أعلن وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، أن فلسطين ستطلب بدعم عربي عقد إجتماع للدول الأطراف في إتفاقية جنيف لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ممارسته تجاه الشعب الفلسطيني.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، ووزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، إنه وفقا لإتفاقية جنيف فإن الدول المتعاقدة بالاتفاقية ملزمة بالتعامل مع الانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الواقع تحت الاحتلال، ولكنها لم تقم بدورها في محاسبة إسرائيل ومساءلتها بل فرض عقوبات على إسرائيل.
وأكد أن هناك صعوبات في عقد هذا الاجتماع الخاص بإتفاقية جنيف في ظل إمكانية التملل من قبل بعض الدول والرفض الأمريكي المتوقع، مشيرا إلى وجود دعم عربي لهذا التوجه تحت الرئاسة العراقية لمجلس الجامعة، مضيفا أن القرار الأخير الأمريكي بشرعنة الاستيطان غير الشرعي القانوني في الأراضي العربية المحتلة هو جزء من سلسلة القرارات الأمريكية بحق الشعب الفلسطيني تبنت الموقف الإسرائيلي بالكامل.
وقال المالكي، إننا نرى هذه الخطوة كجزء من إعلان حرب أعلنتها إدارة ترامب على الشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف، مضيفا إننا لا نتوقع أن تتوقف إدارة ترامب عند هذه النقطة، لأن هذا الإجراء التاسع لها مما يستلزم من الجامعة العربية ودولها الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته ودوله واتخاذ خطوات استباقية لدرء المخاطر المحتملة.
وقال، إننا ننظر لتبعات هذه الخطوة ونتائجها وآثارها على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تحرر من أي التزامات سابقة تجاه المجتمع الدولي، حيث قال "إن القرار الامريكي يسمح لي بضم أجزء من الأراضي الضفة الغربية" .
وأضاف المالكي، أن القرار الذي صدر اليوم عن الجامعة العربية يرتقي إلى مستوى المسؤولية ويؤسس لعمل جماعي يقوده الأمين العام للجامعة العربية لمواجهة القرار الأمريكي وعزله وهزيمته بشكل كامل، مؤكدا إن الدعم الدولي للقضية الفلسطينية لم ينخفض بل يتزايد، مشيرا إلى أن هناك 14 دولة تتحدث ضد الاستيطان في مجلس الأمن، وهناك إدانة من قبل المجتمع الدولي للقرار الأمريكي، فالسياسة الأمريكية أصبحت معزولة لأنها تهدد النظام المبني على الاتفاقيات الدولية الناظمة للمجتمع الدولي.
ولفت إلى أن التصويتات الأخيرة في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة شهدت تصويت كل الدول بشأن تجديد ولاية وكالة "الأونروا" ضد دولتين هما إسرائيل، والولايات المتحدة، أي أنهما لم تنجحا في إقناع أي دولة أخرى بموقفهما.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربيةأحمد أبو الغيط إن هناك طرحا أمريكيا باعتبار الاستيطان غير مناقض للقانون الدولي ولكن الدول العربية اجتمعت ورفضت هذا الأمر في اجتماع اليوم وهو رفض حاد وواضح في القرار الصادر الذي سيودع لدى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة.
ولفت أبو الغيط، أن 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن رفضوا الطرح الأمريكي أي هناك غالبية عظمى في المجتمع الدولي تتمسك بالموقف من الاحتلال والموقف من رفض الاستيطان والقانون الدولي وبالتالي لا تستطيع الولايات المتحدة أن تفرضه على بقية الدول وهذا في حد ذاته عمل ناجح من قبل الدول العربية.
وقال إن مجلس الأمن المعني بالسلم والأمن الدوليين، إضافة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن نسير في هذا الإطار الذي توافق عليه العالم والمجتمع الدولي، مشددا على أن تصميما عربيا على رفض هذا القرار.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي أن القرار الصادر عن الجامعة العربية اليوم يبرز أهمية الدعم العربي المشترك للشعب الفلسطيني والرفض العربي بشكل قاطع للتصريحات الأمريكية تجاه شرعية الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين