منظمات عالمية تبحث استخدام تقنية "سلب قدرة البعوض على الإنجاب" لمكافحة الأمراض المعدية

بعوض

منظمات عالمية تبحث استخدام تقنية "سلب قدرة البعوض على الإنجاب" لمكافحة الأمراض المعدية

كشفت منظمات عالمية عن تقنية التعقيم أو سلب قدرة الحشرات على الإنجاب والتي قد تصبح أحدث وسيلة للسيطرة على أمراض مميتة مثل حمّى الضنك والحمى الصفراء وزيكا وشيكونغونيا، وجميعها أمراض تُنقل عبر البعوض ويعاني الملايين حول العالم من مخاطرها.

هذه التقنية تعتمد على تعقيم الذكور عبر استخدام الإشعاع وسيتم اختبارها قريبا ضمن الجهود الصحية الدولية للسيطرة على الأمراض المنقولة عبر البعوض أو الناموس.

واكدت هذه المنظمات أن هذه التقنية بمثابة تحديد النسل للحشرة، ولاختبار العملية، يتم تعقيم أعداد كبيرة من ذكور البعوض في مرافق مخصصة، ومن ثمّ إطلاقهم في البراري للتزاوج مع الإناث، وبهذا تنخفض أعداد هذه الحشرات مع مرور الزمن.

تعقيم ذكور البعوض. المصدر: الوكالة الدولية للطاقة الذرية / دين كالما

ووضع كل من البرنامج الخاص للبحوث والتدريب بشأن الأمراض الاستوائية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية إرشادات للدول المعنية بإجراء الاختبارات لتعقيم بعوضة "الزاعجة" وهي حشرة تنتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وتتسبب بأمراض خطيرة مثل حمّى الضنك والحمى الصفراء وشيكونغونيا.

نصف العالم في خطر بسبب حمى الضنك

وأشارت الدكتورة سميّة سوامينيثن من منظمة الصحة العالمية إلى أن نصف سكان العالم يعانون من خطر الإصابة بحمّى الضنك، وأضافت تقول "رغم أقصى الجهود التي نبذلها، إلا أنه يوجد قصور في الجهود الحالية للسيطرة على الحمّى. نريد أساليب جديدة وهذه المبادرة واعدة ومثيرة للاهتمام."

وقد ارتفع خلال العقود الماضية عدد الإصابات بحمّى الضنك بشكل كبير بسبب التغيّرات المناخية، والعمران غير المنظم والتنقل والسفر وعدم وجود أدوات كافية للتحكم بناقل الجراثيم أو معرفة كيفية استخدام تلك الأدوات.

ما هي حمى الضنك؟

وتنتشر حمّى الضنك في بلدان عديدة وتؤدي إلى حمى شديدة وألم في المفاصل والعضلات وطفح جلدي ويمكن أن تؤدي إلى النزيف وانخفاض ضغط الدم والوفاة.

وتواجه بنغلاديش حاليا أسوأ انتشار للحمّى منذ تسجيل تفشي الوباء عام 2000. وارتفع عدد الحالات المصابة بالفايروس إلى أكثر من 92،000 منذ كانون الثاني/يناير 2019، وبلغ عدد الحالات الجديدة التي تصل يوميا إلى المستشفى أكثر من 1،500 في الأسابيع الماضية. وقد أعربت بنغلاديش عن اهتمامها بإجراء اختبار تقنية التعقيم في البلاد.

وتشكل الأمراض التي ينقلها البعوض مثل الملاريا والضنك وزيكا وشيكونغونيا والحمّى الصفراء ما نسبته نحو 17% من بين جميع الأمراض المعدية في العالم، وتحصد أرواح أكثر من 700،000 شخص كل عام وعدد من يعاني منها أكثر من ذلك بكثير.

ويعود ارتفاع عدد الأطفال الذين يولدون بأحجام رأس صغيرة في البرازيل إلى تفشي مرض زيكا عام 2015.

في بلدة رسيفي في البرازيل، أم (15 عاما) تحمل طفلها في الشهر الرابع من عمره ولد برأس صغير الحجم بسبب فايروس زيكا

تقنيات ناجحة لإنقاذ المحاصيل الزراعية

في السابق، تم تجريب تقنية تعقيم الحشرات في الولايات المتحدة واستخدمتها وزارة الزراعة الأميركية بعد أن أثبتت فعاليتها في استهداف الحشرات الضارة التي تهاجم المحاصيل الزراعية والمواشي، لمكافحة حشرات مثل ذبابة الفاكهة وذبابة الدودة الحلزونية، والآن يتم انتهاج هذه التقنية عالميا في ست قارّات.

ولاستخدام هذه التقنية في السيطرة على الأمراض التي تصيب البشر، توصي المنظمات بتبني أسلوب مرحلي ومنح الوقت الكافي لاختبار فعالية التعقيم على الحشرات. كما توفر الإرشادات توصيات بشأن الإنتاج الغزير للبعوض المعقّم، وبشأن انخراط الحكومة والمجتمع، وقياس أثر التقنية وتحديد التكاليف.

اهتمام دولي لتجربة التقنية

وأوضحت فلورنس فوك، العالمة في البرنامج الخاص للبحوث والتدريب بشأن الأمراض الإستوائية، أن الكثير من الدول أبدت اهتمامها بالتقنية الجديدة، "لأنها قد تساعد على قمع البعوض الذي يطوّر مقاومته للمبيدات وهي أيضا تؤثر سلبا على البيئة."

وتتضمن الجهود المشتركة وضع خطط دعم مكونة من ثلاث فرق من دول متعددة تتضمن معاهد البحوث والوكالات التي تكافح ناقل الجراثيم وأطراف تُعنى بالصحة العامة وذلك لاختبار تقنية تعقيم الحشرة ضد بعوضة الزاعجة. وأشار جيرمي بوير، عالم الحشرات في وحدة التقنيات النووية المستخدمة في الأغذية والزراعة، إلى أن استخدام أسلوب التعقيم في قطاع الزراعة خلال 60 عاما أثبت نجاعته، "إننا متحمسون للتعاون مع برنامج البحوث ومنظمة الصحة العالمية لتطبيق هذه التقنية على القطاع الصحي ومكافحة الأمراض التي تصيب البشر."

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - نيويورك