أطلع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان السويدي برئاسة رئيس البرلمان اندرياس نورلين، على الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في فلسطين، لا سيما في قطاع غزة والقدس، وذلك اليوم الأربعاء في مقر البرلمان في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وقال اشتية: إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خلّف 34 شهيدا منهم ثمانية أطفال وثلاث سيدات، في انتهاك فاضح لكل القوانين الدولية التي توفر الحماية للمدنيين.
وتابع رئيس الوزراء: إن إسرائيل تحارب كل من ينتقد سياساتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان بتهمة اللاسامية، لكن هذا يجب أن لا يرهب المدافعين عن الحق والعدالة من أجل فلسطين.
وأضاف اشتية: "الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة فرض ظروفا إنسانية صعبة جدا على اهلنا هناك؛ حيث 95% من المياه غير صالحة للشرب، ونسبة البطالة بلغت 55% والفقر 72%، وغيرها الكثير من المؤشرات".
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء: "إن إسرائيل تنتهك كل الاتفاقيات الموقعة معها وتتعامل مع الأراضي (ج) كخزان جغرافي لمستوطناتها بالضفة، إلى جانب اقتحاماتها المستمرة لكل المناطق، ومحاولاتها لتهويد القدس ومسح الوجود والهوية الفلسطينية فيها".
وأضاف اشتية: "يجب على السويد وأوروبا بدء التحضير لمرحلة ما بعد صفقة القرن التي ستولد ميتة. مشيرا إلى أن الفلسطينيين لا يعلمون ما في الخطة حتى الآن، لكن الإجراءات الأمريكية التي سبقتها كشفت ما ليس فيها، وهي: القدس واللاجئين وحل الدولتين وكل تلك القضايا تعتبر مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية".
وأوضح رئيس الوزراء أن هناك حاجة لخلق مسار جديد للتعامل مع القضية الفلسطينية، بحيث ننتقل من الثنائي الذي أثبت عندم نجاحه خلال 25 عاما، إلى النمط المتعدد الذي تشارك فيه كل القوى الدولية ويستند إلى القانون الدولي ويقود لإنهاء الاحتلال.
وأطلع اشتية اللجنة البرلمانية على استراتيجية الحكومة لتحقيق الانفكاك التدريجي من العلاقة الكولونيالة التي يفرضها واقع الاحتلال، من خلال تعزيز المنتج الوطني وفتح العلاقات التجارية مع الدول العربية ودول العالم.
وعلى المستوى الاجتماعي، قال اشتية: إن الحكومة أقرت عددا من القوانين للنهوض بواقع المرأة، منها تحديد الحد الأدنى للزواج 18 عاما، وتمكين الأم من تسيير شؤون أبنائها مثل فتح حساب بنكي، كما تتم حاليا دراسة قانون حماية العائلة لإقراره قريبا.
وشكر اشتية السويد على دعمها المتواصل لفلسطين سياسيا وماليا، لا سيما دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" التي تشكل الذاكرة التراكمية للشعب الفلسطيني وتساعد أشد الفقراء.