"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاّ"
شاء الله عزّ وجل، أن يتوفّى عبده، أحمد قايد صالح بعد أن أتمّ مهمته بنجاح وقام بدوره على أكمل وجه، فإذا أراد الله بعبده خيراً وفّقه لعمل صالح قبل موته، وها نحن اليوم نودّع الفريق قايد صالح الذي وافته المنية، بعد أن أكمل مهمته التي وعد بها شعبه ووضع الجزائر على السكة الصحيحة دون أن تسقط قطرة دم واحدة.
فاجعة وذهول وآسى وصدمة أطبقت على وجوه الجزائريين، بعد سماعهم خبر وفاة المجاهد الفريق قايد صالح، الرجل الذي أفنى حياته في خدمة وطنه، بعد أن صنع رفقة إخوته في الجهاد ملحمة تاريخية انبثقت عنها الحرية التي نتنعم بها اليوم، أكمل مسيرته في خدمة بلاده في صفوف الجيش الوطني الشعبي، حتى أصبح قائده.
شاءت الأقدار أن يكون على رأس قيادة الجيش في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، وبفضل الله وُفّق ليكون خير سند للشعب في حراكه لاسترجاع حكمه بعد أن تسلطت علينا عصابة أرادت تخريب هذا الوطن الغالي، وكان سدا منيعا في وجوههم، وفي وجوه أسيادهم الذين يحركونهم من وراء البحار.
اليوم يفارقنا أسد الجزائر البار الذي أنقذ الجزائر من الانهيار، وقادها إلى برّ الأمان، سيخلد التاريخ اسمك، وستروى قصص بطولاتك. فنم قرير العين واطمئنّ لأنك تركت من بعدك رجالا في صفوف الجيش سيحملون المشعل ويكملون طريقك، وسيصمتون من شمتوا في موتك.. فكؤوس الموت جميعا نشربها ولكن ميت العز في الأجيال يحيا وميت الذل منسي أبد الدهر.
بنفوس راضية بقضاء الله وقدره، ندعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه وكل عناصر وقيادات الجيش الوطني الشعبي الصبر والسلوان، وأن لا يحرمنا أجره وأن لا يفتننا بعده.
إنّا لله وإنا إليه راجعون
كمال دوحة
المدير العام لجريدة الإخبارية الجزائرية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت