عقد المجلس الثقافي البريطاني، مؤخراً، في عمان ورام الله، ورشتين تدريبيتين بعنوان "مهارات التعليم في القرن 21"، إستهدفت 57 أكاديميًا من المدرسين والتربويين ورؤساء أقسام من 13 جامعة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
هدفت الورشة إلى تمكين الطاقم الأكاديمي في الجامعات الفلسطينية من إستخدام مهارات العصر، ضمن الإستعداد لإطلاق المرحلة التجريبية من البرنامج التدريبي في مهارات التعليم للقرن 21 في شباط من العام 2020، الذي يندرج تحت إطار برنامج @Palestine الذي يستهدف تمكين طلبة الجامعات وتهيئتهم لدخول سوق العمل وإكسابهم مهارات أساسية قد تساعدهم في إستثمار فرص التوظيف بعد التخرج أو فتح آفاق ومجالات عمل غير تقليدية.
أتاح هذا التدريب الذي إستمر لثلاثة أيام متتالية الفرصة لمناقشة الخطوات المقبلة ضمن تصميم البرنامج وبلورته بالتركيز على إشراك الطاقم التدريسي في صنع القرار ودراسة الإحتياجات والمشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم العالي الفلسطيني، إلى جانب تعزيز التواصل بين الجامعات وإتاحة الفرصة للحوار المباشر ومناقشة والتحديات والتعاون المشترك.
في تعليقه، قال مدير المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين مارتن دالتري "سعيدون بتنفيذ هذه الورشة مع مجموعة مميزة من الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن الجهد لتصميم برنامج تدريبي تفاعلي يُركز على مهارات التعليم في القرن 21 وتلبية إحتياجات الجامعات الفلسطينية".
وبين بأن هذه الورشة تُعد المدخل لإطلاق برنامج (@Palestine)، وهي جزء مهم من جهد يقوم به خبراء من المملكة المتحدة وفلسطين لتطوير التعليم العالي في فلسطين، مشيراً إلى أن هذا التدريب جاء بعد دراسة قام بها المجلس بينت أن اللغة الإنجليزية والمهارات التقنية من أهم العوائق التي يعاني منها الخريجون والتي قد تحول بينهم وبين إيجاد فرص العمل.
إلى ذلك، ركز المدرب والخبير في مجال التعليم، ومؤلف كتاب Unlock الذي تعتمده عدد من الجامعات الفلسطينية، كريس سوتون، على خلق حوار ونقاشات وتدريبات تفاعلية مع المشاركين حول كيفية إستثمار وتنمية مهارات التعليم في القرن 21 بإستخدام الوسائل البصرية، والخروج من الإطار التقليدي والنظري في التدريس، والتركيز على دمج العملية التعليمية بمتطلبات سوق العمل، وتعزيز مهارات الطلبة؛ كالإتصال، والتفاوض، والتحليل، والتفكير، ونقد الأشياء، والبحث، والمشاركة، والإبتكار، والقيادة، وصناعة القرار، وإيجاد الحلول.
وإعتمد المدرب كريس على الأسلوب التفاعلي سواء في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات داخل الفصول الدراسية، وكيفية خلق تفاعل مع عدد كبير من الطلبة وإكسابهم المهارات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل في القرن 21. إلى جانب أنشطة متنوعة ومُركزة لإبقاء المشاركين متفاعلين ومتصلين بالتطورات في عصر العولمة والتعليم الرقمي وتفعيل إرتباطهم بمهارات القرن في التعليم وبيئة العمل ووظائف المستقبل بما فيها العمل عبر الإنترنت (أونلاين).
من جهتهم، عبر المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في هذا البرنامج النوعي الأول من نوعه في المنطقة، مشيرين إلى أهمية نقل هذه الخبرات لمعظم الزملاء في الجامعات. فيما أشار البروفيسور محمود حسن الأستاذ، رئيس قسم المناهج والتدريس في جامعة الأقصى في غزة، إلى أن هذا التدريب ركز على محاور أساسية كالتفكير الإبداعي والناقد وحل المشكلات عبر تفعيل التكنولوجيا في العملية التعليمية والتأكيد على أهمية التعليم التشاركي كمهارات أساسية في هذا القرن.