الفشل بنتيجته المسبقة نتاج جولة بهلوانية اردوغانية ليس لها من التجهيز المسبق ... كما ليس لها من الاهداف الواضحة .... والبرنامج المعد .... حتى يكون هناك زيارة فعلية رسمية يمكن ان ينتج عنها مصلحة للبلدين . الرئيس التونسي قيس سعيد كان واضحا ومباشرا ... وغير مجاملا حتى بروتوكوليا مع رئيس دولة يأتي بفكرة ما !!!! .... يمكن ان يحدث خرابا بالعلاقات التونسية مع الاشقاء الليبيين من الجيش الوطني وحتى مع الاشقاء المصريين وربما مع الاشقاء الجزائريين هذا اذا ما اضفنا بالأساس مع الاشقاء التونسيين الذين يرفضون بحسب قول رئيسهم كل تحالف واصطفاف لأجل اهداف لا تخدم العروبة ولا الامن القومي العربي ولا حتى وحدة الشعوب بكافة فئاتها وشرائحها .
نتائج الزيارة الفاشلة للجولة البهلوانية الاردوغانية يجب التأكيد على ان السيادة الكاملة على الارض التونسية لتونس وان كل ما يصدر من خارج تونس او حتى من بعض من هم بداخلها يلزمهم ولا يلزم تونس وسيادتها وبهذا القول الصريح والواضح للرئيس قيس سعيد ما يؤشر بوضوح ان حزب النهضة (الاخواني) ذات الاغلبية بالبرلمان التونسي ليس له حق بالتعاطي مع الدول الاخرى حتى وان كانت بذات التوجهات الاخوانية !!!! من هنا فزيارة الرئيس التركي اردوغان كانت محل استفزاز وتدخل سافر ولا ترتقي لمستوى العلاقات ما بين الدول وما يحكمها من بروتوكولات وبرامج زيارات معدة مسبقا حول الموضوعات التي سيجري البحث عنها .
أما ان تأتي زيارة اردوغان وبرفقته وزير دفاعه ووزير مخابراته ويقال بأن الحديث حول العلاقات التجارية !!!! فهذا أمرا فيه من الاستخفاف وما يتناقض والحقيقة الساطعة من وراء هذه الزيارة التي اراد فيها اردوغان ان يجعل من الاراضي التونسية مدخلا ومخرجا ..... مدخلا للسلاح ولجماعات الارهاب وللقوات الداعمة لحكومات السراج واحتياجاته الاقتصادية والغذائية ... ومخرجا للجماعات الارهابية وللشخصيات المنوي تهريبها وهروبها من المحاسبة على افعالها .... او لنقلها لمناطق وساحات اخرى .
أي ان هدف الزيارة لم يكن العلاقات الثنائية التركية التونسية ... الا اذا تمكن اردوغان ان يمارس من خلال حزب النهضة ضغوطا على الرئيس التونسي قيس سعيد ليجعلوا من تونس دولة حليفة لتركيا وليبيا في مشروع تركي لا زالت معالمه غير واضحة بالتمام والكمال الا في اطار السيطرة على شرق المتوسط واستغلال مواد النفط والسيطرة على منطقة الساحل القبرصي واليوناني .
أي ان جولة اردوغان الاخواني بامتياز في ظل مشروع التنظيم الدولي للإخوان يسعى الى اعادة تكرار تجربة فاشلة لأجل اخونة المنطقة وسيطرة الاخوان على الانظمة العربية والقضاء على الدولة الوطنية والجيش الوطني ... وهذا لن يكون بالمطلق . وكأن ما فشلت فيه امريكا واسرائيل بما سمي بالربيع ... تحاول تركيا ان تعيده للمشهد بعد ما فعلت بسوريا وادخال الارهابيين عليها والسيطرة على جزء منها وما بعد الدخول بشمال العراق وما بعد ادخال بعض قواتها ومعداتها لحكومة السراج بليبيا .
أي ان توجهات نظام اردوغان يتجه صوب الاستعمار الجديد بعد ان سقط بمنزلقات التاريخ استعمارهم القديم .... وكأنها محاولة جديدة قديمة يحاولون الاستثمار فيها لكافة نقاط الضعف وعدم التنسيق وما يجري بالمنطقة من حرب باليمن وما جرى بتقسيم السودان وما يجري من تهديد ايراني كما ما يجري بالعراق وسوريا ولبنان .
مصر العربية الشقيقة والتي لها الدور الاكبر والاحرص والاكثر يقظة ووعي عن غيرها من مخاطر ما يجري تدبيره .... تحتاج الى تكاتف عربي لصحوة قومية عربية لدرء الاخطار ومحاربة قوى الشر والظلام حتى لا نعطي الفرصة لأي قوة شريرة وارهابية من التدخل بأي شأن عربي حفاظا على شعوبنا ومنعا لتكرار تجارب ماضية هجر فيها الناس او هجروا بفعل القتل وسفك الدماء وانتهاك الاعراض . المنطقة العربية للشعوب العربية كما خيراتها ومواردها ولا يحق لاحد التدخل بشؤوننا كما لا يحق لتركيا ان تخرج عن حدودها .... لتدخل لحدود غيرها ..... لأنها لن تستقبل بالورود .
الكاتب : وفيق زنداح
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت