"أترقب كل صباح وانتظر أن يخبرني أحدٌ ما أن أبني ما زال يتنفس، وهو ما يعيد الحياة لي من جديد" هذا ما قالته رسيلة زهران والدة الأسير أحمد(42 عاما)، من قرية دير أبو مشعل، والمضرب عن الطعام لليوم الـ 86 على التوالي، رفضا لاعتقاله الاداري.
تمضي الأيام ثقيلة على السبعينية وهي تفكر بحياة ابنها، مع كل يوم تقول: إن وضعه تراجع عن اليوم الذي قبله. في كل دقيقة ولحظة تفكر فيه وتراه أمامها، واليوم جاءت لمقر الصليب الأحمر بمدينة البيرة، لتناشد عبر وسائل الاعلام أحرار العالم وكافة المؤسسات الدولية والحقوقية من أجل التدخل لإنقاذ حياة أبنها، والافراج عنه.
تتسمك "أم عادل" بالصبر كأفضل خيار يمكن أن يعينها خلال هذه الأيام، وتتمنى أن تتحقق مطالب نجلها، لينهي إضرابه عن الطعام والمستمر منذ 86 يوما، وقالت: "أحمد تدهورت صحته، وأطالب الجميع بالاهتمام به حتى يخرج من قبضة الاحتلال منتصرًا".
وتابعت: "أخشى أن يصيبه مكروه، كل همي أن اتأكد يوميا أنه لا زال يتنفس، أو يتحرك، فهو منذ أسابيع يعاني من ضعف في بنية الجسم، وتعب شديد، ويرفض الحصول على مدعمات، أو إجراء أيه فحوصات طبية".
أحمد الذي كان يعمل بائعا للخضار، متزوج ولديه أربعة أبناء، اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي في الثامن والعشرين من آذار من هذا العام، وخاض إضرابا عن الطعام استمر لمدة (39) يوماً، مقابل إنهاء اعتقاله الإداري، وانتهى في تموز/ يوليو الماضي، الا أن سلطات الاحتلال جددته له، ما دفعه لخوض إضراب ثان خلال هذا العام.
وأضافت "كم لهذا الجسد أن يتحمل، خاض إضرابين لمدة تجاوزت الـ 120 يوما، وقوته الجسدية تتراجع شيئًا فشيئا، ولكن رغم ذلك تبقى إرادته قوية وصلبة".
وتابعت والدته: "منذ إضرابه الأول وحتى اليوم لم أزره أبدًا، ولا أدري كيف أصبح شكله، الجميع يخبرني بأن وزنه أصبح 48 كيلوغرام، عندما يزوره المحامي ويتصل بنا، ألح عليه بالأسئلة: كيف أصبح، كيف معنوياته، بالأمس اتصل بي المحامي وأخبرني أنه زار أحمد في معتقل الرملة وهو بخير، ويبلغك سلامه، وأكد أن لا تغير على حالته الصحية. أنهيت المكالمة وأنا أعلم أن وضعه الصحي صعب، ولا يريد أن يخبرنا بأي شيء حتى لا يزيد فوق همنا هما".
وأردفت "كم أتمنى أن أراه، واحتضنه بقوة، (..) الأم لا تقدر أن يغيب ابنها عنها، البيت، وزوجته، وأقاربه، الكل يشتاق له (..) عندما علّق إضرابه الأول في شهر آذار، قطعت تصريحا لزيارته، وبعد يوم جددت سلطات الاحتلال اعتقاله مرة أخرى، ومنعتنا من الزيارة، وأنا اليوم أنتظر أن ينتصر ويعلق إضرابه وأتمكن من رؤيته بيننا".
وأوضحت والدته رسيلة "كنت أزوره في السنوات السابقة، هو وأخوه صالح الذي حكم 20 عاما، ورغم شقاء السفر وصعوبة الاجراءات التي يضعها الاحتلال أمام الزيارات، إلا أنني لم أبال، ولكن أكثر شيء قهرني هو إضرابه عن الطعام، وأنا خائفة عليه كثيرًا".
وتابعت: "قبل أيام، وصلت رسالة للصليب الأحمر مفادها بأن أحمد أوقف إضرابه المفتوح عن الطعام، وعندما علمت بذلك لم أعر الموضوع أي اهتمام، وكنت أعلم أنها أكذوبة، وأنه ما زال مستمرا في إضرابه عن الطعام، ولكنها سياسة احتلالية لكسر عزيمته، وإرادته، ولكنه قوي وصامد، رغم هذه الاجراءات".
وقالت: "نتوقع من الاحتلال كل شيء، ولكن رغم ذلك سنبقى صامدين ننتظر اليوم الذي يدخل فيه أحمد بيته من جديد، ليضيء الحياة والروح".حسب تقرير نشره وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية