لقد طالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم السبت السلطات الإسرائيلية، إجراء تحقيق في الجريمة التي ارتكبها جيشها، وأسفرت عن مقتل ثمانية فلسطينيين، من عائلة السواركة.
وأدان غوتيريش أي هجمات تستهدف المدنيين، وأن مقتل العائلة الفلسطينية يعد مأساة، ودعا "إسرائيل" للتحرك العاجل، لإجراء التحقيق".
واعترف جيش الاحتلال، يوم الجمعة الماضي، أنه قتل عائلة فلسطينية مكونة من (8) أفراد زاعمًا أن العملية تمت "بالخطأ"، عقب استهداف منزل العائلة بالصواريخ خلال العدوان على قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن الجيش الإسرائيلي، أنه " قدر أن المبنى في دير البلح وسط قطاع غزة، كان خاليًا".
ان دور الأمين العام للأمم المتحدة، ليس فقط هو اصدار بيان بدعوه الكيان الصهيونى باجراء التحقيق مع قادة جيشه، وادانة الهجمات على المدنيين، بل و حسب الميثاق
فأنه يُعتبر لدى المجتمع الدولى رمزا للأمم المتحدة ذاتها، وهو صاحب المُثُل العليا المُعبّر عنها في ميثاقها، ويجب أن تتحول إلى واقع ملموس.
وينطوي عمل الأمين العام، الذي يضطلع به على قدر من التوتر الطبيعي الخلاق، والذي ينبع من تعريف الميثاق لوظيفته.
ان الميثاق يخول للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلام والأمن الدوليين.
وعلى هذا فإن الأمين العام يعمل بوصفه متحدثا باسم المجتمع الدولي وخادما للدول الأعضاء، وهما مهمتان يبدو أنه لا مفر من وجود شيء من التعارض بينهما، لأنها تمنحه ولاية للتصرف تتسم باتساع غير عادي، ومعلوم تماما لــدى كل الدول الاعضاء بالامم المتحدة .
أن الأمين العام يستخدم مكانته هذه، وحياده، واستقلاله ، وشفافيته، وخبرتة، وعلاقاته، على ان يترجم كل ذلك، إلى ما يطلق عليه، "مساعيه الحميدة" لصالح "الدبلوماسية الوقائية".
ويشير هذا المصطلح، إلى الخطوات التي يتخذها الأمين العام ،أو كبار موظفيه، علنا أو سرا، لمنع نشوء أونشوب المنازعات الدولية، أو تصاعدها، أو انتشارها.
بل إنه في الوقت الذي تنتشر فيه الأحداث والأزمات، على نطاق الكرة الأرضية بأكملها، فإن من الممكن أن يكون لأقوال الأمين العام، وأفعاله أثر بالغ.
بيد أن مهمة الأمين العام تقتضي منه أيضا إجراء مشاورات يومية اعتيادية مع زعماء العالم وأفراد آخرين، وحضور دورات مختلف هيئات الأمم المتحدة، والسفر إلى جميع أنحاء العالم في إطار سعيه العام إلى تحسين الأوضاع الدولية، والعمل على تحقيق السلام والامن الدوليين.
ان من اهم مهام الأمين العام ، هو تنبيه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد السلم الدولى، واقتراح قضايا على الجمعية العامة، أو أي هيئة أخرى من هيئات الأمم المتحدة لمناقشتها، والاضطلاع بدور “الحكم” في النـزاعات بين الدول الأعضاء.
وعليه ومع هذه الصلاحيات الكثيرة والمهمة للامين العام، كنا نتمنى علية ان يكون اكثر موضوعية وفاعلية، بمطالبة المجتمع الدولى تحمل المسؤالية الدولية، وملاحقة قادة الاحتلال الصهيونى على الجرائم التى ارتكبها بحق المدنيين، وخاصة الاطفال، والنساء، والاعلامين، والمسعفين، والاطباء، ومؤسسات وكالة الغوث المحميين بقوة القانون الدولى الانسانى، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة ، وليس مطالبة قادة الكيان الصهيونى بأجراء التحقيق فى اغتيال خمسة اطفال، ونساء اثنتين، والزوج من عائلة السواركة، وهناك عشرات الاطفال والنساء من المدنيين تم اغتيالهم، وقتلهم لم يشر لهم سعادة الامين العام .
كما انه وحسب صلاحياتة كان عليه ان يطلب من مجلس حقوق الانسان، ارسال لجنة تحقيق فى جميع الجرائم التى ارتكبها جيش الاحتلال الصهيونى، واستخدام القوة المفرطة، والسلاح المحرم دوليآ.
بقلم د.عبدالكريم شبير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت