ما بعد موافقة كافة القوى السياسية على اجراء الانتخابات التشريعية اولا ومن ثم الانتخابات الرئاسية ... وحتى يصدر المرسوم الرئاسي من الرئيس محمود عباس بموعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المتتالية . هناك الكثير من العمل المطلوب وعلى كافة الصعد والمستويات والمناحي على اعتبار اننا لم نمارس الحق الديمقراطي منذ ثلاثة عشر عام ... ونحن دون انتخابات وتجديد للشرعيات ... بل كنا في ظل انقسام اسود لا زال بفصوله القائمة وكوارثه المتداخلة ومجمل مناكفاته وتجاذباته والتي تؤثر بالسلب على الرأي العام ... وتجعل مما يجب عمله والاستعداد له حتى نتمكن ولو بالقدر الضئيل من معالجة ما خلفه هذا الزمن بكل قسوته ومرارته ... وما يعيشه الشعب الفلسطيني من ازمات طالت كافة مناحي حياته وما عصف بالأجيال من مصاعب وازمات لا زالت قائمة ومتفشية والتي تجعل من مهمة مخاطبة الناس وحشدهم للمشاركة بالعملية الانتخابية مسألة ليست سهلة بل ينتابها الكثير من المصاعب والمتاعب . هذه الحالة الشعبية لمزاج الرأي العام لها مدلولاتها وشواهدها ... كما لها اثارها المباشرة وغير المباشرة والتي تحتاج منا جميعا على العمل بجد واجتهاد .... وبمثابرة واصرار ان نخاطب الناس ليس بجملة الشعارات !!!! ...
ولكن من خلال الواقع وتحدياته والمتطلبات التي يجب على الجميع القيام بها . هنا سأختصر الحديث بمجال الاعلام وكتاب الرأي وما يجب قوله والبناء عليه من تعزيز الثقافة الانتخابية والمشاركة والحق فيها وعدم الاستسلام لعوامل الاحباط واليأس والتجربة المريرة التي لا زلنا نعيش فصولها ... وحتى لا نتأثر كثيرا بدافعية المشاركة والحشد لها واعطاء الصوت لمن يستحقها . الاعلام دوره يتعدى حدود نشر الخبر والتحليل الى خطوات يجب القيام بها بتعزيز الثقافة الديمقراطية وتعريف المواطن بمجمل حقوقه وواجباته .... ومن ضمن هذه الحقوق حق المشاركة بالترشح والانتخاب وعدم اسقاط هذا الحق الديمقراطي والقانوني والوطني وحتى يشارك الجميع للوصول الى نتائج انتخابية تعبر بصورة حقيقية عن الرأي العام وليس خروجا عنه . الاعلام بكافة وسائله عليه الكثير من المهام والمسؤوليات التي تحتاج الى سلامة الخطاب ومضمونه والاهداف المرجوة منه والتي لا تخرج عن مصالح الوطن والمواطن كما لا تخرج عن الثوابت والحقوق ... كما لا تخرج عن الشرعية ومؤسساتها ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد . لا مجال لنا بالمخاطرة بما هو واجب علينا .... وبما يجب ان نقوم به ... وحتى نعمل جميعا وكأن الانتخابات غدا . الاعلام امام مهام صعبة .. ومسؤوليات كبيرة في زيادة نسبة الوعي المجتمعي والديمقراطي والوطني بما يكفل لنا تجربة انتخابية تكون اقرب للواقع وللرأي العام ... وان لا نخاطر بردات الفعل وصعوبة التجربة وازماتها وما خلفته السنين من مأسي وكوارث وظواهر وازمات عصفت بالعديد من الاجيال وليس أقلها البطالة المتفشية وانخفاض معدل الدخل بل فقدانه وما ترتب على المصاعب الاقتصادية من ازمات اجتماعية شملت الكثير من المنظومات .
الاعلام يجب ان يدخل بكافة تفاصيل الحياة وما ترتب على هذه السنوات من مأسي وكوارث وازمات ... ليس لجلد الذات وليس لإبقاء الجرح .... بل لخلق دافعية جديدة وابداع وطني يخرج عن اطار المألوف والمشاهد وحتى نفكر جميعا خارج الصندوق بما لنا وعلينا .... وما يجب علينا عمله وانهاء الاتكالية وسياسة التحميل حول أي قصور او فشل . الاعلام عليه الكثير من المسؤوليات كما على القوى السياسية ان تعيد ثقة الناس بها وان لا تبقى تراوح مكانها بطرح شعاراتها التي لا تسمع !!!! وان تكون تلك القوى منطلقة من ارض الواقع ومن حيث الاحساس بالمسؤولية الوطنية والتاريخية من خلال احساسها بنبض الشارع الفلسطيني واحساس كل مواطن لا زال يعيش الكثير من الازمات والذي يحتاج فيها الى الكثير من المساعدة والوقوف لجانبه .
الاعلام امام مهامه ومسؤولياته ما قبل الانتخابات يحتاج الى قدر من الشجاعة والمسؤولية وانهاء المجاملة على حساب قضايا الناس الملحة والمطالبة بتحسين الظروف المعيشية وعدم الابقاء على سياسة المجاملة والصمت وكأن لا شئ يحدث . الانتخابات قادمة والاعلام عليه الكثير من وضع النقاط على الحروف حتى تكون القوى السياسية امام الواقع وتحدياته .... وان لا يغيب عن تلك القوى الاغلبية الصامتة والاكبر بالمجتمع الفلسطيني والتي ستكون حاسمة لأي عملية انتخابية قادمة .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت