قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إن " هذا اليوم عظيم لأننا حققنا فيه ما نريد، واعتبارا من اليوم ستبدأ ماكينة المحكمة الجنائية الدولية بتقبل القضايا التي سبق أن قدمناها."
جاء ذلك في تعليق أبو مازن على إعلان مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية بانتهاء مرحلة الدراسة الأولية في الحالة في فلسطين، وتأكيدها أن كافة الشروط القانونية لفتح التحقيق قد تحققت، خلال المجلس الثوري لحركة "فتح"، في دورته السابعة "دورة الخيار الشعبي الديمقراطي والمقاومة الشعبية للتصدي للمخططات الصهيوأميركية"، المنعقدة بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.
وأضاف أبو مازن: "أهنئكم جميعا بهذا القرار، هذا يوم تاريخي والآن أصبح بإمكان أي فلسطيني أصيب جراء الاحتلال أن يرفع قضية أمام المحكمة الجنائية".
وتابع : "بعد أربع سنوات من العمل والمتابعة الحثيثة، وتقديم كل ما يلزم حول جرائم الاحتلال المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، صدر اليوم القرار لأن المحكمة كانت تتابع الحيثيات والقوانين والقضايا وتدرسها".
وفيما يلي نص كلمة الرئيس
تعلمون أننا في العام 2011، قررنا أن نذهب للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وذهبنا إلى مجلس الأمن وكانت هناك معارضات شديدة جدا لنا، بأنه لا يجوز لنا الانضمام وأن نكون أعضاء في الأمم المتحدة، ودخلنا في حرب شعواء، مع أميركا بالذات التي مارست علينا ضغوطا هائلة من أجل ألا نذهب، لكننا قررنا وصممنا أن نخطو هذه الخطوة إلى النهاية، وذهبنا إلى مجلس الأمن وألقينا كلمة، وطالبنا أن نكون أعضاء كاملي العضوية في الأمم المتحدة، إلا أننا فشلنا بسبب الفيتو الأميركي، واعتبروا أن هذا الأـمر قد انتهى، ولن نعاود الكرة مرة أخرى للحصول سواء على عضوية كاملة أو مراقب، لكننا بعد أن فشلنا في الحصول على عضو كامل ذهبنا لنحصل على عضو مراقب، فاسْتُهزِئ بنا من قبل البعض، وقالوا ما قيمة هذه العضوية، ولماذا نذهب ولا حاجة لنا أن نذهب، ويكفي ما نحن عليه اليوم، ذهبنا للجمعية العامة، وحصلنا على عضو مراقب في الأمم المتحدة بتصويت 138 عضوا معترفين بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة، هذه العضوية تتيح لنا أن نحصل على عضوية 520 منظمة دولية، وهذا هو ما كان يخيف الولايات المتحدة، لأنها لا تريدنا أن نحصل على عضوية هذه المنظمات، وقررت أميركا أنه إذا ذهبنا إلى عضوية أية منظمة من هذه المنظمات وحصلنا عليها فإنها ستخرج منها، وتذكرون أننا عندما ذهبنا إلى اليونسكو، وقدمنا طلب للانضمام هددونا وقالوا لا تذهب، فقلنا لماذا لا نذهب؟ فقالوا الأفضل لكم أن تستمروا في المساعي للحصول على عضو دائم في الأمم المتحدة، فقلنا لهم ما دمنا لم نحصل فنحن سنذهب إلى العضو المراقب، فقالوا لنا؛ إذا أصبحتم عضوا في هذه المنظمة، فإننا مضطرون أن نغادرها، وفعلا غادروا اليونسكو، ثم مضينا في طريقنا للانضمام إلى عضوية عدد آخر من المنظمات، الآن عندنا أكثر من 100 عضوية في منظمات دولية من أصل 520 منظمة.
المهم ذهبنا لعضوية المحكمة الجنائية الدولية، وبصراحة كانت ضربة عنيفة لأنه معروف إذا ذهبنا إلى هذه المنظمة فإن أي فلسطيني يتضرر من الإسرائيليين يستطيع أن يذهب لهذه المحكمة، وبالفعل ذهبنا في 2015 وحققنا مرادنا بالحصول على هذه العضوية، ومنذ ذلك التاريخ، ونحن نسعى من أجل البدء بالتحقيق، وقدمنا وثائق وقدمنا ادعاءات، وقلت أكثر من مرة كل إنسان فلسطيني يستطيع أن يرفع قضية.
اليوم صدر القرار، بعد أربع سنوات من العمل والمتابعة الحثيثة وتقديم كل ما يلزم حول جرائم الاحتلال المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمحكمة كانت تتابع الحيثيات والقوانين والقضايا وتدرسها.
هذا اليوم هو يوم عظيم لأننا حققنا فيه ما نريد، أي أننا اعتبارا من اليوم ستبدأ ماكينة المحكمة الجنائية الدولية بتقبل القضايا التي سبق أن قدمناها.
أنا اهنئكم بهذا القرار.. هذا يوم تاريخي والآن أصبح بإمكان أي فلسطيني أصيب جراء الاحتلال أن يرفع قضية.