((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
إن الله إذا أحبّ عبده، حقّق له القبول وحبّ الناس في الأرض، هذا هو تفسير ما شهدناه في تشييع الملايين لجنازة الفقيد قايد صالح؛ نساء ورجال وأطفال جاءوا لتوديعه، وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، كل هذا الحب لا يستطيع أن يجمعه الإنسان لولا أن الله عزّ وجل جعله في قلوب عباده.
بـقــلــوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، ودعنا المجاهد سيادة الفريق أحمد قايد صالح في جو جنائزي مهيب، حشود غفيرة جاءت لتودع هذا الرجل الذي أفنى حياته في خدمة وطنه وضحّى بالنفس والنفيس من أجل تحريره ثم وقف سدا منيعا لحمايته من أعداء الداخل والخارج.
التاريخ يصنعه الأبطال ويكتبونه ببطولاتهم وسيرهم التي تبقى خالدة تتذكرها الأجيال من بعدهم وتتغنى بها. ما صنعه قايد صالح في المدة الأخيرة بصونه لوطنه والحفاظ عليه، جعل أعداءه المحترمين يقرّون بذلك، فقد سخّره الله للجزائر في أصعب مرحلة تمر بها وكان خير رجل، قادها إلى بر الأمان دون أن تسقط قطرة دم واحدة.
اليوم ودعنا رجلا أحب الجزائر بصدق وأمانة، وجاهد في سبيل تحريرها، فوُصف اليوم بشهيد الجزائر، ودفن بمربع الشهداء رفقة أصدقائه الذين جاهد معهم من أجل أن ننعم نحن اليوم بالحرية، فكل الكلام لن يوفيك حقك، وعزاؤنا تلك المحبة التي أظهرها الشعب لك والتي لا تليق إلا بالأبطال العظماء.
وداعا سيادة الفريق ستبقى صورتك وابتسامتك في مخيلتنا وذكراك دائما في قلوبنا، سيكتب التاريخ بأحرف من ذهب أنك كنت رجلا أحبّ وطنه حتى النخاع وحرص قبل أن يموت بأيام أن يتركه آمنا مستقرا، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، ووفق من خلفك في صون الأمانة وحفظ هذا البلد الغالي من كل يد تريد به شرا.
كمال دوحة
مدير عام جريدة الإخبارية الجزائرية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت