أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن سلطات الاحتلال الاسرائيلي صعدت من عدوانها ضد أهالي القدس منذ اعلان الرئيس الامريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال قبل عامين، وذلك لإرغامهم على التسليم بالقرار، وعدم اعطائهم فرصة لالتقاط أنفاسهم والاستعداد لمواجهته.
الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر أوضح بأن على سلم عدوان الاحتلال ضد أهالي القدس تنفيذ حملات اعتقال واسعة طالت كافة شرائح المجتمع المقدسي ولم تستثنى النساء، والمرضى، وكبار السن، والأسرى المحررين، والنواب، وقيادات العمل الوطني، حيث تتعرض القدس لنزيف بشرى مستمر لا يتوقف وذلك لإخضاع الأهالي وافراغ المدينة من اهلها.
وبين "الأشقر" بأن مركزه رصد (3750) حالة اعتقال من مدينة القدس لوحدها منذ اعلان "ترامب" في السادس من ديسمبر للعام 2017، وشملت حالات الاعتقال (1070) طفل ما دون الثامنة عشر من اعمارهم ، ومن النساء والفتيات بلغت (171) حالة اعتقال بينهن قاصرات وجريحات وأمهات ومرابطات .
تكثيف الاعتقال
وأضاف "الأشقر" بأن الاعتقالات في القدس خلال العامين الماضيين تصاعدت في مناسبات معينة ، كأحداث فتح باب الرحمة أمام المصلين، حيث اعتقل العشرات بينهم قيادات وطنية ورجال دين، منهم الشيخ "عبد العظيم سلهب" رئيس مجلس الأوقاف، والشيخ "ناجح بكيرات" نائب مدير عام أوقاف القدس .
كذلك تصاعدت بعد قرار نقل السفارة الامريكية من تل الربيع الى القدس باعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي في مايو من العام الماضي ، بينما شن الاحتلال حملات اعتقال واسعة لمنع المقدسيين من مواجهة سماسرة الأراضي الذين يبيعون المنازل للمستوطنين.
فيما يستهدف الاحتلال قيادات العمل الوطني والإسلامي في القدس، حيث اعتقل المحافظ "عدنان غيث" حوالى 13 مرة خلال تلك الفترة، و أعاد اعتقال النائب المقدسي المبعد عن مدينة القدس "أحمد محمد عطون" 52 عام بعد اقتحام المنزل الذى يقيم به في البيرة منذ ابعاده عن مدينة القدس وسحب بطاقته المقدسية قبل 8 سنوات.
توزيع الاعتقالات
وكشف "الأشقر" بان الاعتقالات توزعت على كافة قرى وبلدات ومناحي مدينة القدس، حيث احتلت العيسوية النصيب الأكبر من عمليات الاعتقال، ووصلت الى (1400) حالة اعتقال، وتلاها منطقة شعفاط ووصلت حالات الاعتقال منها (498) حالة، ثم سلوان (504) حالة ، ومن القدس القديمة ( 429) حالة ، ومن المسجد الاقصى (344 ) حالة اعتقال، والباقي كان من القرى والبلدات المختلفة .
استهداف الاطفال
وأشار "الأشقر" الى أن الاحتلال يستهدف بالاعتقال والحبس المنزلي فئة الأطفال القاصرين بشكل متعمد حيث بلغت حالات اعتقال الاطفال ما يقارب ثلث إجمالي الاعتقالات من القدس خلال تلك الفترة ، بواقع (1070) طفل ما دون الثامنة عشر من اعمارهم ، وبدا لافتاً استهداف شريحه الأطفال ما دون 12 عاماً حيث وصلت حالات الاعتقال بينهم الى (74) طفلاً .
ومن بين الأطفال المعتقلين عدد من الجرحى منهم الفتى " علي طه " 16 عام والذى أصيب برصاص الاحتلال عند حاجز مخيم شعفاط، وتم اعتقاله ومنع تقديم العلاج له، والفتى "محمد عصام القواسمي" 15 عاما، واصيب في ظهره برصاص المستعربين في مخيم شعفاط بمدينة القدس ووصفت إصابته بالخطيرة، ورغم ذلك تم تقييده بسرير المستشفى وهو قيد العلاج .
والطفل "أشرف حسن عدوان" 12 عاماً، بعد إطلاق الرصاص باتجاهه وضربه بقسوة مما تسبب له في جروح ورضوض، كذلك الفتى الجريح " محمد خالد الصباح" 16 عاماً والذى اعتقل بعد اطلاق جنود الاحتلال النار عليه في منطقة باب حطة بالقدس القديمة، مما أدى الى إصابته بجروح خطرة .
ووصلت همجية الاحتلال الى مستويات غير مسبوقة باستهداف الأطفال المقدسيين حيث استدعت للتحقيق الطفلين" محمد ربيع عليان" 4 سنوات، و"قيس فراس عبيد" 6 سنوات، بحجة قيامهم برمي الحجارة على الجنود ن فميا اعتقلت القاصرين الطفلين الشقيقين "حاتم 8 سنوات، وأمير 10 سنوات "ابورميلة" من بيت حنينا شمال القدس والطفل "عمر الحسيني" 9 سنوات .
اعتقال المقدسيات
وأفاد "الأشقر" بأن الاحتلال واصل استهداف النساء المقدسيات وخاصة المرابطات في المسجد الاقصى بهدف ردعهم عن حماية المقدسات والدفاع عن الاقصى، فقام باعتقال العديد منهن خلال العامين ووصلت حالات الاعتقال بين النساء والفتيات من القدس (171) حالة بينهن جريحات وقد تم الافراج عن غالبيتهن، مقابل الحبس المنزلي، أو الإبعاد عن الاقصى لفترات مختلفة.
ومن بين حالت الاعتقال بين النساء قاصرات اصغرهن الطفلة "سارة نظمى شماسنة" (14عام)، تم اعتقالها برفقة والدتها الحاجة "رسيلة شماسنه من بلدة قطنة غرب القدس، والطفلة "مي بسام عسيلة" 14عاماً من مخيم شعفاط، بحجة حيازة سكين وزجاجة غاز،
كذلك اعتقل الاحتلال المقدسية "خولة صبيح" (43 عاماً) بعد اصابتها بالرصاص نتيجة اطلاق النار عليها واصابتها بجراح متوسطة في حي شعفاط بمدينة القدس، وقد أفرج عنها بعد أسبوع على اعتقالها.
فيما لم يسلم المسنين من الاعتقالات حيث اعتقلت المسنة " فرحة عبد دعنا" 67 عاماً، من القدس القديمة، والمقدسية المسنة "نفيسة خويص" 66 عاماً، واطلق سراحها بعد التحقيق بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.
حبس منزلي وابعاد
ولم يكتفى الاحتلال بحملات الاعتقال لأهالي القدس وخاصة الأطفال منهم، إنما صعد كذلك من اصدار أوامر الحبس المنزليّ، وكذلك فرض عقوبة الابعاد عن المنازل، والغرامات المالية الباهظة على معظم المعتقلين الذين تم عرضهم على المحاكم سواء صدرت بحقهم أحكام بالسجن الفعلي أو غرامة مالية فقط مقابل اطلاق سراحهم.
ورصد تقرير المركز بان الاحتلال أصدر أكثر من (200) قرار بالحبس المنزلي خلال العامين وهذه القرارات تعتبر بديلا عن السجن وتهدف الى الاقامة المنزلية وتقييد حرية الأشخاص خاصة الأطفال، وكذلك فرض عقوبة الابعاد عن المنازل، لأكثر من (66) مقدسياً غالبيتهم من القاصرين .
استشهاد أسير مقدسي
بينما ارتقى خلال شهر مايو من العام 2018 الأسير المقدسي " عزيز موسى عويسات" 53 عام، من جبل المكبر، نتيجة اعتداء همجي في سجن إيشل على يد الوحدات الخاصة التابعة لإدارة السجون بالهراوات والركلات ولأكثر من مرة على رأسه ورقبته وبطنه مما أدى لإصابته بانهيار كافة أجهزة الجسم، وتهتك في الرئتين ونزيف داخلي نتيجة الضرب عليهما بقوة، ونزيف في الدماغ وقد دخل في غيبوبة حادة وتم نقله الى مستشفى الرملة.
نتيجة الاستهتار بحياته وتعمد الاهمال الطبي لحالته تراجع وضعه الصحي، أصيب بجلطة قلبية حادة وأجريت له عملية "قلب مفتوح" واستمر التراجع على وضعه الصحي، وتم نقله الى العناية المكثفة في مشفى "اساف هاروفيه" ووضع تحت أجهزة التنفّس الاصطناعي ورفض الاحتلال اطلاق سراحه بشكل مبكر لإكمال علاجه في خارج السجون، وقرر له جلسة للنظر في الطلب، الا ان روحه الطاهرة فاضت الى ربها قبل موعد الجلسة، فارتقى شهيداً في العشرين من مايو .
الأسير الشهيد "عويسات" كان اعتقل في مارس 2014، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة 30 عام .