أصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية نشرة تعريفية لمناسبة اليوم العالمي للتلفزيون، الذي يصادف في 21 تشرين الثاني كل عام، والمعلن عنه رسميًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستهلت النشرة بالإشارة إلى عقد المنظمة الدولية لأول منتدى عالمي للتلفزيون خريف 1996، حين التقى كبار شخصيات وسائط الإعلام لمناقشة الأهمية المتزايدة للتلفزيون، وللنظر في كيفية تعزيز تعاونهم المتبادل، بعدها قررت الجمعية اعتبار 21 تشرين الثاني يومًا عالميُا للتلفزيون، احتفالا بذكرى انعقاد أول منتدى عالمي للشاشة الصغيرة.
واللافت تزامن الاحتفال باليوم العالمي للتلفزيون مع الحملة الشرسة التي توجها ما يسمى وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، بمنع تلفزيون فلسطين من العمل في القدس والأراضي المحتلة عام 1948، فيما يكرر الاحتلال تحريضه على القنوات التلفزيونية، واستهدفها بالقصف والإغلاق أكثر من مرة، كما يلاحق العاملين فيها.
وحملت النشرة معطيات تاريخية ورقمية حول القنوات التلفزيونية والعربية، وإحصاءات سلطت الضوء على المحطات التلفزيونية المحلية.
تجارب عربية
ووفق النشرة، فإن عصر التلفزيون العربي انطلق في خمسينيات القرن الماضي، فيما حظيت العراق ولبنان بالسبق في ذلك، أما اليمن فانتظرت إلى عام 1975 كي تمتلك قناة تلفزيونية، بينما كان تلفزيون فلسطين آخر قناة عربية رسمية تنطلق بعد قيام السلطة الوطنية.
وأضافت إن عام 1990 شهد ميلاد محطة MBCبقناة واحدة، كأول فضائية عربية، أسسها صالح كامل ووليد الإبراهيم. وأصبحت اليوم تضم مجموعة كبيرة من القنوات، ثم نقلت مقرها من العاصمة البريطانية إلى مدينة دبي للإعلام.
ووالت: في منتصف التسعينات وجدت أكثر من (5) آلاف قناة تصل إلى العالم العربي، منها (800) غير مشفرة، و(222) باللغة العربية و(23) قناة للأغاني فيما أفاد تقرير لاتحاد إذاعات الدول العربية عام 215، بأن عدد القنوات الفضائية التي تتولى بثها، أو إعادة بثها، هيئات عربية عامة وخاصة بلغ 1394 قناة.
بداية فلسطينية
وأوضحت النشرة أول ظهور تلفزيون فلسطيني بدأ في أيلول 1994، بعد معاناة قاسية في التفاوض مع الاحتلال للحصول على موجات البث التليفزيونية.
وتابعت: أنشئت محطة الإرسال بمساعدة فنية فرنسية، واستطـاعت إقامة محطات إرسال على تلـة المـنطار فـي غـزة؛ ثم بدأت الفضائية الفلسطينية عملها نهاية آذار2000، وساهمت في تقديم الرواية الفلسطينية، ونقل عدوان الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، فيما توحد بث التليفزيون الفلسطيني مع الفضائية الفلسطينية منذ أيلول 2000.
استهداف وتطوّر
وبحسب النشرة، فقد قصفت طائرات الاحتلال موقع المنطار للبث الإذاعي والتليفزيوني في 20 تشرين الثاني 2000، ودمرت المكان؛ وأعيد البث بعد فترة وجيز، كما تعرض مقر التلفزيون وأبراجه في رام الله للقصف عام 2002.
وتتبعت النشرة تطور تلفزيون فلسطين، فقد انطلقت قناة "فلسطين مباشر" تبعتها "فلسطين الرياضية"، ثم انطلقت باقة "فلسطين الإخبارية" وقناة "فلسطين48" التي تحول اسمها لاحقًا إلى "مساواة".
وأفادت: افتتح الرئيس محمود عباس المقر الجديد لـ"هيئة الإذاعة والتلفزيون" في رام الله في شباط 2015، مقرنًا ذلك بالمرسوم الرئاسي الذي أعلن تشكيل "هيئة الأقمار الصناعية الفلسطينية."
أرقام وتراجع
وبينت أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عام 2000، أن مجموع ساعات البث السنوية للتلفزة المحلية كان 3877 ساعة، فيما كان عدد القنوات الخاصة 29 محطة تلفزيونية في الضفة الغربية، وفي عام 2007 اختلفت ارتفع العدد إلى 35 قناة. ووقتها كانت تنتشر القنوات الخاصة وفق الترتيب : 8 في رام الله، 3 في بيت لحم، 4 في الخليل، 9 في نابلس، 4 في طولكرم، 3 في جنين، 2 في قلقيلية، وواحدة في أريحا.
وأشارت النشرة إلى صدور قرار مجلس الوزراء رقم (18) لسنة 2018 بنظام ترخيص المحطات الإذاعية والتلفزيونية الأرضية والفضائية، وشركات خدمات البث الفضائيـ ومكاتب المحطات الفضائية والإنتاج الإعلامي، والذي نشر بجريدة الوقائع الرسمية في كانون الثاني 2019.
ووفق أرقام الوزارة الرسمية فإن عدد المحطات التلفزيونية المرخصة الآن (8) منها (5) عاملة، والباقي متوقفة.
ونوهت النشرة إلى التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الشاشة الصغيرة، وانتهاء عهد القنوات الأرضية، في ظل تنامي الفضائيات وشبكة الإنترنت والهواتف الذكية، والانتشار الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي، والقفزة في الإعلام الجديد، وتراجع الإعلانات التجارية المتلفزة، وضعف الإقبال الجماهيري على متابعة برامجها.