كشفت "سلطة الاثار الإسرائيلية"، يوم الإثنين، عن منطقة صناعية تعود للحقبة الرومانية (2000 عام)، بالقرب من مدينة "اشكلون" - المجدل الساحلية جنوب الاراضي المحتلة عام 1948.
وذكر بيان صحفي لسلطة الاثار أن الكشف الجديد، جاء أثناء حفريات انقاذ اثرية قامت بها السلطة تمهيدا لتوسيع منتجع رياضي في المنطقة.
وكشفت الحفريات النقاب عن معاصر لإنتاج النبيذ وبرك خاصة لتحضير صلصة السمك، وهي سلطة كانت بحسب الباحثين شائعة جدا في تلك الحقبة.
وقالت طالي أريكسون - غيني من سلطة الاثار "فترة طويلة قبل اكتشاف صلصة البيتسا والباستا، فان مطبخ الرومانين القدماء اعتمد على انتاج هذا النوع الخاص من الصلصة الذي اعتمد كمركب أساسي في الأطعمة التي كانت تعد في تلك الحقبة في جميع انحاء حوض المتوسط".
وأضافت أن اكتشاف هذا المكان بمكان يبعد 2 كيلو متر عن "اشكلون" - المجدل القديمة ليس وليد الصدفة وانما نتيجة للروائح الكريهة التي شكلت جزءا من عملية اعداد الصلصلة الامر الذي أدى إلى ابعاد المعامل عن المناطق السكانية منعا لانتشار الرائحة.
وأشارت غيني إلى أن الاكتشاف الأخير يعتبر نادرا في منطقتنا، وينضم لعدد من المناطق القليلة المكتشفة في حوض المتوسط.
ولفتت إلى أن الكشف عن هذا المعمل في "اشكلون" - المجدل يدل على أن الذوق الروماني تنقل في أنحاء الإمبراطورية الرومانية ولم يكن قصرا على الملابس فقط، وانما تعداها ليصل حد العادات الغذائية.
وبحسب "سلطة الاثار الإسرائيلية" فانه تم هجر المعامل المذكورة، لكن نظرا لان المنطقة شكلت ارضا جيدة لزراعة العنب، أنشأ في الفترة البيزنطية دير الذي اعتمد على ما يبدو على زراعة العنب وصناعة النبيذ، حيث تم الكشف عن ثلاث معاصر للعنب وكنيسة فخمة.
الكنيسة لم تصمد أمام عوامل الزمن، لكن بعض المقتنيات التي كانت بداخلها، مثل بعض الواح الرخام والفسيفساء تم العثور عليها بحالة جيدة إلى حد ما، وكذلك تم في مكان قريب من المعاصر، معمل لصناعة الأواني الفخارية التي تم استعمالها لملأ النبيذ وبيعه.
وأضافت غيني أنه تم استخدام المنطقة كمنطقة صناعية على مدار عدد من الحقب التاريخية، وتم هجرها بعد الفتح الإسلامي في القرن السابع ميلادي، وبعدها استوطنت المنطقة عائلات رحالة التي عاشت بخيام والتي قامت على ما يبدو بتفكيك أجزاء مختلفة من الموقع وباعوا بعض الأجزاء القديمة كمواد بناء لقاء المال.
ومن المنتظر أن تقوم "سلطة الاثار الإسرائيلية" بفتح الموقع الأثري الجديد، امام الزائرين قريبا.