شعر : عبد الناصر صالح *
هلا بالذي سَرَقَ الإتّحادْ
وأقعى على بابِ سَيّدِهِ
- مثلما يفعلُ العَبدُ -
يلتمسُ العَفْوَ والمَغفرةْ
فكانَ لهُ ما أراد :
سَطوةٌ في ملفّ الثقافةِ
خِتمُ الصّرافةِ
حرّيةُ الإحتيالِ المُمَنْهجِ
إضْبارةُ الذّلّ
مُقتَنياتُ الفَساد ..
ولَوْحَةُ أَهدافِهِ المُقمِرةْ
******
هلا بالذي أتقنَ اللّعبةَ المُثمِرَةْ
فأبقى على جَيْبهِ عامِراً
وعلى قلبهِ ضامِراً
وعلى وجهِهِ غائِراً في الشّحوبِ
كما المَقبرَة ..
*******
هلا بالذي يدّعي الشعرَ
ينفثُ في الحِبْرِ سُمّـاً
فيَخْبو على راحَتَيه الكلامُ
وتنكفئُ المَحْبَرَة ..
ويكتبُ للقدسِ من قُبْحِ أفكارِهِ
أبْكَمَ الرّوح ِ واللّحنِ
لا نَكهةٌ للحروفِ تُطِلُّ
على رؤيةٍ مُقفِرَة ..
فليستْ سوى تذكِرَةْ :
لفّةُ الشيخِ
سُجّادةُ الوَرَعِ المُتَجَمّدِ
تعويذةُ الحاجِ
دِشْداشةُ الدّجَلِ الرّقميّ
ومِسْبحةُ الحيلةِ المُبْهِرة ..
**********
هلا بالذي قد غَواهُ السّوادْ
وباعَ أجِنْدَتَهُ بالمَزادْ
وراقَ له النَّصُّ ملتَحِفاً بالجَمادْ
فماتتْ على صدْرِهِ القُبّرة ..
*********
هلا بالذي يتسوّلُ مثلَ المساكينِ
أوسمةً وجَوائزْ
ويُفْصِحُ عن شَبَقٍ بالغَرائِزْ
ويُبْدي براعَتَهُ للمُريدينَ مِنْ مِثْلِهِ
كي يُجَمّل سيرَتَهُ
كاذبٌ
نرجسيٌ
ذَميمٌ
وعاجِزْ ..
يُهيئُ للرقصِ بدلَتَهُ
ثمّ يَهْرَعُ للحفلِ كالغانياتِ
فيرتَعِدْ الصّوتُ في الحَنْجَرةْ .
*******
هلا بالذي راقَهُ الغَنْجُ تحتَ اللّحافْ
وغادَرَهُ النّوْمُ حَدَّ الجَفافْ
وعَلّق أحلامَهُ المُدبِرَهْ
فَمن يوقِفُ اللّهْوَ
يرحَمُ دمعَ مناديلِهِ
حتى إذا انتصَفَ الليلُ
واجتاحَهُ السّيلُ
مُلْقىً على وجْهِهِ
فَقَدَ السَّيْطَرَة .
عبد الناصر صالح
* شاعر فلسطيني
طولكرم / فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت