قال رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل " فلسطينيو 48" محمد بركة إن " الفلسطينيين في اسرائيل متمسكين بالذهاب الى الإنتخابات القادمة بالقائمة المشتركة كخيار وحيد يعبر عن توحد الجماهير العربية حول مشروعها الاساسي المرتكز على المطالبة بالمساواة والمواطنة الكاملة ويحمي حقوقهم المدنية داخل الدولة التي تحاول جاهدة لفرض سيطرة مطلقة سياسية وقانونية على ابناء الشعب الفلسطيني بالداخل".
جاء ذلك خلال لقاءً حواري نظمه المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي والتنمية السياسية في غزة عبر تقنية سكايب مع رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية محمد بركة بمشاركة عشرات من الشخصيات الوطنية وقادة فصائل العمل الوطني وأكاديميين وباحثين ومختصيين في الشؤون الاسرائيلية.
وتحدث بركة أثناء اللقاء عن أزمة النظام السياسي في اسرائيل والذي عجز على مدار عام كامل من تشكيل حكومة بفعل التنافس بين اليمين المتطرف واليمين الأكثر تطرفاً والصراع الشخصي والإنتهازي بين مكونات الأحزاب الصهيونية بمختلف توجهاتها السياسية والتي تتفق جميعها على عدم تقديم جديد فيما يتعلق بالحل مع الشعب الفلسطيني بل أنها جميعاً تتقارب في رؤيتها لحسم الصراع سواء عبر ضم غور الأردن وتوسيع المستوطنات وتهويد القدس ورفض حق العودة للاجئيين الفلسطينيين .
وتطرق بركة إلى إقرار قانون يهودية الدولة والذي يساهم في ملاحقة المواطنين العرب في اسرائيل وايضاً يقضي على اي امكانية للحل السياسي مع الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1967 لأنه يحدد ان حق تقرير المصير بين البحر والنهر هو حق حصري لليهود وانه لا يمكن ان تُقام دولة ثانية غير اسرائيل في ارض فلسطين الإنتدابية مما يعني أن هذا القانون العنصري يجب مقاومته والتصدي له لانه ينكر الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني وايضاً الحقوق المدنية للمواطنيين العرب في اسرائيل .
وقال بركة ان "الجماهير العربية في اسرائيل تذهب الى الإنتخابات القادمة موحدة لحماية مكتسباتها ومجابهة التحديات التي تفرضها السياسات الحكومية والتي تحدد مكانتها وتعتبرها معركة من معارك الوجود التي تناضل فيها على مدار السنوات السبعين الماضية من أجل المحافظة على الوجود الفلسطيني في داخل الخط الأخضر والذي تعمل الأحزاب السياسية الصهيونية الى تقليص فعاليته إن لم يكن القضاء عليه وربما تراخي المؤسسات الشرطية والأمنية الاسرائيلية في ملاحقة أعمال القتل وتجارة السلاح والمخدرات في الوسط العربي هي حالة من التواطؤ الذي تقوده هذه المؤسسات لإضعاف مكانة الجماهير العربية في اسرائيل ."
وشدد محمد بركة على أهمية التواصل بين ابناء الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر وأن يكون هناك تواصل دائم وتفكير مشترك للوصول الى رؤية موحدة في مواجهة التحديات الكبيرة القادمة.
بدوره، قال رئيس المركز الفلسطيني للحوار الديمقراطي والتنمية السياسية وجيه ابو ظريفة إن "أهمية هذا اللقاء تكمن بمساهمته في تطوير النقاش المشترك للقضايا الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم والذين تربطهم وحدة المصير والهدف وأنه محاولة لإختراق الحواجز الجغرافية والحصار والفصل المفروض على ابناء الشعب الفسطيني خاصة في قطاع غزة".
وأكد ابوظريفة أن "العام القادم عام حاسم في مسيرة القضية الوطنية الفلسطينية خاصة وأنه يشهد إنتخابات اسرائيلية وأمريكية وربما إنتخابات فلسطينية مما يستدعي فتح نقاش عميق بين أبناء الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية والاجتماعية للوصول الى فهم مشترك للقضايا الرئيسية ومحاولة تاسيس حالة من التكامل والتنسيق في المواقف والسياسات بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني وتحشيد كافة طاقات شعبنا في مختلف أماكن تواجده في مواجهة التحديات الكبيرة وعلى رأسها المشروع الإسرائيلي الذي يهدف الى إنهاء الصراع بطريقته عبر إستكمال تهويد القدس وضم المستوطنات والأغوار والقضاء على مشكلة الاجئين الفلسطينيين وايضاً في مواجهة خطط الادارة الأمريكية سواء صفقة ترامب أو السلام الإقتصادي أو التسوية الإقليمية أو دولة غزة المنفصلة أو الحدود المؤقتة ."
وتحدث في اللقاء عدد من السياسيين والأكاديميين والباحثين وأكدوا فيه على وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال وسياسات التمييز العنصري التي تفرضها دولة الإحتلال على الشعب الفلسطيني وحذروا من أن اسرائيل تريد التفرد بكل جزء من أجزاء الشعب الفلسطيني وعزله عن باقي مكونات الشعب الفلسطيني في محاولة للقضاء على المشروع الفلسطيني الموحد والذي يتحقق فقط بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة حسبما نصت قرارات الأمم المتحدة .
وطالب المجتمِعون أن تتكاثف الجهود الفلسطينية من أجل العمل على إنهاء الإنقسام والمحافظة على التمثيل الموحد للشعب الفلسطيني وحماية منجزاته السياسية والقانونية والدولية وأهمها الإعتراف الدولي بدولة فلسطين كعضو في الأمم المتحدة إضافة لإقرار كافة القرارات التي تحمي حق الشعب الفلسطيني في أرضه ومواردها وحقه كشعب حر مستقل في تقرير مصيره كحق غير قابل للتصرف .