أمريكيا هنا وهناك!!

بقلم: أشرف صالح

اشرف صالح

لم يستطيع فوزي برهوم الناطق بإسم حماس , أن يكتب مصطلح "المستشفي الميداني الأمريكي" في تصريحه الصحفي الذي نشر على الوكالات الإخبارية , والذي إنتقد فيه إستئناف الدعم الأمريكي للسلطة , بل كتب "المستشقى الميداني الدولي" , وهذا يعبر عن ذكاء فوزي برهوم , لأنه لو كتب مصطلح المستشفى الأمريكي في تصريح صحفي ينتقد فيه الدعم الأمريكي للسلطة , لظهر برهوم أمام  القارئ وكأنه ينتقد نفسه , لأن أمريكيا هنا وهناك , أي أنها تدعم هنا في غزة , كما تدعم هناك في الضفة , والهدف واحد .

تقديري ككاتب يختلف عن تقدير فوزي برهوم كناطق لحزب سياسي , فهو يرى أن الدعم الأمريكي للسلطة يقابله تنازلات من السلطة , ويرى أن الدعم الأمريكي لغزة "حماس" هوعمل إنساني بحت!! , ومن هنا أقول له ككاتب ومراقب , منذ متى أمريكيا تعمل عمل إنساني!! , وهي بالأصل وراء كل الكوارث الإنسانية في العالم , بدء من أفغانستان الى العراق الى سوريا الى الى الى , وصولاً الى فلسطين فحدث ولا حرج..

قد أتفق مع فوزي برهوم بأن الدعم الأمريكي للسلطة له مقابل , وذلك على قاعدة ما ذكرت أعلاه , ولكن المقابل هو أمني بإمتياز , وليس لتمرير صفقة القرن كما ذكر برهوم ,  لأن صفقة القرن تطبق حالياً على أرض الواقع بسبب الإنقسام , ولا تحتاج أمريكيا الى تمريرات , فأمريكيا تريد أن تبقي السلطة في مربع الإتفاقيات  الأمنية المنيثقة عن أوسلو , رغم وفاة أوسلو ودفنها , وخاصة أن هناك قرارات من السلطة بوقف التنسيق الأمني , وترجم هذه القرارات د. محمد اشتيه عندما قال , إن السلطة ستتصدى لجيش الإحتلال في حال دخوله لمناطق "أ" .. ربما السلطة لا تستطيع بإمكانياتها البسيطة أن تتصدى للجيش , وربما لا تستطيع وقف التنسيق الأمني بسهولة , لأن مفاصل الحياة اليومية في الضفة تعتمد على إسرائيل , وأيضاً في غزة , ولكن تصريحات السلطة بوقف الإتفاقيات مع إسرائيل ومن ضمنها التنسيق الأمني , أوعزت لأمريكيا أن السلطة دخلت في مرحلة اليأس من الرعاية الأمريكية للسلام , وقررت أن تفعل كما فعل ياسر عرفات بعد فشل كمب ديفيد 2000 , وبناء على ما أوعزته السلطة  قررت أمريكيا إستئناف الدعم للسلطة , كي تبقي السلطة في مربع الإتفاقيات الأمنية .

على قاعدة ما ذكرت أعلاه , وكما أن أمريكيا تدعم السلطة بمقابل , فهي أيضاً تدعم غزة "حماس" بمقابل , فالمستشفى الميداني الأمريكي هو واحد من أدوات التسوية بين حماس وإسرائيل , فالتسوية تعني إنتعاش إقتصادي في غزة مقابل أمن متبادل , وهذا يتطلب أن تقوم حماس بمنع كل شخص يريد إطلاق صاروخ على إسرائيل , فالجميع بات في مركب واحد .

 اشرف صالح

كاتب صحفي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت