لا نكتب اليوم إحساسا بالضعف ولا طلبا للنجدة، بل نكتب اليوم إحساسا بالمسؤولية التى نسيها أصحاب المسؤولية، وتذكيرا بالدور المنوط بأصحاب الإختصاص وصميم العمل الذي يتقلدون به المناصب من تمثيل الشعب الفلسطيني في مجالسنا التمثيلية، الوطني والمركزي والتشريعي واللجنة التنفيذية، ووزارة الخارجية ، والسفير الفلسطيني في تركيا، والذين من صميم عملهم أن يتابعوا دول توجه اتهامات لمواطنينا، أو ترتكب أخطاءا في حق مواطنينا، إن لم يكن بالدفاع عن المواطنين ومتابعة قضاياهم، فليس أيضا بالتشفي السياسي في معارضيهم ، والإنحياز العمياني لسياسات دولة مثل تركيا تتطاول على أي مواطن فلسطيني مهما كان مناويئا أو مواليا للنظام السياسي، فأنتم جميعا للأسف وليس للفخر تمثلون المواطن الفلسطيني أمام تلك الدولة، وإن لم تكونوا مشاركين في المؤامرة الخبيثة على إبن فلسطين النائب محمد دحلان، وخاصة وأن محمد دحلان قائد فلسطيني وليس نكرة لتتخلوا عن مسؤلياتكم، فهل سألتم؟ وهل راجعتم دولة تركيا؟ وهل إطلعتم على ما يتم من تلفيق إتهامات من تركيا وتدخلها في شؤوننا الفلسطسنية ؟ أم وضعتم رؤوسكم في التراب؟ أم راجعتم لتضيفوا لحقدكم على دحلان ما يتلائم مع رغباتكم للنيل منه؟
عيب ألا تتحملوا مسؤلياتكم وتراجعوا من يعتدي على حقوق مواطنيكم وتعلموا لو كنتم تجهلون أو تتجاهلون تهم أردوغان وحكومته، واتعظوا وتعلموا على ماذا يعتمد الأتراك في الاتهام؟ ألا يدعون الدفاع عن مواطنيهم ويوجهون التهم حتى الملفقة بإسم مصلحة مواطنيهم؟ فماذا أنتم تفعلون لمواطنيكم. هذه سقطات ستحاسبون عليها بتغير الحكام فهذا تقصير لن يسقط بالزمن .
وكلمة أخرى لمنظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني التي هرت شعبنا أوراقا ومؤتمرات ومصاريف من مال تستقدمه لتعليم شعبنا ورفع وعيه بالحقوق والواحبات وكيفية التصدي لإنتهاكات حقوق الإنسان، وأصبحتم أعضاء في المؤسسات الدولية والأممية لأنكم حريصين على حقوق الإنسان، ولمنع إنتهاكات أيا كان لحقوق الانسان، توقعون على عرائض ووثائق لإنتهاك حق مواطن في السنغال أو في أمريكا اللاتينية، وتنسون أو تتناسون أبناء شعبكم، فالأخلاق وأخلاق المهنة، لا تتجزأ، والمبادئ لا تنقسم، ولا تتبع الأهواء، وهل يميز الطبيب بين مريض عدو أو إبن بلد؟ أو مريض يعجبني أو لا يعجبني؟ أو مريض من حزبي إو من حزب مناوئ ؟
..هذا هو عملكم ، كلكلم إنطرشتم لقضية لمواطن فلسطيني إسمه النائب محمد دحلان، لماذا؟ مهما كانت مواقفكم أو أرائكم، فهذا جبن يدينكم ولا يبرأكم. هل تصورتم بالإختباء حتى لا تزعلوا مسؤول أو رئيس أو حزب له خلاف مع محمد دحلان؟ إنه لجبن كبير لا يدل على حياديتكم المطلوبة في حقوق الإنسان ولا يدل على إخلاصكم لطبيعة العمل الذي تعملون وتطعمون أولادكم منه فهو بإسم مواطنيكم وادعاء الدفاع والحماية لهم، هذا ليس عمل حقوق إنسان بل هو نصب واحتيال على شعبنا. ودحلان أرجل وأشجع منكم لو كان في مكانكم وهو لا يحتاجكم ولكني أذكركم بمسؤلياتكم التي نسيتموها والأيام دول.
أما حماس التي قد تكون في موقف حرج من مثلا من بيان إدانة لإتهامات تركيا مشترك مع كتلة التيار الإصلاحي لعلاقة حماس الخاصة بتركيا ؛ ولكن حماس كانت بقيادتها في تركيا وكان عليها أن تفهم موضوع الاتهامات التركية واطلاع دحلان عليها أو حتى اطلاع الشعب عليها ليعرف الشعب ويصدق ولو مرة واحدة تهمة مثبتة على دحلان، فمليون اتهام وجه لدحلان وكلها لم تثبت منها واحدة، ويبدو أن أردوغان تعلم من حماس وإتهاماتها لدحلان في البدايات التي لم تثبتها، أو هو يقلد عباس على تهم باطلة كثيرة وجهها لدحلان وردتها محاكمه والقضاء .. تنويه لا أدري يبدو صار في الدنيا مرضا إسمه دحلان بدء ينتقل من المسؤولين الفلسطينيين للمسؤولين في دول أخرى وقد يصبح وباءا فغالبية الأوبئة هي حروب سياسية واقتصادية في الأصل تصنع تصنيعا .
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت