أمس وأدى لاستشهاد 12 فلسطينيًا حتى صباح اليوم.
ورأت الصحيفة في افتتاحيتها، أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء المؤقت، يقاتل من أجل بقائه سياسيًا، ولذلك حتى لو كانت الاعتبارات أمنية فيما يتعلق بالأحداث الجارية بغزة، إلا أنه أسباب التي دفعت إليها لا يمكن فصلها عن الواقع السياسي.
وبينت أن بيني غانتس زعيم حزب أزرق - أبيض والمكلف بتشكيل حكومة جديدة، يفهم هذا الطرح الذي يحاول تثبيته نتنياهو، مشيرةً إلى أن الأخير يحاول منع تشكيل حكومة أقلية في إسرائيل بدعم من القائمة العربية لغانتس، وهو الأمر الذي أصبح غير مناسبًا بعد الهجوم، وزاد من فرص تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل أكبر.
واعتبرت الصحيفة خروج كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك نداف أرغمان مع نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك حول الأحداث بغزة، بأنها بمثابة محاولة لمساعدة نتنياهو بأن الهجوم في غزة لا علاقة له بالوضع السياسي.
وفي تقرير آخر، رأت الصحيفة أن اغتيال بهاء أبو العطا القيادي في الجهاد الإسلامي لن يؤثر كثيرًا على الحركة، معتبرةً أن اغتياله قد يؤدي في الفترة المقبلة إلى إعادة ترتيب الأوراق ومنها إعادة الهدوء بشكل آخر بعد انتهاك أبو العطا له في الفترة الأخيرة بإصدار أوامره لإطلاق الصواريخ. بحسب الصحيفة.
وادعت الصحيفة أن إطلاق الصواريخ من أبو العطا بعد 10 أيام من إطلاق مصر سراح عناصر من الحركة بوجود أبو العطا نفسه، اعتبر عملية إحراج لمصر وحماس ما تسبب في استمرار الخلافات المصرية مع الجهاد، وتهديد مصر بالانسحاب من الوساطة، وهو ما لا ترغب فيه حماس.
وزعمت الصحيفة، أن أبو العطا كان يتصرف من تلقاء نفسه، وأنه يمثل نقطة الخلاف مع مصر وإسرائيل، وكان يتلقى الأوامر من إيران. مدعيةً أن اغتيال أبو العطا سيسمح للجهاد من جديد بترتيب صفوفه والسماح بعدم انحراف أي قيادي عن ترتيبات الحركة مع مصر وحماس.
وفي تقرير ثالث، قالت الصحيفة أن إسرائيل تتجنب قصف أهداف لحركة حماس، لمنعها من الدخول في المواجهة الجارية حاليًا. مشيرةً إلى أن حماس قد تدخل على خط المواجهة في حال تم ضرب أهداف لها وهو ما يمنع إسرائيل اللجوء إليه.
ووفقًا للصحيفة، فإن دخول حماس على خط المواجهة سيغير من وجهتها خاصةً وأنها تتمتع بقدرات عسكرية كبيرة. مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن حماس غير معنية بالتصعيد وترغب في استمرار الهدوء وتثبيته.
وأشارت إلى أن الوسطاء كافة ومنهم مصر والأمم المتحدة يحاولون إحلال الهدوء وممارسة الضغوط على حماس.
ورأت الصحيفة أن مهاجمة إسرائيل للجهاد سيضعف من قوتها ويعزز حكم حماس ويزيد من مرونتها.
وذكرت أن جيش الاحتلال سيعزز من قواته في غلاف غزة خشيةً من إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، وكذلك لمنع محاولات اختراق عبر السياج الأمني.