وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "هدنة طويلة وميناء عائم" في قطاع غزة بمحض "كذب وافتراء".
وقال بدران في حديث عبر قناة "الأقصى" الفضائية :" حديث نتنياهو عن هدنة طويلة وميناء عائم هو محض كذب وافتراء، وجزء من دعايته الانتخابية، يريد أن ينجو بحزبه وبنفسه من الضغوط التي يتعرض لها، بأن هناك حلولًا لقضية غزة".
وأكد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هي المسبب الأول لحالة الإرباك السياسي لدى الاحتلال، واضطراره لتنظيم 3 انتخابات متتالية في غضون عام لأول مرة منذ إنشاء الكيان المحتل.
وشدد على أن "الاحتلال لجأ إلى الموافقة على تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة لأنه أيقن بفشل الحل العسكري."
وأوضح أن" أوراق القوة التي أجبرت الاحتلال على الموافقة على التفاهمات ما زلنا نملكها، وكيفية إدارة هذا الصراع هو قرار وطني فلسطيني، وهناك تشاور دائم في هيئة إدارة مسيرات العودة."
وأضاف أن "حالة التفكك الداخلي لدى الاحتلال تعطينا نقطة قوة، ولذلك أصبح إجراء الانتخابات الفلسطينية أكثر ضرورة."
الانتخابات
وحول الانتخابات الفلسطنية، قال بدران "إن إجراء الانتخابات في القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهي أكثر إلحاحًا من السابق بعد القرارات الأمريكية، وعقد الانتخابات بالقدس هو مطلب وطني جامع."
وأكد بدران في أعقاب طلب السلطة الفلسطينية من الاحتلال السماح بإجراء الانتخابات بالقدس على أنه "لا يمكن أن نربط مصير انتخاباتنا بموافقة نتنياهو أو غيره."
وقال بدران "دعونا نتفق في اللقاء الوطني الجامع المتفق على عقده بعد إصدار مرسوم الانتخابات كيف نجري الانتخابات في القدس، مضيفًا أننا يمكن أن نخوض معركة حقيقية وميدانية من أجل إجراء الانتخابات في القدس."
وأوضح أن " الاحتلال تشجع على زيادة وتيرة الاستيطان بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني، واستمرار حالة التنسيق الأمني، وتكبيل المقاومة، واستمرار التواطؤ الدولي خاصة مع القرارات الأمريكية المنحازة، وسلوك بعض الدول العربية الجامح نحو التطبيع."
وبيّن بدران أنه " لا يجوز لأي قيادة أن تمن على شعبها أنها سوف تذهب إلى الانتخابات، وقد اتفقنا في القاهرة عام 2017 على تنظيم الانتخابات خلال عام 2018، وتركنا للأخ أبو مازن بموقعه وصفته أن يحدد هو تاريخ الانتخابات، وقدت مرّ ذلك العام دون إجرائها."
وأضاف بدران أنه "عندما صدرت الدعوة للانتخابات تلقاها شعبنا بالأمل، ورأى فيها مخرجًا للخروج من الحالة السائدة، مبينًا أن حماس تعاملت بإيجابية كاملة مع ذلك، ولا تمن على شعبنا بالموافقة على الانتخابات."
وأكد أن حركة حماس أرسلت ردها مكتوبًا إيجابيًا لرئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، وقد عادت الكرة إلى ملعب الرئيس أبو مازن، وكلنا يتساءل الآن أين المرسوم؟! نأمل أن نرى جوابًا قريبًا ومباشرًا.
وأوضح أن حركة حماس أخذت منهجًا وآلية واضحة في القضايا الوطنية الداخلية تقوم على ألّا تذهب حماس مقابل فتح، بل تريد أن تشكل حاضنة وطنية فصائلية.
وأضاف "تعاملنا بهذا المبدأ مع موضوع الانتخابات، ورفضنا الحوارات الثنائية، وعقدنا لقاءات مع كل الفصائل والشخصيات المستقلة، وتوصلنا إلى أجواء إيجابية داعمة لتنظيم الانتخابات، وقد تنازلنا عن فكرة الانتخابات المتزامنة رئاسية وتشريعية، كما تجاوزنا عقد اللقاء الوطني قبل المرسوم.
ونبه بدران إلى " وجود موقف فلسطيني عام يريد ضمانات لحرية الانتخابات في الضفة الغربية بشكل أساسي، وضمانات للاعتراف بنتائج الانتخابات، وإبعاد أي هيئة شُكلت في فترة الانقسام، وعلى رأسها المحكمة الدستورية التي شُكلت بشكل غير قانوني."
الحريات في الضفة
وقال بدران " إن أجهزة السلطة تعتدي على الحريات في الضفة الغربية بشكل يومي وممنهج، وتستهدف كل ما هو معارض من أحزاب وشخصيات مستقلة، بينما تتعرض حركة حماس للضربات الكبرى من اعتقالات وإغلاق للمؤسسات."
وشدد بدران على أنه" في حال أردنا انتخابات شفافة فإنه يجب أن يجري تغيير حقيقي وجذري في موضوع الحريات في الضفة الغربية، والتغيير يجب أن يكون كاملًا."
وتابع: "يجب أن يعطى الفلسطيني الحرية الكاملة في التعبير عن رأيه والترشح والدعاية الانتخابية، وغير ذلك ستكون الانتخابات محل انتقاد ممن يتابعها أو يشارك فيها."
وأكد بدران أن "إتاحة الحريات في الضفة الغربية هو مطلب إجماع وطني فلسطيني، وليس مطلب حركة حماس فقط، ويجب أن تظهر من الآن علامات وبوادر تغيير لهذه الحالة في الضفة الغربية.
العلاقة مع الجهاد الإسلامي
وشدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس على أن "العلاقة مع الجهاد الإسلامي متينة وراسخة مبنية على رؤية واضحة، وليست علاقة عابرة، ومن ظن أنه يمكن التلاعب في علاقتنا فهو واهم، لأن القضية مبدئية وثابتة ومتراكمة وقديمة ومستمرة."
وبيّن أن "قيادة حماس التقت مؤخرًا مع قيادات حركة الجهاد الإسلامي في غزة وبيروت والقاهرة، واتفقتا على تجاوز أي خلل يمكن أن يضر العلاقة، ووضع آليات لاستمرارها وتطورها على المستوى السياسي، وعلى المستوى الميداني."
وأوضح أن "القضية الفلسطينية أكبر من كل الفصائل الفلسطينية، لذلك نحتاج أن نصل إلى حالة توافق وطني فلسطيني لنمضي في تحقيق مطالب شعبنا وطموحاته، مؤكدًا أهمية دور كل الفصائل والتيارات السياسية أيًا كانت أيديولوجيتها أو حجمها."
وأكد بدران أن "كل التوافقات مع الفصائل الفلسطينية والبيانات التي نوقعها معًا في غزة أو بيروت بشكل شبه دوري هدفها الأساسي مواجهة الاحتلال، وليس مواجهة طرف فلسطيني آخر."
وشدد على أنه "لا يمكن لشعبنا أن يبقى في حالة انتظار لقرار شخص معين لكي يُعاد ترتيب منظمة التحرير الفلسطينية."
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن "مسيرات العودة إنجاز وطني تتواجد فيه كل الفصائل الوطنية، يوازيها الإنجاز الكبير في تشكيل غرفة العمليات المشتركة، وهي غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني."
وقال بدران "إننا نأمل أن ينتقل هذا التوافق إلى الجسم السياسي الذي يمثل كل الفلسطينيين، ولعل الانتخابات القادمة تكون أحد المخارج لتحقيق الوحدة الفلسطينية."
وبيّن بدران أنه "جرى تهميش الشتات الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو، وأن حماس أكدت على إجراء انتخابات المجلس الوطني في كل الاتفاقات السابقة، حتى في الرد المكتوب أكدنا ضرورة إجراء انتخابات المجلس الوطني."
وأضاف:" للأسف الذي يرفض إجراء هذه الانتخابات ليس نحن، ومن باب المرونة وافقنا على إجراء الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية ثم المجلس الوطني."
وأوضح بدران أن" الرئيس عباس هو الوحيد المخول بدعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وقد آن الأون لإصدار هذه الدعوة بشكل عاجل للحديث عن مآلات القضية الفلسطينية في ظل هذه التحديات."