أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم الأحد ، بياناً قالت فيه إنه صدرت في اليومين الأخيرين تصريحات على لسان بعض المسؤولين العرب، تتحدث عن رغبة أنظمتهم وحكوماتهم تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال في إسرائيل، إما من خلال إستقبال الإسرائيليين اليهود باعتبارهم سياحاً، وللاحتفال بمناسباتهم الدينية في بعض الدول العربية، وإما في إطار بناء العلاقات الدبلوماسية الثنائية مع إسرائيل، الأمر الذي ترى فيه الجبهة خروجاً عن قرارات القمة العربية في بيروت(2002) بالربط بين تطبيع العلاقات مع إسرائيل وبين فوز الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة. فضلاً عن قرار القمم الإسلامية، واجتماعات وزراء الخارجية في الدول العربية والمسلمة.
وقالت الجبهة إن التلويح بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، أو إستقبال الإسرائيليين اليهود، تحت أية ذرائع، في هذا الوقت في الذات، يلحق الضرر الشديد بالقضية الوطنية الفلسطينية وبالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، كما من شأنه أن يشجع دولة الاحتلال على المضي في تصعيدها الدموي ضد أهلنا في المناطق المحتلة، وتشجيع قطعان المستوطنين المسعورة على إجتياح المقدسات الإسلامية والمسيحية، لتهويدها والقضاء على شخصيتها الوطنية، كما يشجع دولة الاحتلال على مواصلة توسيع أعمال الاستعمار الاستيطاني، على طريق ضم أوسع المناطق في الضفة الفلسطينية، وتكريس القدس المحتلة عاصمة أبدية لدولة الاحتلال.
وقالت الجبهة إن التلويح بالإستعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل واستقبال الإسرائيليين بذرائع مختلفة، يتساوق مع صفقة القرن(صفقة ترامب- نتنياهو) ومع تصريحات وزير خارجية إدارة ترامب مايك بومبيو، بإسباغ الشرعية الأميركية على المستوطنات، التي تقر القوانين وقرارات الشرعية الدولية أنها تندرج بإعتبارها جريمة حرب، تهدف في نهاي المطاف إلى تدمير الكيانية السياسية والوطنية والقومية لشعبنا، ومنعه من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67.
ودعت الجبهة حكومات الدول العربية للتراجع عن هذه السياسات التي تلحق الضرر بالمصالح الوطنية والقومية العليا لشعبنا، وباقي الشعوب العربية، خاصة تلك التي لها أراض تحت الإحتلال الإسرائيلي، كسوريا ولبنان، والإلتزام بقرارات القمم العربية والمسلمة.
كما دعت الجبهة الأحزاب العربية وباقي مكونات الحالة السياسية والجماهيرية، في الدول العربية الشقيقة، لتحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية نحو قضايا شعبنا، وفي مقاومة المشروع الصهيو أميركي الذي يستهدف منطقتنا العربية دون تمييز.
وختمت الجبهة بتوجيه التحية إلى الرئيس قيس سعّيد رئيس جمهورية تونس الشقيقة، تعبيراً عن شكر شعبنا وإمتناته لمواقفه القومية الأخوية الصادقة نحو قضيته وحقوقه الوطنية المشروعة، التي عبر عنها في اليومين الأخيرين، ودعت الجميع إلى أن يحذوا حذوه، مثالاً لما يتوجب أن يكون عليه الموقف العربي القومي من قضية فلسطين وحقوق شعبها