هدم عملية السلام والتسوية يشكل منهجا وفعلا أمريكيا اسرائيليا لا يتوقف . الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تعتدي وتمارس الاجرام وتنتهك الحقوق وتغتصب الارض وتهجر السكان ... تقتل وتعتقل ... تحاصر وتقصف وتقتل الاطفال والنساء ... حتى انها تغتصب الارض وتقيم المستوطنات وتأتي بما ليس لهم حق بهذه الارض ليسكنوا فيها على غير وجه حق وعدل وقانون . العالم بأسره يرفض الاستيطان ويعتبره مخالفا للشرعية الدولية وللقانون الدولي الانساني .
أمريكا التي احتضنت اتفاقيات التسوية في ساحة البيت الابيض والتي اعتمدت القرارين 242 و 338 والتي لا تجيز الاستيلاء على ارض الغير بالقوة ... والتي تطالب بالانسحاب الي الحدود الدولية بالرابع من حزيران 67 . اليوم يخرج علينا وزير الخارجية الامريكي معتبرا المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الارض الفلسطينية بالقدس والضفة الغربية انها لا تخالف القانون الدولي وان المستوطنات بحسب قوله مشكلة سياسية معقدة تحل بالمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين . مثل هذه التصريحات تعتبر اعلانا باطلا ومرفوضا ومدانا ويتعارض كليا مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الرافضة للاستيطان وخاصة القرار 2334 .
وكما قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان الادارة الامريكية غير مؤهلة او مخولة بإلغاء قرارات الشرعية الدولية كما لا يحق لها ان تعطي أي شرعية للاستيطان الاسرائيلي . الرفض الكامل والشامل لمثل هذا الاعلان ... كما الرفض لاعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان ... كما الرفض المسبق لما يسمى بصفقة القرن .... كما الرفض لكافة السياسات الامريكية المنحازة والمعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية ... والمخالفة لقرارات الشرعية الدولية مثل هذا الاعلان المرفوض من قبل المجتمع الدولي يجب ان يترجم وفق اليات دولية وسياسات ملزمة حتى تتوقف هذه السياسة الامريكية المنفلتة والطائشة وغير المبنية على اسس قانونية ولا حتى على حقوق معترف بها ... ولا حتى على اتفاقيات تم التوقيع عليها بين منظمة التحرير ودولة الكيان وبرعاية امريكية .
حكومة اليمين المتطرف التقطت هذا الاعلان وكأنه دستور وقانون دولي ملزم عندما يدعي المجرم نتنياهو ان أمريكا اعتمدت بإعلانها سياسة تصحيح لظلم تاريخي !!!! وان نتنياهو يعتبر امريكا ووزير خارجيتها بوقفتهم (العار) الى جانب ما يدعيه حق وعدل ومطالبا بوقاحة لا نظير لها دول أخرى للوقوف الى جانب اسرائيل !!!! والى جانب السلام بمفهوم اسرائيل وامريكا !!! وليس بالمفهوم الفلسطيني بحسب الشرعية الدولية وقراراتها . في واقع هذا الانحياز الامريكي والذي يفقد امريكا امكانية الرعاية والوساطة لانحيازها المطلق ... وعدم اعترافها بالحقوق الوطنية الفلسطينية ... وحتى مخالفتها لقرارات الشرعية الدولية واعتمادها سياسة الدعم المطلق لهذا الكيان العنصري بكل مقومات القوة العسكرية والاقتصادية ... وحتى السياسية والدبلوماسية ... يضع امريكا واسرائيل بعزلة دولية تزداد على مدار الايام نتيجة العنجهية والتطرف والارهاب الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ... كما ممارسته ضد ارضنا ومقدساتنا وشعبنا .
هذه الارض الذي يتحدث عنها وزير الخارجية الامريكي وهو يجهل التاريخ ... ويتجاهل الواقع ... ولا يمتلك قدرة التحليل والقراءة لأشجار الزيتون المغروسة بأرضنا والتي عمرها بأكبر من عمر هذا الكيان الغاصب . منذ عقود وامريكا واسرائيل يعملون على هدم السلام والتسوية ومفهوم حل الدولتين ... ويدعون كذبا ونفاقا انهم مع السلام !!!! لكنه السلام من وجهة نظرهم القائم على الاستيطان والاحتلال واغتصاب حق الاخرين ... وهذا لن يكون بإرادة شعب يتطلع لحريته واقامة دولته على ارضه بعاصمتها القدس .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت