برنامج الليكود الانتخابي بات اكثر تطرفا هذه المرة علي اعتبار ان عدم تحقيق المقاعد التي تمكن الليكود من تشكيل حكومة كارثة له وهذا ما يعتقده كل اعضاء الليكود وخاصة انهم منحوا نتنياهو ثقتهم مقابل جدعون ساعر الذي بات الرجل الثاني في الليكود حسب اعتقاده , عقيدة نتنياهو تصور له ان التطرف واليمينة الحادة وخاصة فيما يتعلق بنهب الارض الفلسطينية وحسم مسالة ارض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومناطق( ج) وغور الاردن وشمال البحر الميت تجلب له مزيد من الرضا من قبل الجمهور الاسرائيلي وقد يكون هذا واقعا , تفادي نتنياهو التطرق الي اي علامات تشير الي اعادة الحياة للعملية السياسية مع الفلسطينين وحل الصراع علي اساس القرارات الدولية والقانون الدولي وحل الدولتين , علي العكس تماما فان برنامج الليكود كما كل برنامج ولنكه اليوم اكثر تطرفا واكثر عدائاً للفلسطينين , اذ لا يعترف الليكود الان بالشعب الفلسطيني بالمطلق كشعب محتل ولا بحقه في تقرير المصير ولا اي حقوق سياسية ,ولا يعترف بالقرارات الدولية الصادرة بشأن الصراع والتي تعرف الفسطينين بانهم شعب محتل يقيم علي ارض محتلة ينبغي ان تتاح له الفرصة كاملة ليقرر مصيره بنفسه دون تدخل لتستقر المنطقة العربية بأسرها .
لم يبقي الكثير من الوقت امام نتنياهو لمزيد من البروبغندا التي يستطيع من خلالها اقناع الجمهور الاسرائيلي ومنحه الثقة ليغير نتائج الانتخابات الماضية لصالحة هذه المرة وباعتقادة انه يمكن ان يقنع جمهور الاسرائيلين بمنحه مزيد من الاصوات ليحصد مقاعد جديدة ويتفوق علي ابيض ازرق اذا ما طرح خطط لضم الضفة الغربية وشمال البحر الميت وغور الاردن ويتخذ خطوات اجرائية في سبيل ذلك وبالتالي يقول للاسرئيلين هذا هو مشروع دولتكم الكبري وهذا ما ما يرتأية الليكود لينهي الصراع بالطريقة التي تاتي بالامن لكم الي الابد .في خطابة امام جمهور الليكود بعد فوزة برئاسة حزبة طرح نتنياهو لمناصرية واعضاء حزبة هذه الخطة والتي تتركز علي الضم والتطبيع مع الدول العربية وتتضمن ستة نقاط اهمها وضح حدود نهائية لدولة تل ابيب ودفع الولايات المتحدة للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية علي غور الادرن وشمال البحر الميت بالاضافة لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل علي مستوطنات الضفة الغربية . نتنياهوايضا طرح التطبيع مع الدول العربية من ضمن النقاط الستة المهمة في برنامجة بالاضافة لتوقيع اتفاقيات سلام مع بعض الدول العربية.
نتنياهو كان قد فزع في مهرجان خطابي بالامس القريب للمرة الثانية بعدما اطلق صاروخ من غزة علي عسقلان وهرول الي الملجئ ,هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي تحدث لنتنياهو والتي قد تجعله لا يتخلي عن سياسة الاغتيالات كما قال فيما يتعلق بتصفية الحساب مع من اطلق الصاروخ حسب تعبير نتنياهو وبذلك يكون نتنياهو قد قدم رؤية حزبة التي هي ليست بجديدة لكنها اكثر وضحا وتطرفا الان من الانتخابات الثانية فيما يتعلق بالتعامل مع غزة حيث انه سيضرب بيد ويقدم بيد تسهيلات بيد اخري ويفتت محور المقاومة , ويعقد هدنة ما مع طرف اخر لقول انه استطاع ان يحيد الطرف العنيد وياتي بالطرف المرن الي صناعه تسوية ما في غزة تضمن الامن لسنوات لمستوطني حواف غزة . نتنياهو يقول انه سوف يحسم موضوع الضم لصالح مشروعه وسيحسم مسالة حدود دولة اسرئيل وهنا نبين ان نتنياهو يريد ان يقول للاسرائيلين ايضا برغم قرار المدعية العامة للجنائية الدولية فانا لن اضعف لا بل العكس سوف اسارع لتنفيذ خطط الضم حالما تم انتخابي , وساجلب الامن والاستقرار لسكان الجنوب بالطريقة التي تحقق ذلك ولا تنازل عن انهاء قضية السلاح الثقيل والصورايخ بغزة لكن قد يتغير كل شيء بعد الانتخابات التي لن تغير نتائجها شيئا علي مستوي تمكين نتنياهو من تشكيل حكومة اسرئيلية موسعه .
نفتالي بينت وزير الحرب هو الاخر وجه العملة الثاني في معادلة الضم التي تسير اليوم بتسارع قبل ان تبدا الجنائية الدولية تحقيقاتها الموسعة ويريد هو الاخر ان يقدم الدعم الكبير لبرنامج نتنياهو الانتخابي ويحافظ علي مكانتة خلف نتنياهو بمزيد من التطرف ولعل هذا جاء من خلال اعلانه انه سوف يمكن المستوطنين في الارض الفلسطينية من تسجيل ممتلكاتهم بالمستوطنات الواقعة في مناطق (ج) في سجل الاراضي بوزارة العدل الاسرائيلية بدلا من تسجيلها في سجلات الادارة المدنية وقد اوعز لمسؤولين في وزارته بدراسة تغيير القانون القائم والتعامل في مجال ارضي المستوطنات ضمن دائرة الطابو بوزارة العدل بهدف فرض السيادة القانونية اولاً علي الارض التي يقيم عليها المستوطنين بالضفة وهذا ما يقول انه يساوي بين المستوطنين وسكان تل ابيب . علينا كفلسطينين الا نراهن علي ان هذا برنامج انتخابي فقط قد يتغير بعد الانتخابات لانه علي الارض بدا يأخذ طابع التطبيق وخاصة فيما يتعلق بتسجيل الاراضي والتطبيع اي الضم والتطبيع وهنا تبرز امامنا بعض التساؤلات المهمة جدا لكل الفلسطينين قيادة منظمة التحرير وفصائل المقاومة بغزة , هل من استراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة هذا البرنامج الان وليس بعد الانتخابات..؟ وهل سننتظر ونراهن علي تحقيق الجنائية بانه سيجبر نتنياهو وبينت للتوقف عن ضم اراضي الضفة وغور الاردن والبحر الميت ؟ وهل يمكننا ان نفعل شيئ لوقف التطبيع الاسرائيلي مع العرب ..؟
د. هاني العقاد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت