لماذا عارض الفريق "The Squad" قرار الكونجرس 326؟؟

بقلم: اماني القرم

أماني القرم

هنّ أربع نائبات ديمقراطيات ( رشيدة طليب، الهان عمر، أيان بريسلي، والكسندرا كورتيز) من الأقليات العرقية في الولايات المتحدة يطلق عليهنّ اسم الفريق أو " The Squad"، يجتمعن على صفات مشتركة أبرزها جولات الهجوم الكلامي المتبادل بينهن وبين الرئيس الأبيض دونالد ترامب. وجميعهنّ يتبعن سياسة تقدمية تصادمية ويحسبن على يسار الحزب الديمقراطي. عارض فريق النائبات قرار الكونجرس رقم 326 بشأن حل الدولتين ، لأنه /بنظرهن/ تم تفريغ القرار من جوهره الأصلي بعد التعديلات التي طرأت عليه حتى وصل الى شكله الحالي وأصبح غير واقعي ويستحيل الأخذ به . فحسب ما قالته رشيدة طليب: "إن نظام الفصل مع وجود العدالة لا ينفع حيث لا يمكن الحديث عن النزاهة دون الاشارة الى عدم شرعية الاحتلال الاسرائيلي" .

قرار الكونجرس 326  المدعوم من حركة جي ستريت / وإن صدر الشهر الحالي/ كان قد مر بمراحل طويلة منذ أن كان مشروع قانون قام بتقديمه النائب الديمقراطي ألان لوينثال  في 25 ابريل الماضي، وتعرض للمراجعات والتعديلات المتكررة على مدار الأشهر الستة الماضية ليبعد كل شبهة تتعلق بمعارضة الاحتلال الاسرائيلي او إقامة للمستوطنات. وحتى اللحظة الاخيرة قبل إصداره أضيف عليه تعديل أخير ينص على التأكيد أن المصلحة  الوطنية للولايات المتحدة الأميركية تقتضي الوفاء بالتزاماتها الصارمة بدفع 3.8 مليار دولار سنويا لاسرائيل من اموال دافعي الضرائب الامريكان تبعا لمذكرة التفاهم بين البلدين في 2016.

ولأن الاسرائيليين مطّلعين ومهتمين جدًا بمتابعة كل ما يصدر عن نواب الكونجرس حتى ولو كان مشروع قانون غير ملزم، فقد سعت اسرائيل منذ علمها بهذا المشروع عبر مطالبات وضغوط حثيثة الى ابطاله ووأده في مهده  .

قرار الكونجرس ليس حبًا في الفلسطينيين، بل بالعكس حبًا ووفاء لاسرائيل وحرصاً على مصلحتها . فمن وجهة نظر الكثيرين من العقلاء والمؤمنين بوجودية اسرائيل في الولايات المتحدة أن أي بديل لقرار حل الدولتين يصب في صالح  الفوضى والانحطاط الاخلاقي لاسرائيل. وأن الحديث عن حل الدولة الواحدة فيه نهاية لهذا الكيان لأن ضم ملايين الفلسطينيين دون تمتعهم بحقوق متساوية مسألة تضع اسرائيل في مهب التهديد وعدم الاستقرار، في المقابل إن حصل الفلسطينيون على حقوق متساوية في اسرائيل فذلك نفي للصفة اليهودية عن هذا الكيان. أما استمرار ما هو قائم حيث لاحرب ولا سلام فهي مسألة مهما طالت فلن تدوم! وعليه فلا بديل عن حل الدولتين لضمان بقاء اسرائيل يهودية كما جاء في القرار!

خلاصة القول وبغض النظر عن دوافع محبة الديمقراطيين أو الجمهوريين لاسرائيل، فالواضح أن أيام الاجماع الأمريكي على التعامل مع قضية  الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد ولَت. وأن مقاطعة امريكا كلها لا تفيد . ومراجعة السياسة الفلسطينية تجاه مؤسسات الولايات المتحدة باتت واجبة ! 

بقلم : د. أماني القرم

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت