الفزّاعة

بقلم: عطاالله شاهين

عطا الله شاهين

على سلسلةٍ حجرية أخذت قسطا من الراحة تعبتُ من تسييجِ قطعةِ أرضٍ مستباحة في وسطِ الحقلِ وقفتْ فزاعة ألبسوها لباسَ امرأة خيّل لي بأنها رغبتْ في الحديث معي نظراتها كامرأةٍ صامتة أرادتْ غزلا الفزاعة رمقتني بعينيها المخيفتين.. خيّل لي بأنها تمللُ من الوحْدةِ تكره وظيفتها الوحيدة في إبعادِ الطيور فزّاعة صامتة لكنّها مخيفة نظرت صوبها وشعرتُ كأنها أرادت دفئا..
كانت عيناها تحكي حكاياتٍ عن برْدِ الصباح ابتعدتُ عنها لكنه خيّل لي بأنها تخطو خلفي ابتعد عن الحقل ونظرت إليها.. رأيتها تقف مكان آخر.. كانت تلوّح لي بيديها قلتُ الفزاعة ليست مزيّفة امرأة متخفّية في زي فزّاعة لكنها لم ترد سوى سماع كلماتٍ دافئة سرّتْ من نظراتي الدافئة واختفتْ.. لم أكن حينها أهذي من تعبٍ مجنون إنها الفزاعة التي أخافتني بنظراتها الصامتة..


 عطا الله شاهين

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت