رفض العاهل المغربي محمد السادس، لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي يزور المملكة حاليا، لأن الأخير سيضغط عليه إقامة علاقات مع إسرائيل، وذلك بحسب ما أفادت به صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية. وذكرت الصحيفة أن اللقاء، الذي كان منتظرا أن يجمع الملك المغربي برئيس الدبلوماسية الأميركية، لم يتم. مضيفة أنه لم يصدر عن الخارجية المغربية، أي توضيح بخصوص عدم الاستقبال.
والتقى بومبيو برئيس الحكومة المغربية ووزير الخارجية ومدير المخابرات. ووفقا للتقرير، فإن بومبيو جاء حاملا في جعبته طلبا للمغرب، بإقامة علاقات مع إسرائيل بمستوى العلاقات نفسه، التي أقامها معها عام 1994، حينما فتحت إسرائيل في الرباط مكتبا للاتصال، والشيء نفسه قامت به الرباط حينما فتحت مكتبا للاتصال في تل أبيب. وترى الحكومة المغربية أن الوضع في عام 1994 يختلف كليا عن الوضع في 2019. وقطعت المغرب هذه العلاقات مع إسرائيل، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في العام 2000.
وكان الإعلام العبري قد قال قبل زيارة بومبيو إلى المغرب، إن الزيارة تهدف إلى إقامة علاقات بين المغرب وإسرائيل، مشيرا إلى أن بومبيو سيعقد جلسة مع ئيس الحكومة الانتقالية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في العاصمة البرتغالية لشبونة، قبيل وصوله إلى الرباط، لهذا الغرض. ونظر المغرب بريبة شديدة إلى هذا اللقاء. وقال نتنياهو إن لقاءه مع بومبيو تناول 12 قضية، غالبيتها مُتعلق بإيران، وأحدها هو ضم إسرائيل منطقة غور الأردن في الضفة الغربية لسيادتها، وهي منطقة يطمح الفلسطينيون أن تكون جزءا من دولتهم المُستقبلية.
ولم تظهر العلاقات مع إسرائيل، من ضمن القضايا التي ناقشها بومبيو مع نظيره المغربي، في البيان الصادر عن الأخير، الذي عدد الملفات التي تمت مناقشتها. كما نفى مسؤول أميركي رفيع أيضا ليلة الخميس-الجمعة، أن يكون الوزيران قد تطرقا لهذا الموضوع. ونسب المسؤول الأميركي التقارير الواردة في وسائل الإعلام العبرية في هذا الشأن، لما أسماه "جهة سياسية لها مصالح شخصية".
وتعتبر الولايات المتحدة المغرب شريكا في تحقيق أهدافها في المنطقة، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب ما قال مسؤولون في الخارجية الأميركية نهاية نوفمبر / تشرين الثاني الماضي. وزادت الشكوك في تطبيع المغرب مع إسرائيل، بعد زيارة جاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي للمغرب، علما أن كوشنير هو مهندس الخطة الأميركية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن".