تمرُّ في هذه الأيام الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الزعيم والقائد الفلسطيني الخالد ياسر عرفات (ابو عمار) المكنى بـ " الختيار". وتأتي هذه الذكرى العطرة في ظروف سياسية بالغة الخطورة والتعقيد بالنسبة لشعبنا الفلسطيني، ولقضيته الوطنية العادلة. ومن العيب والعار أن تمنع حركة حماس التي تحكم قطاع غزة منع فعالية احياء ذكرى الشهيد أبو عمار، وهو رمز الثورة وقائد مسيرة النضال الفلسطيني التحرري لأكثر من أربعين عامًا.
لقد تركت وفاة ياسر عرفات فراغًا هائلًا في الشارع الجماهيري الفلسطيني والساحة السياسية الفلسطينية، وأكاد اجزم لو كان موجودًا وحيًا لم نكن نشهد حالة الانقسام الفلسطيني وانشقاق البرتقالة الفلسطينية ولم تكن سيطرة حماس على قطاع غزة، وذلك بفضل حنكته ودهائه وذكائه ودبلوماسيته المعهودة وشخصيته الكاريزمية، وقدرته على نسج خيوط التواصل مع الجميع، سواءً كان داخل حركة فتح أو مع الفصائل الفلسطينية الأخرى.
أبو عمار هو رمز الثورة والمقاومة، ورمز البطولة والصمود، رجل الحرب والسلام، رجل المواقف الوطنية الوحدوية والرؤية السياسية الواقعية، ورجل المهمات الصعبة. عرف بخطاباته الحماسية، وبكوفيته الفلسطينية التي كان يضعها على رأسه على شكل خريطة فلسطين، وتميز بالمرونة والشدة معًا، بالشفافية والوفاء للوطن وشهدائه، كرس حياته مقاتلًا ومدافعًا عن فلسطين، حاملًا البندقية بيد، وغصن الزيتون باليد الأخرى.
حاولوا اغتياله مرارًا وتكرارًا منذ العام 1967، لأنهم راوا فيه العنيد الشرس والداهية السياسي المحنك، والقائد القوي الذي لا يتزحزح عن مواقفه التي يؤمن بها، لكنهم نجحوا في نهاية المطاف باغتياله، ومات مسمومًا خلال الحصار الاسرائيلي المشدد لمقر المقاطعة في رام اللـه.
ويبقى السؤال: من هي الجهة الفلسطينية المتورطة في عملية الاغتيال مع اسرائيل؟ ولماذا صمتت الجهات والأطراف والأوساط الفلسطينية عن حقيقة وفاته بالسم، فهل هي مؤامرة دولية..؟؟! أم منعًا ودرءً للفتنة في البيت الفلسطيني الواحد؟؟! .
بقلم : شاكر فريد حسن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت