كشفت صحفية الأخبار اللبنانية، يوم السبت، أن قيادة الذراعين العسكريين لحركتي حماس والجهاد الاسلامي سرايا القدس وكتائب القسام، عقدت أمس اجتماعاً تشاورياً حول العدوان الإسرائيلي الأخير وطبيعة الرد عليه، مضيفة أنه ساد الاجتماع جوّ من العتاب المتبادل، لكنه خلص إلى تقييم الجولة واستخلاص العبر على أكثر من صعيد، على أن تتبعه جلسات أخرى تُركز على التنسيق الميداني وآليات تفعيل "الغرفة المشتركة".
وفي هذا الصدد، نُقل عن عضو المكتب السياسي لـالجهاد، خضر حبيب، وصفه علاقة حركته بـحماس بـ"المتينة"، وتأكيده أن المقاومة في غزة جبهة واحدة... و(يجب) تفويت الفرصة على الاحتلال لدقّ أسافين بين الحركتين، وأنه إذا كانت هناك أمور مختلَف عليها فخلال جلسة سنرتب هذه الأمور.
وفيما تتوقع أوساط كثيرة انهيار التهدئة قريباً، قال حبيب " إن العدو دائماً لا يلتزم بعهد أو ميثاق ويتملّص من التفاهمات"، محذراً من أنه إن أقدم على ارتكاب مجازر أو قتل فصواريخ المقاومة جاهزة لردعه... الاحتلال هو من بادر بالاتصال بالوسطاء من أجل التوصّل إلى تهدئة.
من جهته، شدّد المتحدث باسم الجهاد الإسلامي، مصعب البريم، في تصريحات صحافية أمس، على أن الوحدة الوطنية والميدانية ليست خياراً بل هي عقيدة... لن نسمح لهذا الاحتلال بأيّ سيناريو وبأيّ أداة من أدواته أن يشق الصف الوطني أو يهدد نسيجه.
ولم تستقر حتى اللحظة الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، حيث أطلقت فجر اليوم عدد من الصواريخ من قطاع غزة تجاه بئر السبع ورد الجيس الجيش الإسرائيلي بقصف بعض المواقع الخالية على رغم سريان التهدئة.
هذا وكان قد اعتذر وفد من حركة الجهاد الاسلامي وعائلة الشهيد بهاء أبو العطا من القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار على التقصير في استقباله، أثناء زيارته لبيت عزاء الشهيد أبو العطا.
وقال خالد البطش القيادي في الجهاد خلال زيارة قام بها وفد من حركته وعائلة أبو العطا إلى منزل الزهار بمدينة غزة، أمس الجمعة، "نعتذر عن أي تقصير وقع في استقبال الدكتور أبو خالد الزهار والد الشهداء، ونعتبر ذلك تقصير بحق حركة الجهاد الاسلامي وحماس معا".
وأضاف البطش " نؤكد على وحدة الموقف بين حركتي حماس والجهاد في وجه العدو الإسرائيلي بعد تقديم الاعتذار للقيادي محمود الزهار".
هذا وهاتف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، مساء الجمعة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
وقدم هنية للنخالة ولقيادة الجهاد الإسلامي وعوائل الشهداء التعازي وعلى رأسهم عائلة الشهيد بهاء أبو العطا، مؤكدا أن "هذه الدماء الطاهرة ستظل وقودا لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وستبقى لعنة تطارد المحتلين."
واستعرض هنية والنخالة خلال الاتصال عمق العلاقة بين الحركتين والتي تجذرت في ميدان المقاومة والتضحيات من الشهداء والأسرى والمبعدين، واعتبرا ان "هذه العلاقة هي اعتصام بحبل الله المتين وعروة وثقى لا انفصام لها."
وأشاد القياديان بأداء المقاومة في المواجهة الأخيرة "وافشال مخطط العدو رغم بشاعة العدوان وارتكاب الاحتلال المجازر بحق عوائل بأكملها وخاصة عائلة أبو ملحوس من قبيلة السواركة."
كما اتفقا على تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين الحركتين وباقي القوى والفصائل في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والتي تتداخل فيها الكثير من العوامل والمعطيات بما يستوجب التوحد في الرؤية والميدان.
وأكد هنية في ختام الاتصال ان حركته ستظل الحاضنة والرافعة والداعمة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية وفي كل الظروف.