العدوان الغاشم الذي شنته حكومة العدوان والاحتلال بزعامة نتنياهو على قطاع غزة، وأودى بحياة العشرات من المدنيين العزل، وأباد عائلة كاملة بريئة مكونة من ثمانية أطفال قبل وقف اطلاق النار، هذا العدوان الهمجي كشف وأظهر الكثير من الامور والحقائق، فقد كشف اولًا حقيقة الاجماع الصهيوني بأحزابه المختلفة في دعم ومساندة نتنياهو في عمليات التصعيد ضد غزة، وبيّن أن لا فرق بين غانتس ونتنياهو في النهج السياسي المعادي لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، كذلك كشف نجاح اسرائيل في تحقيق انجاز استراتيجي بتعميق الانقسام الاضافي بين أطراف المقاومة نفسها، وابقاء الشرخ بين السلطة في الضفة الغربية وحركات المقاومة الاسلامية في غزة.
فبينما وقفت حركة الجهاد الاسلامي وحيدة في معركة الدفاع عن قطاع غزة، فإن حركة حماس التي عودتنا على المواجهة والتصدي للعدوان الاسرائيلي وقفت مكتوفة الأيدي هذه المرة، في حين أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتحرك نصرة لغزة المستهدفة، وبغية توفير الحماية الدولية للمدنيين الذين يدفعون دائمًا ثمن التصعيد العسكري الاسرائيلي.
ومن الواضح أن العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والعودة إلى اتباع سياسة الاغتيالات الجبانة المرفوضة والمدانة، وقصف المباني السكنية واستهداف المدنيين العزل، يأتي في اطار التجاذبات والصراعات الاسرائيلية الداخلية ومحاولات نتنياهو انقاذ نفسه من محاكمات الفساد، وتجاوز أزماته الشخصية، والتغطية على فشله السياسي على حساب الدم الفلسطيني، والهدف منه ضرب المشروع الوطني الفلسطيني وابقاء حالة التجزئة بين شقي الوطن الفلسطيني.
وعلى ضوء استمرار البطش الاحتلالي الاسرائيلي والتصعيد العسكري ضد شعبنا، فلا بد من انهاء الانقسام المدمر المعيب في الساحة الفلسطينية، وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، واستعادة الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل الوطنية والاسلامية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وواجب المجتمع الدولي تحمل المسؤولية والتخلص من سياسة الكيل بمكيالين وادانة اسرائيل والتحرك الفاعل لتوفير الدولية لشعبنا، والعمل على رفع الحصار الجائر والظالم عن غزة، ومحاسبة نتنياهو وحكومة وقيادة جيشه المتورطة في تنفيذ المجزرة بحق الأسرة الغزية.
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت