كشفت مصادر مصرية أن اتفاق التهدئة الأخيرة الذي أبرمه جهاز المخابرات العامة المصري مع الجهاد الإسلامي وإسرائيل، وبدأ سريانه فجر أمس الخميس الساعة 5.30 لوقف اطلاق النار في غزة، جاء بعد مفاوضات ماراثونية، بلغت ذروتها في الفترة من الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الأربعاء-الخميس وحتى الساعة الرابعة من صباح أمس الخميس بعدما وافقت قيادة حركة "الجهاد" على الصيغة النهائية التي تعهّدت بها مصر في الوقت الراهن.
وأضاف المصادر لموقع "العربي الجديد" أن إسرائيل أبدت مرونة مع مطلبين تمسكت بهما حركة الجهاد، وهما وقف عمليات الاغتيالات، ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة، في حين كان المطلب الثالث والخاص بالتزام إسرائيل بتفاهمات اتفاق التهدئة وكسر الحصار، محل سجال كبير على مدار 4 ساعات، حتى تم انتهاء هذا السجال بتعهد مصر بانفراجة سيتمتع بها أهالي قطاع غزة من خلال تسهيلات كبيرة على معبر رفح، والسماح بتمرير جزء كبير من احتياجات القطاع من مواد البناء والمواد البترولية والأدوية، مع تقديم دفعة كبيرة من المساعدات التي ستقدّمها جهات مصرية".
وتابعت المصادر أن القاهرة نجحت في الحصول على تعهدات إسرائيلية بشأن العودة لمساحات الصيد المتفق عليها وفق اتفاق التهدئة، وعدد العمال الذين يعملون داخل الأراضي المحتلة، وتيسير الحركة على المعابر التي تديرها إسرائيل، شرط التزام الفصائل بسلمية مسيرات العودة، والسيطرة على الأوضاع الأمنية في قطاع غزة ومنع إطلاق صواريخ على مستوطنات غلاف غزة".
وتابعت المصادر "على الرغم من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنه اتفاق هش للغاية"، موضحة أن "الاتفاق مليء بالألغام، في ظل عدم وجود طرف إسرائيلي قوي يضمن عدم خرقه"، مستطردة أن "الاتفاق هذا المرة كان الهدف ربما الأوحد له منع مواجهة شاملة كانت وشيكة للغاية".
ولفتت المصادر أن حركة الجهاد الاسلامي تمتلك ترسانة صواريخ إيرانية ضخمة، وأن استمرار المعركة أكثر من ذلك كان سيدفع بباقي الفصائل وفي مقدمتها حماس إلى الدخول بقوة فيها متابعة "حماس كانت تشارك بشكل شرفي فقط حفاظاً على علاقات التنسيق مع حركة الجهاد".
وكشفت المصادر ذاتها بأنه على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن يعتزم منذ البداية الدخول في معركة شاملة، إلا أنه لم يكن يرغب أيضاً بإنهاء المشهد بلحظة انتصار تُحسب لحركة "الجهاد"، قائلة "ظلت إسرائيل تُبدي مماطلة حتى الساعة الواحدة من صباح الخميس، قبل أن تقوم سرايا القدس بتوجيه دفعة من الصواريخ قُدرت بنحو 80 صاروخاً في توقيت متزامن نحو تل أبيب وعدد من المدن، بعدها بدأت مرونة ظاهرة في اتصالات الجانب الإسرائيلي حتى تدخّلت مصر بجزء يخصها وهو التسهيلات عبر المعبر والحدود المشتركة".