كشفت قناة إسرائيلية ضمن مسلسل تحقيقات تاريخي أن الموساد تمكن من اغتيال قائد القوة 17 أبو حسن علي حسن سلامة في 22 يناير/ كانون ثاني 1979، بعدما وفر جاسوس له في دمشق معلومات دقيقة عن حياته وبرامجه اليومية، وحسب الرواية الإسرائيلية فقد تصادق معه وتلقى منه هدية من ذهب.
في التحقيق تساءل معد التحقيق محرر الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد عما إذا كانت سياسة الاغتيالات نافعة بنهاية المطاف لإسرائيل بنظرة تاريخية للصراع أم أنها كانت تنم عن شهوة الانتقام فحسب.
وكرّس مسلسل التحقيقات “قائمة تصفيات” الذي بثّته القناة الإسرائيلية 13 الحلقة الخامسة والأخيرة منه لاغتيال علي حسن سلامة كعملية انتقام أمرت بها رئيسة حكومة الاحتلال غولدا مئير، بعد اتهامه بالتخطيط والإشراف على عملية ميونيخ ضد البعثة الرياضية في أولمبياد عام 1972.
وسبق أن بثت حلقات سابقة عمليات اغتيال القيادات الفلسطينية: خليل الوزير (أبو جهاد) ويحيى عياش ومحاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان عام 1997. ومن أجل تتبع تحركات “النجم الأحمر” علي حسن سلامة المولود في العراق عام 1941 ورصدها تمهيدا لاغتياله جند الموساد وكيلين انتحلا شخصية مزورة أحدهما “د” الذي عاش في دمشق وبيروت طيلة ست سنوات وما لبث -وبخلاف تعليمات المسؤولين عنه- أن تقرب منه لحد التصادق معه حسب القناة الإسرائيلية.
سجل التصفيات: الرواية الإسرائيلية لاغتيالات القادة الفلسطينيين
ويقول “د” في التحقيق التاريخي إن هناك كثيرا من القواسم المشتركة له مع الشهيد علي حسن سلامة، لافتا لكونه رجلا قويا ذكيا ومثقفا “لكنه استحق الموت من جهتي”. ويتابع: “كان علي حسن سلامة رجلا ساحرا بيد أنني لم أنس أنه ذبح 11 رياضيا إسرائيليا في ميونيخ، وقد أمرت غولدا مئير بتصفية كل المسؤولين عن العملية في ألمانيا، وشرع رئيس الموساد تسفي زمير على الفور بتنفيذ المهام بشكل منهجي كي يبقى الناشطون الفلسطينيون في حالة دفاع عن النفس ولا يتبقى لهم وقت للقيام بعمليات جديدة”.
وفي المسلسل التلفزيوني يعترف الناطق بلسان مئير أن عملية ميونيخ كانت بالنسبة لها كارثة والقشة التي قصمت ظهر البعير، فبادرت لتشكيل “لجنة تصفيات” وبدأت عمليات الاغتيالات التي بدأت بقتل عادل زعيتر في روما ثم محمد بودييه وبروفسور القبيسي في باريس وغيرها، لكن “درة التاج” في سجل التصفيات كان علي حسن سلامة كما يؤكد المؤرخ الإسرائيلي بروفيسور ميخائيل بار زوهر.
وتمحور التحقيق بشخصية “د” الذي كان يرغب بدراسة الحقوق وتحقيق حلم والديه بعد إنهاء الخدمة العسكرية لكن الموساد أقنعه بالالتحاق به وأخضعه لتدريبات.
أريكا تشمبيرس
وشاركت في عملية الاغتيال في بيروت سيدة تدعى أريكا تشمبيرس التي تحدثت في التحقيق التلفزيوني دون الكشف عن ملامح وجهها. وتقول إنها يهودية بريطانية الأصل وكانت تعمل في دول عربية قبل تجنيدها من قبل الموساد وإقناعها بأنها تشارك في عملية “أخلاقية ضد إرهابيين”.
يشار إلى أن كتابا إسرائيليا صدر قبل 30 عاما بعنوان “الأمير الأحمر” للمؤرخ ميخائيل بار زوهر والصحافي إيتان هابر (مدير ديوان إسحق رابين سابقا) قد قال إن أريكا انتحلت شخصية امرأة غريبة الأطوار دأبت على تربية عدد من القطط في شقتها.
وحسب التحقيق تم تدريبها بشكل فرداني داخل شقة في تل أبيب من قبل عدة مدربين، وخلال ذلك تم عزلها عن العالم الخارجي، وقد دخلت بيروت لاحقا باسمها الأصلي وبجوازها البريطاني بهدف توفير طريق نجاة لها وإخراجها من لبنان بحال تعثرت العملية، لكنها أدركت أنها ستضطر لتغيير هويتها بعد العملية.
وكشف تحقيق القناة 13 أن الموساد أخضعها وبموافقتها لعملية جراحية لتصغير أنفها كي لا تثير شبهات بأنها يهودية، ويوضح التحقيق أن الموساد كان يتحدث معها بالشيفرا عبر إرساليات بموجات راديو قصيرة تحمل نصوصا رمزية تتغير كل مرة، مكونة من أجزاء كل جزء يشمل خمسة حروف، ويتم فك لغزها بواسطة طريقة تفسير تدعى “صفحة واحدة كتاب واحد”، وفيها على سبيل المثال هي فقط (أو “د”) تعرف أن “الإشارة التي تصلها ترمز لكتاب آنا كارنينا صفحة 30 ومنها يستنتج ما المطلوب ولا يفهم أحد غيرها ما المراد”.
وريث إيلي كوهن
ويقول “د” إنه تردد في المشاركة في البرنامج لأنه اعتاد على السرية، مبررا ذلك بالإشارة لرغبته باستحضار صوت المقاتلين في الميدان، ويشير لاختياره ليكون مقيما لفترة طويلة في دمشق ليكون وريثا للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهن (انتحل شخصية تاجر سوري مغترب يدعى كامل أمين ثابت) قتل عام 1965 في دمشق بعد ضبطه.
وقد تم إرسال “د” أولا لبيروت ثم إلى دمشق كوريث لإيلي كوهن، ويقول إن مشاعر الخوف لازمته وكان يعي أن غلطة واحدة تعني إعدامه في ساحات دمشق أو بيروت، وإنه عمل على التهرب من الخوف ومحاولة نسيانه كي يؤدي مهمته.
ويوضح أن الموساد قام بتدريبه على انتحال شخصيته كتاجر في روما خلال ثلاثة أسابيع، ويقول إنه عايش وقتها حالة “انفصام إيجابي بالشخصية” ولم ينس من هو ولماذا أرسل وما هي مهمته.
وفي روما أطلع مسؤولون في الموساد “د” على شخصية علي حسن سلامة وصوره كي يتعرف عليه وعلى مسيرته بصفته “أميرا فلسطينيا” مسؤول عن عملية ميونيخ وقائد القوة 17 وكان مقربا من ياسر عرفات ويرى به وريثا له، والده قائد فلسطيني معروف (الشهيد حسن سلامة). ويضيف: “أبلغني الموساد أنه عدو رقم واحد بالنسبة لإسرائيل”. وقد أوكلت له مهمة تعقب علي حسن سلامة في بيروت بعدما أبلغوه بأنه متزوج وله ولدان وبعنوان فندق “الإنترنيشنال” الذي يزوره ويتردد على مركز اللياقة فيه وطلب منه مزاولة الرياضة فيه دون أي تقرب من الهدف: إن نظر لك فانظر للجهة المعاكسة.
ويتابع “د”: “في الطائرة من روما لبيروت حجز له الموساد في المقاعد الأمامية المعدة لرجال الأعمال وتناول الطعام والشراب اللذيذ طيلة 45 دقيقة، قبل أن يغمض عينيه حتى أيقظته مضيفة الطيران وأبلغته أن الطائرة توشك على الهبوط”.
أم كلثوم
ويقول “د” إنه عندما بدأ يترجل لينزل من الطائرة شاهد فجأة حراسا وجلبة لافتة فظن أن أحدا أوشى به وأنهم قادمون لاعتقاله، ويضيف: “في سلم الطائرة كانت تنزل أمامي سيدة سمينة ترتدي زيا أسود، كان الجميع ينظر لي وعلى الأرض حراس مسلحون ببنادق وسيارتا أمن سوداويتان، فقلت في سري إنهم سيقومون باعتقالي فورا، وما أن وصلنا أرض المطار حتى انقض كثيرون عليها وهم يقولون بصوت عال: “أهلا وسهلا بأم كلثوم في بيروت”، وعندها أدركت أنني لست المستهدف فتنفست الصعداء”.
ويضيف: “في المطار قمت بالإجراءات الروتينية وأشهرت جوازي ولم يسألني أحد حتى ما هدف زيارتي للبنان. وقتها كان لبنان سويسرا الشرق الأوسط ففي آذار كان بوسعك التّسفع في شمس بيروت، وعلى بعد 45 دقيقة بمقدورك التزلج على الجليد في فرايا. بيروت كانت مدهشة وغنية بحياة السهر بل هي جنة عدن”.
وقال إنه وصل للفندق وطلب أن ينزل في غرفة خلفية كي تتاح له رؤية الأبواب الخلفية وموقف المراكب كما اقتضت تعليمات الموساد، ويتابع: “في اليوم التالي زرت مركز اللياقة في الفندق وفي المرة الثانية شاهدته وتعرفت عليه بسهولة، وبعد نصف عام وفيما كنت لوحدي وأقوم بتدريبات بطن سمعت من يقول خلفي: عفوا أنت لا تقوم بالتمارين كما يجب وما لبث أن قام بالتمارين أمامي ليريني الطريق المفضلة لممارستها، ولما تلفت شاهدت علي حسن سلامة، ولاحقا بادر علي حسن سلامة لتوجيه السؤال لـ”د”: هل تعرف لعبة الـ”سكووش”؟ فقلت له: لا للأسف فأنا ألعب التنس. فقال: هنا مدرب مصري يدعى أحمد فلك أن تتدرب عنده فأنا أريد شريكا للعب وأحمد دائما ينتصر علي، وهذا ما حصل وصرنا نلعب سوية وينتصر علي معظم الأوقات، وكنت أسمعه يهاتف زوجته جورجينا رزق ويبلغها بانفعال أنه انتصر في اللعبة”.
“وفي أحد الأيام وبعدما أنهينا التمرن قالي لي: أدعوك الليلة لبيتي لتناول وجبة عشاء تعدها زوجتي. كانت هذه معضلة مفاجئة لي فسألته: الليلة؟ فقال: نعم يمكنك أن تأتي لساعة تلتقي زوجتي. لم أقدر على رفض الدعوة فهذه إهانة لعربي أن ترفض دعوته لاستضافتك. من المؤكد أنني خفت فربما يستدرجني لبيته ليقتلني، لكن بنهاية المطاف كانت سهرة ممتعة فزوجته مدهشة وجميلة وساحرة: جورجينا رزق ملكة جمال لبنان وملكة جمال العالم وهي ابنة لعائلة معروفة من شرقي بيروت، وكان هو وسيما وصاحب ذوق رفيع في ملبسه ومذاقاته وثقافته. عندما علم المسؤولون في الموساد أنني كنت في بيته كادوا يصابون بالجنون، لكنهم وافقوا بعدما فهموا أنني لم أبادر لذلك بل هو، خاصة أنني بدأت بتزويدهم بتفاصيل كثيرة عنه وعنه بيته”.
دمشق – بيروت
ويقول الصحافي الإسرائيلي غاد شومرون في التحقيق التلفزيوني إن الموساد تعقب علي حسن سلامة وفشل في إلقاء القبض عليه بل تورط بفضيحة حينما قتل نادلا مغربيا بالنرويج يدعى أحمد بوشيكا ظن وكلاء الموساد بأنه علي سلامة، فألقت الشرطة النرويجية عليهم بعدما قتلوه في مدينة ليل هامر عام 1973.
ويقول “د” إنه بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 صارت بيروت مكانا خطرا، ويستذكر أن علي حسن سلامة كان يشكو هذه الحرب الغبية التي يقتل فيها العرب بعضهم البعض بدلا من توجيه بنادقهم لإسرائيل، وتابع: “في واحدة من اللقاءات قال لي إن الإسرائيليين ينجحون بتجنيد عملاء عرب لهم بسرعة، بينما فشل هو في تجنيد عميل إسرائيلي واحد”.
وبعد اشتداد الحرب الأهلية بادر الموساد لنقل “د” إلى دمشق ليقوم بمهمات إيلي كوهن وهناك مر من الساحة التي أعدم فيها كوهن، وفي 1978 عاد لبيروت بعدما هدأت الأوضاع فيها وجدد الصداقة مع علي حسن سلامة. وعن ذلك قال “د” في روايته: “سألني متى عدت ثم رحب بي ودعاني لتجديد لعب “سكووش”، ثم قلت له إنني عائد في أبريل يوم ميلادي، فقال إذن سأدعوك لحفلة في بيتي وسأعد لك مفاجأة، وفعلا ذهبت ووجدته وزوجته وسيدة جميلة أخرى بجوار جورجينا التي قالت لي: تعرف.. هذه شقيقتي فيليتشينا وكانت فتاة جميلة جدا. وفجأة نهض وأحضر علبة فيها قداحة من ذهب وأهداني إياها. وفيما كان يتناول الكونياك ويدخن السيجار كان جهاز التلفزيون في بيته يبث مشاهد من “عملية الليطاني”، وفجأة قفز من مقعد فأذهلني وقال: هؤلاء الإسرائيليون كم هم مهرة وكم كنت أتمنى أن نكون مثلهم، فأنا أسعى منذ عشر سنوات لتجنيد واحد منهم ليتعامل معنا وفي المقابل إخواننا العرب يبيعوننا بقروش”.
ويقول إن جورجينا بدأت خلال السهرة بالإلحاح بطلبها لمغادرة البيت لملهى “سمرلاند”، وفجأة استجاب لها فنهض ودعا بصوت عال رئيس الحرس باسم الذي جاء مسرعا وقال: نعم سيدي. فقال علي حسن سلامة: جورجينا تريد الخروج ولا يمكن ذلك مع خمسة حراس فابق هنا وأنا ذاهب معها.
شعرت كأنني في فيلم
فوجئ باسم وقال متفاجئا: يا سيدي يا سيدي أنا مسؤول عن حراستك ماذا جرى لك. فقال علي: اهدأ. هذا عيد ميلاده وأنا أثق به وجورجينا تريد السهر. معي مسدس وبندقية كلاشنكوف نتركها بالسيارة. وفعلا خرجنا لوحدنا. وداخل الملهى الليلي طلبت منه أن نرقص فقال: لا فأنا سأجلس في تلك الزاوية وأدخن وأنت وظيفتك أن ترقص معهما. وهذا ما حصل. هو جلس من أعلى وعلى خصره مسدس وأنا أرقص مع زوجته، وللحظة خلت نفسي أنني في فيلم. أعدته علي وجورجينا للبيت فيما أكملت فيليتشينا معي ولاحقا ارتبطنا بنوع من العلاقة وبخلاف تعليمات الموساد الذي علم بما يجري وسلم بالأمر الواقع.
ويشير “د” أنه واظب على اللقاء بعلي حسن سلامة وزود الموساد بمعلومات كثيرة وبمقترحات كيف يمكن إتمام عملية الاغتيال تم رفضها عدا مقترح واحد بوضع متفجرات داخل سيارة في محاذاة طريق اعتاد على سلوكها يوميا. وردا على سؤال كيف يقتل من احترمه وتصادق معه وأهداه ذهبا، قال إن علي حسن سلامة رجل قوي وصديق وعدو بنفس الوقت، وتابع: “ليس سهلا ما حصل لكن في العمق كنت أدرك أنه قتل 11 رياضيا إسرائيليا ولذا يستحق القتل. في نهاية شارع مدام كيري أحادي الاتجاه هناك مفرق وموقع يمكن إيقاف سيارة مفخخة فيه، وفي الجهة المعاكسة هناك شقق يمكن استئجارها ومن نافذتها يمكن رصد كل تحركاته، وهذا ما حصل بمساعدة الفتاة أريكا التي تظاهرت بنوع من عدم الاتزان في شخصيتها وكانت ترصد بناظور سيارة علي حسن سلامة في الذهاب والإياب وبحوزتها جهاز راديو يمكن منه تشغيل القنبلة داخل السيارة المفخخة التي ستوضع لاحقا في الموقع المذكور”.
خليل الوزير
أما المتفجرات فتم تهريبها عبر مدينة العقبة في الأردن من قبل سرية للموساد بقيادة رئيسه لاحقا شفتاي شافيط وأودعت داخل أثاث بيتي وضع في المخزن الخلفي لسيارة “د” الذي حضر من لبنان للأردن ليلا عبر سوريا، وفي طريق العودة كاد حاجز سوري أن يصادر الأثاث ظنا بأنه مهرّب، وفي بيروت كان أحد عناصر الموساد ينتظره ومهمته تفخيخ سيارة فولكسفاغن تم اقتنائها للاغتيال. أما أريكا فتم تدريبها في إسرائيل ولاحقا في ألمانيا عدة مرات على كيفية تشغيل جهاز الضغط على جهاز التفجير اللاسلكي المثبت بالراديو، وقد وصلت بيروت بجواز سفرها البريطاني.
وحسب الرواية الإسرائيلية حضر في يوم الاغتيال لبيت علي حسن سلامة الشهيد خليل الوزير أبو جهاد وكادت العملية أن تطاله هو الآخر، فيما يقول “د” إنه سلم المتفجرات لعنصر الموساد الذي كان في انتظاره وقال له قبل أن يفترقا: “فليذهب للجحيم”، ولاحقا تم ركن السيارة المفخخة بالزاوية المقابلة لنهاية الشارع المذكور وتم تفجيرها بجهاز التحكم عن بعد في يوم شتوي، وقتل عدد من المارة اللبنانيين الأبرياء. أما أريكا فخرجت للشارع متظاهرة بالانفعال من هول ما حصل، وكما اتفق معها فقد توجهت لسيارتها في شارع قريب وبعدما تاهت قليلا في بيروت انطلقت نحو مدينة جونيا، حيث وصلت الساحل عند المساء ومن داخل البحر أطل بعض عناصر البحرية الإسرائيلية بزوارق مطاطية ونقلوها لبارجة في عرض البحر.
وحسب المزاعم الإسرائيلية كان بحوزة عنصر الموساد المذكور جواز سفر مزور خاص بأريكا بحال تعثرت عملية انسحابها. فيما كانت طائرة مروحية في سماء البحر مقابل بيروت تحافظ على اتصالات مع منفذي العملية ريثما يتم بلوغهم “شط الأمان”. كان “د” ينتظر داخل الفندق عندما سمع انفجارا مدويا هز فضاء بيروت، قبل أن يسافر “د” لدمشق التي “باتت فجأة المدينة الأكثر أمنا بالنسبة لي وبقيت فيها مدة من الوقت”.
وتابع “د”: “وقتها شهد الموساد نقاشا هل أشارك في تشييع جثمان علي حسن سلامة، وتقرر ألا أشارك خوفا من إثارة شكوك”. ويعمل “د” اليوم في شركة استثمارات، فيما تعمل أريكا في مجال عروض فنية، وكلاهما في إسرائيل، وفي التحقيق تم حجب ملامح وجهيهما.حسب تقرير لصحيفة "القدس العربي" اللندنية