كشف مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي، أن المباحثات المطولة التي أجرتها قيادة الحركة برفقة قيادة حركة حماس في مصر، سواء الثنائية، أو تلك التي عقدت مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية، لم يجرِ خلالها طرح موضوع "الهدنة الدائمة" مع إسرائيل، وأن مصر بصفتها راعي تفاهمات التهدئة، تهدف من وراء تلك المحادثات لتثبيت وقف إطلاق النار، واستمرار العمل بالتفاهمات الحالية.
وقال المسؤول في الجهاد مفضل عدم ذكر اسمه، لصحيفة "القدس العربي" اللندنية إن موضوع "الهدنة الطويلة" مع إسرائيل، لم يطرح على طاولة البحث خلال زيارة الوفد القيادي الذي ترأسه الأمين العام زياد النخالة، وضم أعضاء من المكتب السياسي من غزة والخارج، للقاهرة خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، لم يعرضوا أفكارا جديدة، بشأن التهدئة، لافتا إلى أن مجمل المباحثات حول هذا الملف انصبت حول الحفاظ على استمرار الهدوء.
وأشار إلى أن اللقاء الثلاثي الذي جمع النخالة مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، جرى خلاله أيضا تأكيد مصر، حرصها على استمرار حالة الهدوء القائمة، وعدم حدوث مواجهات عسكرية قادمة، خاصة في ظل المرحلة الحساسة التي تعيشها إسرائيل حاليا، ولتفويت الفرصة على الساسة الإسرائيليين، لتنفيذ أي عمل عسكري لصالح الدعاية الانتخابية.
وكشف المسؤول في الجهاد الإسلامي، أن حركته كما حركة حماس، لم تعارضا التوجه المصري، وأكدت أن الالتزام بالتهدئة والحفاظ على حالة الهدوء الحالية، مرتبط بالتزام إسرائيل بتفاهمات وقف إطلاق النار، ومن ضمنها عدم استهداف المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة بالنار.
وأشار إلى أن "المقاومة وجدت من أجل حماية الشعب الفلسطيني من أي اعتداءات أو تغول إسرائيلي".
وأكد على حديثه الذي نفى فيه وجود طروحات ووساطات للوصول إلى "هدنة طويلة"، بعدم وجود حكومة رسمية في تل أبيب حتى اللحظة، يمكن أن تتخذ هكذا قرار، خاصة في ظل عدم قدرة الأحزاب الإسرائيلية على تشكيل حكومة جديدة.
وأشاد المسؤول بموقف مصر، الذي ظهر كداعم رئيس لقطاع غزة، في مساعي إنهاء الحصار وتحسين أوضاع السكان، وإبعاد القطاع عن شبح أي عدوان إسرائيلي.
وقال: "المصريون يؤكدون دوما على ضرورة الاستمرار في العمل بتفاهمات التهدئة"، وأضاف: "نحن أبلغناهم طالما التزم الاحتلال بها، سنلتزم نحن".
لكنه أكد أن قيادة الحركة أبلغت الوسطاء المصريين، أن الاستمرار في حالة التهدئة، يتطلب رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة منذ 13 عاما.
وأشار إلى أن قيادة الحركة أكدت خلال لقاءاتها مع المسؤولين المصريين، أن أحد لا يضمن استمرار الهدوء في حال بقي الحصار، الذي ينذر بـ"الانفجار" في أي لحظة.
وفي إطار المساعي المصرية الرامية لتحسين وضع غزة المحاصرة، كشف المسؤول في الجهاد الإسلامي، أن مسؤولي جهاز المخابرات المصري، أبلغوا قيادة حماس والجهاد، أنهم يعكفون على إنشاء صندوق لدعم مشاريع تنفذ في قطاع غزة لتحسين وضع السكان، وكذلك لإقامة مشاريع بنى تحتية.
يشار إلى أنه تردد خلال الأيام الماضية، أن مباحثات وفدي حماس والجهاد في القاهرة، اشتملت على تطوير تفاهمات التهدئة لتصل إلى "هدنة طويلة" برعاية مصرية.
وحسب ما كشف خلال الأيام الماضية، فإن الوساطة المصرية تشمل، تنفيذ مشاريع جديدة للتخفيف عن غزة، في سبيل إنهاء الحصار، ومن ضمنها البدء في تشغيل المشفى الميداني الأمريكي، وسرعة ربط غزة بخط كهرباء جديد، وإدخال مساعدات طبية وقوافل إغاثة، وغيرها من المشاريع، على أن تشمل عملية الهدنة، أيضا في وقت لاحق، إتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف النشاطات العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية، وتخفيف حدة فعاليات "مسيرات العودة".
وقد لاقى ذلك الأمر تأكيدا إسرائيليا مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكذلك من قبل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، حيث قال نتنياهو، إن اتصالات تجري حاليا بغية التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار، وتلا ذلك أن كشف النقاب عن وضع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، رؤساء مجالس بلدات "غلاف غزة" في صورة مباحثات التسوية في قطاع غزة.
يشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي، أصدرت بيانا أعلنت فيه اختتام زيارة وفدها القيادي للقاهرة، والتي جاءت تلبية لدعوة مصرية، وقالت إن وفدها التقى خلالها مع وفد قيادة حماس، وكذلك لقاء مع قيادة المخابرات المصرية.
وأوضحت أن الحركة استعرضت خلال هذه اللقاءات مجمل التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وكذلك الحصار على قطاع غزة والعدوان الأخير على غزة والذي بدأ باغتيال القائد البارز في الجناح المسلح بهاء أبو العطا.
وقالت إنها أكدت في جميع هذه اللقاءات "على ضرورة مواجهة العدو ، وخاصة أن العدوان لازال يستهدف المدنيين السلميين في مسيرات العودة".
وأكدت حرصها على "وحدة شعبنا في مواجهة ما يسمى صفقة القرن، التي تستهدف تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية".
وأشارت إلى أن الوفد استعرض "المعاناة التي يتعرض لها أهلنا في القطاع نتيجة استمرار الحصار وكذلك في رحلة السفر من القطاع"، وقالت: "لمس الوفد حرصاً عالياً من الأخوة في مصر على تقديم تسهيلات واتخاذ خطوات لتخفيف هذه المعاناة".
وفيما يتعلق بالعلاقة مع حركة حماس، أكدت حركة الجهاد الاسلامي على عمق هذه العلاقة بين الحركتين والحرص على مزيد من التعاون والتنسيق لـ"حماية مشروع المقاومة وحق شعبنا وقوى المقاومة في التصدي لكامل أشكال العدوان الذي لم يتوقف يوماً وكذلك أهمية استمرار مسيرات العودة وتفعيل الغرفة المشتركة".
يشار إلى أن وفد حركة الجهاد عقد خلال زيارته لمصر اجتماعات للمكتب السياسي للحركة، في ظل وجود قادة الحركة في غزة والخارج، ومن المقرر أن يقوم وفد الحركة بإجراء زيارات لعدة دول أخرى.