أثار وقف جامعة النجاح الوطنية، في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، عرضا مسرحيا، لفنانة فلسطينية، بدعوى معارضته "للقيم والتقاليد"، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

والثلاثاء، أوقفت إدارة الجامعة، عرضا للفنانة الفلسطينية "عشتار معلم"، ضمن فعاليات برنامج خاص بـ"مناهضة العنف ضد المرأة"، بدعوى أن العرض يخالف "القيم والتقاليد، ولا يتناسب مع سياسة الجامعة".

وتخلع "معلم" جزء من ملابسها خلال عرض فني، أطلقت عليه "انهيدونا"، ويجمع بين الرقص والسيرك.

وعقب وقف العرض، قال غاوي غاوي، عميد كلية الفنون الجميلة في الجامعة، إن "الجامعة تفتح ذراعيها لكافة مؤسسات المجتمع المحلي، وهي تشجع الفن والإبداع، لكن لديها محددات (..)".

وأضاف:" لم نوقف العرض، طلبنا اختصاره، ونحن مع الفن، ولكن لكل مجتمع خصوصية، ولكل جامعة خصوصية".

وقالت إدارة جامعة النجاح، في بيان صحفي ، إنها "تؤكد على حرصها الدائم على حقوق المرأة، ورفضها لكافة أشكال العنف بحقها، تدعم مختلف أشكال الفنون وتعتبرها رسالة لتعزيز القيم الوطنية والإنسانية والحضارية".

وأضافت:" على ضوء ما حدث، خلال الحفل الختامي لفعاليات حملة مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، قررت إدارة الجامعة تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على مجريات ما حدث، وستتخذ الإجراءات اللازمة بالخصوص".

وتقول عشتار معلم، إنها "تأسف لما جرى من إدارة الجامعة، ومقاطعة عرضها المسرحي".

وأضافت في مقابلة مع وكالة الأناضول:" يفترض أن تكون الجامعات الحاضن لهذه العروض، لكن ما جرى أمر مؤسف، لكنه لن يشكل إلا دافعا قويا للاستمرار بعملي وعروضي".

وقالت إنها "تلقت دعما وتأييدا كبيرا من شريحة واسعة من المجتمع".

وعن العرض تقول "دور المسرح والفن أن يقدم قضايا اجتماعية بعروض جريئة، وهو ما قمت به".

وتابعت:" اعتراض الجامعة الذي قالت فيه إنه يخالف للقيم والتقاليد، غير منطقي، ... اليوم يعترضون على الملابس، وغدا الحركات، وبعد ذلك الكلمات، وماذا بعد؟، إذا ما تماشيت مع هذا وذاك سأقدم بالنهاية ما يريدون، وهذا ليس فنا، الفن أن تقدم بطريقتك وتستفز الجمهور لتصل لهم".

وأثار وقف العرض، غضب واستياء بعض المثقفين الفلسطينيين، الذين وصفوه بـ"التعدي على الحريات"، وكتب عدد منهم على مواقع التواصل الاجتماعي تضامنا مع "معلم".

وقال خالد عليان، مدير سرية رام الله (مؤسسة ثقافية):" أنا ضد وقف العرض، هذا أمر مستهجن من جامعة عريقة، يجب أن يكون دورها بدعم الحرية، والفن والمسرح".

وتابع عليان لوكالة "الأناضول":" المؤسسات الثقافية والفنية ستجتمع السبت القادم في رام الله، لاتخاذ موقف مما جرى، وسيخرج عنها عدة مطالب في هذا الاتجاه".

بدوره كتب غسان زقطان (كاتب فلسطيني) على فيسبوك إن وقف العرض "يعكس جهلا محزنا بقيمة أي عمل فني (..) وتعبير عن البؤس الثقافي الذي ترتع فيه مؤسساتنا".