افتتح وزير العمل الفلسطيني د. نصري أبو جيش، مركز تدريب مهني القدس- العيزرية، يوم الخميس، حيث نقل في بداية كلمته، التي ألقاها تحيات رئيس الوزراء د. محمد اشتيه ودعمه اللامحدود والمطلق للقدس وأهلها، لتعرضها لأبشع أنواع الاعتداءات والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل، سعيا لتغيير الوجه العمراني والتاريخي والديمغرافي للمدينة، وإحاطتها بكبرى المستوطنات وضمها بجدار الفصل العنصري وسياسة تضييق الخناق على أهلها، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، مؤكدا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل أمام إرادة ووحدة صف أبنائها الذين يحافظون على الهوية الوطنية للقدس.
جاء ذلك بحضور، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني، وورئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" د. محمد أبو عوض، ورئيس بلدية العيزرية عصام فرعون، ومستشار البنك الاسلامي للتنمية هاني أبو ذياب، ونائب محافظة القدس عبد الله صيام، ووكيل وزارة العمل سامر سلامة، ومدير عام الإدارة العامة للتدريب المهني م. نضال عايش، ومدير مديرية عمل القدس وليد البايض، ومدير مركز تدريب مهني القدس – العيزرية محمود عيسى، وعدد من كبار موظفي الوزارة، ومدراء المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
وأضاف أبو جيش أن الحكومة الفلسطينية الـ 18 - حكومة الشعب، منذ استلامها لمهامها تولي أهمية بالغة لتعزيز صمود أبناء شعبنا في المدينة المقدسة ومؤسساتها الوطنية، وستكون الدرع الحامي لعاصمتنا الأبدية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وقضية شعبنا العادلة أمام جميع المؤامرات الخبيثة التي تحيكها إسرائيل وأمريكا من أجل تصفية مشروعنا الوطني، خاصة مسألتي القدس واللاجئين، حيث تجلى ذلك في صفقة القرن ومكوناتها ومحاولات طمس إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وتابع أبو جيش أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وقراره مؤخرا بشرعية المستوطنات، ما هما إلا مخالفة واضحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وهذا القرار الأخير هو خطوة عدوانية جديدة تضاف إلى كافة الخطوات ضد شعبنا الفلسطيني، وأن "تدفيع" شعبنا ثمن مسألة الرئيس الأمريكي ترامب في الكونغرس وإرضائه لجمهوره من المتطرفين ما هي إلا سياسة صبيانية وقحة، والرد على هذا القرار الغير قانوني جاء من كل أنحاء العالم الذي أدان القرار.
وبخصوص المركز، قال أبو جيش إن افتتاح مركز العيزرية، اليوم، يأتي بهدف تعزيز صمود المواطن المقدسي في هذه المنطقة والمناطق المجاورة ولرفد القطاعات الاقتصادية المقدسية بالأيدي العاملة الماهرة المتخصصة، وتوفير الحماية الاجتماعية للشباب والشابات من خلال تأهيلهم بالمهارات اللازمة، حيث تم اختيار التخصصات المهنية في هذا المركز بالتشاور والتنسيق مع غرفة وتجارة صناعة القدس وبلدية العيزرية، وبدأ المركز في تقديم خدمات التدريب في (8) تخصصات تمنح درجة الدبلوم المهني المتخصص، على أن يتم مستقبلا زيادة هذه التخصصات، وفقاً لاحتياجات سوق العمل.
وتابع أبو جيش "إن افتتاح هذا المركز، هو انعكاس مباشر وتدخل عملي لما وعدت به الحكومة الـ 18 منذ اليوم الأول لاستلامها لمهامها، وانسجاماً مع رؤيتها في العمل على تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال تخفيض معدلات البطالة والحد من نسب الفقر، ما يستوجب معالجة الاختلال الحاصل ما بين مخرجات التعليم والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل، وذلك من خلال مواءمة التخصصات ومهارات الخريجين مع التغييرات الحاصلة في مكونات الاقتصاد وتطور المهن بما ينسجم مع مهارات القرن الواحد والعشرين، ومهارات المستقبل، وربطها برؤية الحكومة والمتمثلة بالتنمية من خلال العناقيد، التي شرعت بتنفيذها على أرض الواقع، في إطار خطة شاملة متكاملة للانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال، والتي بكل تأكيد، ستشكل الأيدي العاملة الماهرة والكفاءات الوطنية عاملا حاسما في نجاح خطط الحكومة لتأخذ على عاتقها مهمة البناء والتغيير."
وقال أبو جيش أنه جاء في هذا السياق إدراك الحكومة لأهمية قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني، متطلعا لتوفير العمالة المؤهلة المدربة القادرة على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة، والحفاظ على التوازن بين مخرجات التعليم والتدريب المهني والتقني والاحتياجات الفعلية لسوق العمل المحلي والعربي والعالمي.
وأكد أبو جيش أن وزارة العمل تعمل، وبشكل حثيث، على تطوير التدريب المهني كماً ونوعا، من خلال زيادة عدد المراكز وإستحداث تخصصات جديدة تتواءم واحتياجات سوق العمل، كذلك تشغيل المراكز القائمة بطاقتها القصوى، سعيا لرفع عدد المنتفعين من خلال برامج مسائية تخدم فئات عمرية مختلفة وبرامج رفع كفاءة للعاملين في المؤسسات، لتحقيق أداء أفضل وإنتاجية أعلى، كذلك تولي الوزارة إهتماما بالغا لتحديث المناهج، بهدف تخريج أفراد مهرة قادرين على المنافسة في أسواق العمل المختلفة.
من جهته، أكد الحسيني على أهمية تعزيز صمود الشباب الفلسطيني في محافظة القدس في ظل ممارسات الاحتلال التعسفية بحق سكان القدس، مشيرا إلى أن المركز من شأنه تحقيق ذلك من خلال توفير التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في فلسطين، ما يساهم في بناء اقتصاد دولتنا وعاصمتها القدس الشريف، والتي تشكل رؤية الحكومة الفلسطينية.
بدوره، قال أبو عوض أن المركز يأتي ترسيخا لرؤية الحكومة الـ 18 التي تستهدف التعليم والتدريب المهني والتقني، لأثر ذلك على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى وجود 20 مدرسة مهنية في فلسطين، و32 كلية تقنية، بهدف سد الفجوة في احتياجات السوق من المهن، وتزويد السوق الفلسطينية بشباب مؤهلين لخفض معدلات البطالة، سيما في صفوف الخريجين.
وأكد فرعون أن افتتاح المركز يأتي في ظل معيقات الاحتلال الإسرائيلي في العيزرية من مصادرة الأراضي، منوها إلى أن هذا المركز سيشكل فرصة للشباب في المنطقة للانخراط في التعليم والتدريب المهني والتقني بما يساعدهم على إعالة أنفسهم وعائلاتهم، سيما أن المركز يحتوي على العديد من التخصصات المهنية التي تناسب الذكور والإناث.