كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية أن حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، أبلغت الوسيط المصري أنها ستعود مباشرة إلى ضرب مدن المركز في حال أخلّ الاحتلال الاسرائيلي بالشروط التي تم الاتفاق عليها.
وقال مصدر قيادي في الجهاد الإسلامي، إن التهدئة أُبرمت بعد تواصل المصريين مع قيادة الحركة وإبلاغهم إياها بموافقة الاحتلال الإسرائيلي كلّياً على الشروط التي وضعتها، وتحدّث عنها علناً الأمين العام للجهاد، زياد النخالة، أول من أمس، مشدداً في الوقت نفسه على أن الجهاد ترى سلاحها هو الضامن الأساسي لالتزام الاحتلال بهذه الشروط لا نيات العدو.
وأكد أن الذراع العسكرية للحركة، سرايا القدس، ملتزمة تماماً بأوامر قيادتها في هذا الصدد. مع ذلك، بدا واضحاً أن حركة الجهاد لا تثق بنتائج الوساطة المصرية، خاصة أن القاهرة لها تاريخ في العجز عن إلزام تل أبيب بالكثير من التفاهمات منذ الحرب الأخيرة عام 2014، ومن بعدها 12 جولة قتالية خلال العامين الماضيين.حسب ما ذكرت الصحيفة
وفي الإطار نفسه، تقول أوساط قريبة من الحركة إن الأخيرة تعرّضت لخيبة أمل من السلطات المصرية، التي كانت أعطت ضمانات لقيادتها أثناء زيارتها للقاهرة قبل نحو أسبوعين بـعدم مساس إسرائيل بقيادة الجهاد التي يجري التحريض عليها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخاصة الشهيد بهاء أبو العطا، وهو ما يفسّر اعتذار النخالة عن الذهاب إلى القاهرة، على رغم تلقّيه دعوة عاجلة من المخابرات المصرية، مع أنه قال خلال لقاء تلفزيوني إنه لم يذهب لأن شروط الحركة وصلت المصريين ويمكن عقد الاتفاق عبر الهاتف.
وبينما دوّت صفارات الإنذار في عدد من مستوطنات "غلاف غزة" حتى وقت متأخر من يوم أمس، قال الاحتلال الإسرائيلي إنه اعترض غالبية الصواريخ التي لم يتبنّها أحد، في وقت خرجت فيه مسيرات ليلية في مناطق من القطاع دعت إلى رفض التهدئة ومواصلة الردّ على اغتيال أبو العطا.
مما زاد الغضب الشعبي أن الاحلتلال اغتال قبيل بدء التهدئة قائد "الوحدة الصاروخية في لواء الوسطى في سرايا القدس"، رسمي أبو ملحوس، الذي استهدفته طائرات الاحتلال مع عائلته، ما أدى إلى استشهادهم.
وبعد سريان التهدئة، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى 34 شهيداً، من بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، إضافة إلى 111 جريحاً من بينهم 46 طفلاً و20 امرأة. وكان آخر الشهداء ثمانية فلسطينيين من عائلة واحدة (السواركة)، هم خمسة أطفال وسيدتان ورجل، استشهدوا في غارة استهدفت منزلهم في منطقة البركة في دير البلح (وسط). كما أفادت وزارة الأشغال العامة والإسكان بتضرر 500 وحدة سكنية جزئياً وتدمير ثلاثين أخرى بشكل كامل خلال يومي المواجهة.
وكشفت تقارير إسرائيلية أن السبب الذي دفع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى الإسراع في وقف النار هو خشيته من أن يؤدي التأخير في ذلك إلى ارتفاع احتمالات التصعيد وانضمام "حماس" إلى القتال، ولذا أعلن الجيش صباح أمس وقف ما سمّاه عملية "الحزام الأسود". وبينما أقرّ متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بسقوط نحو 450 صاروخاً، ادّعى أن "العملية حققت أهدافها، وحان وقت التركيز على الجبهة الشمالية" (لبنان وسوريا). لكن قيادات سياسية وجنرالات في الاحتياط انتقدوا أداء المستويين السياسي والعسكري خلال اليومين الماضيين . وممّا يعزز واقع الهدنة الهشّة، قول نائب وزير جيش الاحتلال، آفي ديختر، إنه "لا توجد شروط لوقف النار. سنصفّي أي شخص يطلق الصواريخ ومن يرسله أيضاً"، فضلاً عن إعلان تعطيل التعليم اليوم في "مستوطنات الغلاف".
إلى ذلك، أعادت قوات الاحتلال فتح بحر غزة أمام الصيادين الفلسطينيين بعد يومين من إغلاقه، ليكون متاحاً لهم العمل في ما بين ستة و12 ميلاً بحرياً.