لا يمكن الحديث عن العلاقة بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية لإيران، دون أن يتبادر إلى الذهن التقلبات التي شهدتها هذه العلاقة من فينة إلى أخرى، فرغم الدعم المالي أو العسكري المقدم من طهران، إلا أن قيادات حماس لم تكن دائماً إلى جانب نظام الملالي في توجهاته بالمنطقة.
اليوم ومع احتدام معركة النفوذ بالشرق الوسط، كثر الحديث داخل أروقة الحركة الإسلامية الفلسطينية عن ضرورة إعادة التفكير في تموقع الحركة على المستوى الإقليمي، نسلط الضوء في هذا المقال على تطورات العلاقة بين حماس وإيران.
كثيراً ما تجد حركة حماس نفسها في مرمى النقد باعتبارها حركة ذات مرجعية إسلامية، إذ لا يسمح لها ما يسمح لغيرها، فوفقاً للمعايير الأخلاقية التي تبنتها الحركة منذ تأسيسها، لا يمكن بأي حال من الأحوال تقديم المصلحة السياسية على المبادئ.
تجدر الإشارة إلى أن تجربة الحكم قد نجحت بالفعل في إحداث تغيير جذري في نهج حماس، إذ أتقن الحمساويين اليوم فان السياسة وألاعيبها تحت حجة التفريق بين المصلحة الذاتية والمصالحة العامة الضرورية التي تبيح المحظورات.
في هذا الإطار يمكن فهم تطورات العلاقة بين حركة حماس السنية ونظام الملالي الشيعي، فرغم الاختلاف الحاد في وجهات النظر والذي تفجر إذ موجة الربيع العربي، بدأت أصوات داخل حماس تدعو إلى ضرورة العودة إلى حلف المقطاعة والممانعة ممثلاً بإيران وسوريا. الأخبار التي تصلنا من غزة تشير إلى وجود نية واضحة للتقرب من إيران، إذ يضغط بعض قيادة الصف الأول بحماس لترتيب زيارة لرئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية إلى طهران.
تعتقد قيادة حماس أن عقد اجتماع بين هنية والقيادة الإيرانية لن يساهم فقط في مضاعفة المساعدات المالية والعسكرية المقدمة إلى غزة بل قد يعيد المياه لمجاريها مع نظام الأسد في سوريا بعد سنوات من القطيعة والجفاء.
تدرك حماس أيضاً أن المفاوضات التي تمت مع الجانب الإسرائيلي بوساطة دول المنطق قد تقلل من شعبية الحركة لهذا، فإن التنسيق مع إيران العدو الأول لدولة الاحتلال سيضفي مصداقية أكبر لتوجهات حماس المرحلية.
فهل نشهد تغييراً جديداً في الخريطة الجيوستراتجية بالمنطقة أم أن محاولات حماس ستبوء بالفشل.
لارا احمد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت