حلّقت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق سفينة تركية مخصصة للتنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، حسب ما ذكر تقرير للقناة 12 العبرية.
وجاء ذلك ردا على اعتراض خفر السواحل التركي سفينة أبحاث إسرائيلية كانت تبحر قبالة سواحل قبرص، ما يشكل تصعيدا في معركة السيطرة والنفوذ شرقي للبحر المتوسط، المتمثلة بالتنقيب عن حقول الغاز، والتي بدأت تتكشف مؤخرًا، في أعقاب توقيع أنقرة وطرابلس، أواخر الشهر الماضي، مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية.وفق التقرير
وذكر التقرير بأن "سفن بحرية تركية قامت باعتراض وطرد سفينة الأبحاث "بات غاليم" التابعة لمركز "أبحاث البحر والبحريات" التابع لوزارة الطاقة الإسرائيلية، حيث كانت تبحر قبالة شواطئ سواحل قبرص، قبل عدة أيام."
ولفت التقرير إلى أن مهمة السفينة الإسرائيلية كانت بحثية مشتركة مع الحكومة القبرصية، وأنها أبحرت ضمن المياه الإقليمية القبرصية قبل اعتراضها وطردها من قبل خفر السواحل التركي.
وحسب التقرير، فقد كان على متن سفينة الأبحاث الإسرائيلية باحثون من جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، وذلك برفقة عالم جيولوجي قبرصي أجرى دراسة مشتركة بموافقة الحكومة القبرصية، دون الكشف عن تفاصيل هذه الدراسة ونوعها.
يأتي ذلك بعد توقيع أنقرة وطرابلس، أواخر الشهر الماضي اتفاقا أمنيا وعسكريا موسعا، كما وقعتا على نحو منفصل مذكرة تفاهم حول الحدود البحرية تعتبرها اليونان انتهاكا للقانون الدولي.
وشدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بداية الشهر الجاري، على أن الاتفاق المبرم بين بلاده وليبيا حول تحديد النفوذ البحري في المتوسط، "حق سيادي" لكلا البلدين، تعتبره إسرائيل محاولة لـ"السيطرة التركية" على شرقي البحر المتوسط وتهديد على مخططها لتمرير أنبوب غاز من حقل "ليفياتان" إلى إيطاليا.كما أفاد موقع "عرب 48"
في هذا السياق، ذكرت الإذاعة العبرية الرسمية بأن تركيا نقلت رسالة إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة مفادها أنه على الرغم من التهديدات والتصريحات بأنها لن تسمح بمد خطوط أنابيب الغاز من الآبار الإسرائيلية الى أوروبا عبر المياه الاقتصادية التركية، فإن "انقرة مستعدة للتفاوض حول الامر".
وكان مسؤول تركي رفيع قد نقل هذه الرسالة إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، مضيفا: "نود أن تعيد إسرائيل النظر في امكانية نقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا، عبرنا". حسب الاذاعة العبرية
إضافة إلى ذلك، أبلغ مسؤولون أتراك السفارة الإسرائيلية في انقرة أنهم لن يسمحوا بمد خط أنابيب، لكنهم أضافوا أيضًا "أنهم منفتحون للحوار والمفاوضات مع إسرائيل حول قضية الغاز".
وفقًا للمسؤولين: "صحيح أن الرئيس التركي توعد، لكن رسالته الرئيسية كانت أننا نريد الحوار والتعاون وليس النزاع".
من ناحيتها أبلغت السفارة الإسرائيلية في انقرة السلطات التركية ان ثمة مشكلات قانونية عديدة في محاولات تركيا منع مد خط أنابيب الغاز بين إسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا، التي من شأنها نقل الغاز من الآبار الإسرائيلية إلى أوروبا.