ماحرضني اليوم على الكتابة السريعة في موضوع المشفى الأمريكي شمال قطاع غزة هو تداخل الأخبار والمعلومات والمواقف فيما يخص وجوده والتي تفاوتت بين الإنساني والأمني والمجهول إضافة إلى المواقف السياسية من المشروع والتي كانت في اغلبها رافضة له رفضا مطلقا واعتباره مشروع غير وطني بامتياز باستثناء حركة حماس التي جاء موقفها اليوم بالخط العريض في بيان وزع على وسائل الإعلام قالت فيه أن من يعارضون هذا المشروع هم من يريدون للأزمة الإنسانية في قطاع غزة أن تستمر واعتبرت أن برفض السلطة للمشروع يجعلها تتقاطع مع الاحتلال في أهدافه بحصار قطاع غزة .
للأسف فإن ماجاء في بيان حركة حماس لم يرتقي إلى المستوى الوطني المطلوب واكتفت فيه بالعموميات والفهلوة السياسية على اعتبار أن الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة ملزم دوما بتصديق كل ماتقدمه حماس من تصريحات ومعلومات ومشاريع سياسية على اعتبار أنها الجهة الوطنية الوحيدة المؤتمنة على هذا الوطن وشعبه..
نعم قد يكون كل فصيل حر فيما يظن ويعتقد تجاه شعبه ولكن ليس لزاما لأبناء هذا الشعب أن يكونوا شهود زور في مواقفهم وقضاياهم الوطنية خاصة أننا أمام قضية أحد أطرافها أكثر الجهات عداوة وظلما لشعبنا الفلسطيني وهم الأمريكان والاحتلال الاسرائيلي وعليه لا يمكن لنا كفلسطينين مهما قالت حماس وجملت الحالة الواقعية للمشفى أن نأخذ الجانب الإيجابي في الموضوع واعتباره مشروعا انسانيا بحت .
لقد كان من المعيب على حركة حماس أن تربط المواقف الوطنية الرافضة للمشروع بأنها مواقف تبنى لحصار غزة وتقوم بتوزيع التهم كما تشاء مع العلم أن أغلب فصائل العمل الوطني الفلسطيني رفضت المشروع رفضا قاطعا ولكن حركة حماس تصر على أنه ضمن اتفاقات التهدئة مع المحتل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل ويؤكد على صورة التعالي التي تتعامل بها حماس مع الكل الوطني في الشق المختطف من الوطن فالكلمة للاقوى (قولوا ماشئتم وسأفعل ما أريد ).
فلو سلمنا بقبول انشاء هذا المشروع على أرضنا فمن حق الناس على حركة حماس بالذات الإجابة عن بعض تساؤلاتهم مثل : -من سيغطي مصاريف العلاج فيه وهل ستخصم من مقاصة السلطة الفلسطينية . -من سيحدد فترة انتهاء عمل المشفى فوق أرضنا وهل هو بسيادة أمريكية كما كان في سوريا الشقيقة. -من هم موظفين هذا المشفى . -هل يسمح للعلاج فيه لكل الفلسطينيين. -من يتولى حماية هذا المشفى. وختاما نقول انه من السهل صياغة أي خطاب جماهيري به الكثير من الحماسة الإنشائية ولكن من الصعب جدا صياغة خطاب سياسي قادر على تحدي احتلال بحجم إسرائيل.
فادي شحادة
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت