ماذا يعني الذهاب الان الى خيار الانتفاضة الشعبية المنظمة بقيادة م.ت.ف وبمشاركة القوى كافة ؟؟
هذا يعني ... . ان شعبنا لا يمكنه ان يستسلم للعملية الجارية الان ووقائعها، والتي تستهدف ذبحه وذبح حقوقه الوطنية * .
* ان يُعاد طبيعة الصراع والعلاقة مع الاسرائيليين الى مربعه الطبيعي والحقيقي وهو ..ان هناك شعب محتل يقاوم احتلال اسرائيلي مجرم يسعى لتصفيته والاجهاز عليه، بما يعنيه ذلك من انهاء وهم وكذبة ان هناك اتفاقيات سلام او يمكن لها ان تكون ضمن المعطيات القائمة .
* ان يُفرض على م.ت.ف تصويب ادائها، واعادتها لمكانتها الطبيعية، اي لدورها الكفاحي، وتعزيز هيبة ومكانة الهوية الوطنية التي تمثلها، والتي تشكل الجامع والرابط المشترك بين كل ابناء شعبنا في مواقع تواجدهم كافة رغم تباين ظروفهم، وهذا يعني اشراك الجميع على اساس برنامجها الوطني والكفاحي .
* خلق وقائع تفرض على الجميع انهاء حالة الانقسام الكارثية، وذلك من خلال الوحدة الميدانية الكفاحية، والعمل ضمن برنامج واضح الاليات والاهداف، فواقع اندلاع الانتفاضة سيسحق كل ما علق في مسيرتنا الوطنية من مصالح فئوية وشخصية باتت عبأ على شعبنا ومشروعه الوطني
* ان يُفرض واقع التحلل من اتفاقيات اوسلو والوقائع التي كبلتنا، وكذلك سحق التفاهمات التي لا تليق بشعبنا ولا بمفهوم مقاومته الحرة . فالسبيل الى ذلك يتمثل في التنفيذ الدقيق والامين لقرارات المجلسين الوطني والمركزي ل م.ت.ف . .
* كما تعني اندلاع حالة شعبية مقاومة لا تنتظر مساومات مع العدو، ولا يتم توظيفها لاجل مكاسب او منافع ضيقة من هنا او هناك، وانما تحقيق شعارها المركزي " انهاء الاحتلال" .
* وتعني ايضا الذهاب الى اقتصاد شعبي مقاوم يعزز صمود الشعب، ويعيد الاعتبار لقيم العدالة والتكافل، وسحق الهوة التي نشأت بين الفئات الاجتماعية المختلفة، والتي ساهمت في تدمير وحدة الحال، واضعفت من مستويات الاستعداد للتضحية والمبادرة لأجل المصلحة العامة .
* اعادة الاعتبار لروح الاعتزاز بالانتماء الوطني الذي تآكل في نفوس الكثير من ابناء شعبنا.. وكذلك اعادة العلاقة والثقة على اسس صحيحة ما بين الشعب وقيادته.. وفتح بوابات الامل بالمستقبل.. تلك البوابات التي اغلقت خلال الاعوام الاخيرة، مما اوقع شعبنا ضحية لحالة الاحباط والبؤس والانطواء، والاغتراب عن الوطن . قد يقول البعض كيف لشعبنا ان يتحرك باتجاه انتفاضة شعبية وهو يعاني كل ما يعانيه الان؟ اقول .. في ظل الواقع المذل الذي نعيشه الان على جميع المستويات، وكذلك الهجوم التصفوي الشرس على قضيتنا وحقوقنا الوطنية، والذي سيطول لاحقا وجودنا فوق هذه الارض، لم يعد امامنا سوى احدى الخيارين ..إما الاستسلام لواقع الذبح والاجهاز علينا لتدمير مستقبلنا ومستقبل ابنائنا . واما الذهاب لهذا لخيار " الانتفاضة الشعبية " لتغيير المعادلة القائمة،
ولإجبار العالم على الوقوف لجانب حقوقنا العادلة اكثر مما هو عليه الان، باتجاه تطبيق قراراته التي تضمنتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها انهاء للاحتلال الاسرائيلي عن جميع الاراضي المحتلة عام ٦٧، واقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لقراهم ومدنهم التي هجروا عنها عام ١٩٤٨، طبقا للقرار الدولي ١٩٤ ادرك ان غالبية فئات مجتمعنا الفلسطيني تعاني حالة احباط غير مسبوقة الان بسبب العديد من الممارسات، لكني على ثقة انه في اللحظات الحاسمة والجادة والمصيرية ستكون جاهزة لان تجعل من اجسادها وارواحها جسورا للتحرير والعودة واقامة الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية، لأنه باختصار ليس لديها ما تخسره، بل انها تحقق ذاتها وتجدد عزتها وكرامتها من خلال ذلك،، كما ادرك ايضا ان المشكلة والعقبات ستكون من قبل تلك الشرائح التي نمت مصالحها وتكرشت على ضفاف حالة الانقسام، وما قبلها، فمثل هذه الانتفاضة الشعبية ستسحق مصالحهم وامتيازاتهم، وستعيد الاعتبار للشعب وهيبته، ولم يكن صدفة ان سعت كل الاطراف المعادية لشعبنا لتنمية مثل هذه المصالح وتلك الشرائح المنتفعة، والتي اذلت الشعب وبددت كرامته لهذا فان شعبنا بحاجة لقرار سياسي عملي من قبل قيادته لتحقيق هذا الهدف، ولان تكون في مقدمته، وان تضع هدفا واحدا لها وهو انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وان لا تخضع لأي مساومات تحقق مصالح سياسية صفيرة، او منافع قذرة هنا او هناك .
بقلم/ نافذ غنيم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت