رأى قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، أن هجمات إيران على السعودية، يجب أن تُزعج إسرائيل، مؤكدا أن إسرائيل تتفوق استخباراتيا على إيران في سوريا، على الرغم من التواجد الإيراني هناك.
وقال آيزنكوت في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لمعهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي، إن الاتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، الذي أبرم في العام 2015، منح الإيرانيين أموالا استثمروها بالتموضع العسكري في بعض دول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "إيران استثمرت مليار دولار للتموضع في لبنان، و10 مليارات للتموضع في سوريا".
وفرض الاتفاق النووي قيودا على البرنامج النووي لإيران، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الغرب، مما سمح بتدفق الأموال على إيران. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انسحب من هذا الاتفاق، وأعاد العقوبات الاقتصادية على إيران، بل شددها.
وقال آيزنكوت إن ذلك "قلل من نطاق الاستثمار"، بل وأدى إلى أزمة مالية في إيران، سببت موجة الاحتجاج ضد النظام هناك، قتل خلالها العديد من المتظاهرين. وتطرق آيزنكوت لهذه المظاهرات، فقال "لقد حقق الضغط على إيران إنجازات، مثل المظاهرات في شوارع العراق ولبنان أيضا، التي تشكل تحديًا للإيرانيين.
وتابع "لكن من ناحية أخرى، فإن إيران تمارس هي الأخرى ضغوطًا معاكسة، كالتخلي عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، والأنشطة ضد السعودية وإسرائيل".
وعمدت إيران إلى الرد على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، بالتخلي عن بعض التزاماتها بالاتفاق. وفي سبتمبر / أيلول الماضي، تعرّضت ناقلات نفط سعودية للهجوم في الخليج، في هجوم نُسب إلى "قوة قدس" الذراع الخارجية لحرس الثورة الإسلامية في إيران.
وفي هذا الشأن قال آيزنكوت، "ما حدث في السعودية، يجب أن يُزعج إسرائيل وجيرانها. إننا نرى عودة إيران لتخصيب اليورانيوم، واستعدادها لزيادة الاحتكاك ليس فقط مع السعوديين، وإنما في الجبهة الشمالية لإسرائيل أيضًا"، أي من لبنان وسوريا. مستذكرا محاولة إيران في مايو / أيار من العام 2018 الماضي، إطلاق أكثر من 60 قذيفة على إسرائيل.
ولكنه أكد أن "قدرات إيران في سوريا مُقلّصة، بالمقارنة مع قدراتهم في إيران نفسها، وذلك يعود لتفوّقنا الاستخباراتي عليهم في سوريا، الأمر الذي يصعّب عليهم العمل هناك". ويشغل آيزنكوت الآن، منصب باحث أكاديمي في معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي. وآيزنكوت (59 عاما)، حاصل على اللقب الأول في التاريخ من جامعة تل أبيب، واللقب الثاني بالعلوم السياسية من جامعة حيفا.
وعارض آيزنكوت، نية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إبرام معاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، فقال "يمكن لإسرائيل اليوم وفي المستقبل المنظور، أن تدافع عن نفسها بمفردها، لذلك فإن مثل هذه المعاهدة بالنسبة لي، ليست مطلوبة الآن، لأن إسرائيل الآن تعيش في أوج قدرتها الأمنية، بالمقارنة مع أعدائها. لهذا السبب، أعتقد أنه ليس من الجيد إبرام المعاهدة حاليا".
ويقود الآن، ثلاثة من قادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الذين سبقوا آيزنكوت، "أزرق أبيض"، أكبر الكُتل البرلمانية في الكنيست. وعلّق إيزنكوت على ذلك بالقول، "إذا تمنح الخدمة العسكرية للمرء شيئًا مع مرور الوقت، فإنها تمنحه إدراكا بأنك تخدم الدولة، وتؤدي مهام وتخدم شيئًا أكبر منك"، ولكنه رفض الإجابة على ما إذا كان سيدخل المعترك السياسي. واستطرد قائلا "أتابع الجنرالات من قادة 'أزرق أبيض' من بعيد، وأقدّر قرارهم بمحاولة تحسين هذا البلد".