عام 2020 هل سيكون المفاجأة التي ستنهي مهازل الاعوام السابقة...؟

بقلم: عمارة بن عبد الله

عماره بن عبد الله

ها نحن نودع عاما ونستقبل آخر، نودع عام كان فيه الكثير من المفاجآت المحزنة للعالم العربي، ونستقبل عاما جديدا أتمنى أن يكون عام خير تسود فيه الحكمة والمصلحة العربية، وإعادة التفكير بإخلاص مع النفس، ومحاولة تصحيح الأخطاء وهذا ليس بعيب، فالرجوع إلى الحق فضيلة. نهاية عام وبداية عام جديد تشكل فرصة لمراجعة مخرجات العام المنفرط واستشراف آفاق العام الجديد، إلا أن استشراف المستقبل والتفاؤل بالعام الجديد لا يعتمدان فقط، على مخرجات العام المنفرط لأنها في واقعنا العربي سلبية، لكوننا نمر بأوقات عصيبة، بعد تلك المؤامرة التي حكيت على أمتنا العربية الصامدة، أقول تلك المؤامرة بأهدافها المتعارف عليها أم غير المتعارف عليها، فلا يخفى على أحد تكالب بعض الدول المعادية، على أرض ومقدرات وثروات وخيرات التي من الله بها علي أمة العرب التي تتكرر آمالها، بأن تسكت في عامها الوافد أصوات البنادق، ويقف نزيف الجرح، ويرشد من بغى على أهله ووطنه. عام رحل وأخر يفتح أبوابه على وطن يقاوم الألم، يمشى على الجرح ويصارع الموت، عام رحل وأخر يفتح أبوابه على وطن يقاوم الألم، يقبض على الجمر، ويصارع الموت يقسم على الحياة، يباهي بقاع الأرض بقوافل من خيرة رجاله وروعة نسائه، الذين زفهم بالزغاريد ودموع الفرح للسموات العلى، وأخرين حملوه نقشا في قلوبهم وبندقية في أيديهم، وأمانة على أكتافهم وكبرياء على جباههم ووساما على صدورهم، نعم إنه موطن العرب ومهد العروبة، وأي فخر واعتزاز بالانتماء إليه رغم الجراح ..!! جراح وأي جراح سنوات عجاف من زمن المؤامرة على الوطن العصي، بكل فسيفسائه المتعايشة بذلك الإرث العظيم من التاريخ، سنوات عجاف أنقلب فيه المخطط على كل أوجهه، ولبس كل أقنعته، ورسم كل شعاراته الملونة، وغير لباسه وحذائه وشكل تسريحته، سبع عجاف سقطت فيه الملايين ضحايا بدون ذنب، وأضعافهم مشردين في الخيام يتسولون سد الرمق، وأخرين تائهين في رحلات الهجرة القسرية يختطفهم الموت على الشواطئ إن نجو من غضب الأمواج ، وأخرين مسكوت عنهم عمدا في زنازين العذاب، وأكتفت الأمم المتحدة بضبط المحضر ببعض القلق ، وظل الصوت الوحيد الذي لم يصمت هو الواعد رغم موت الموعود ، والمُبشر رغم ضياع المصدقين في غيابات الجب ، وفلاسفة الربيع رغم كفر الثائرين به ، وفقهاء الحوريات رغم أن الأتباع لم يشتموا رائحة الجنة التي توجد من مسيرة مائة عام . لكن عام جديد يطل فجره بكتابة أحرفه الأولى من ريف حلب، مرورا بحاضرة صنعاء حتى رمال غات، لترسم جموع الصادقين لوحة بهية منقوشة بمجد الوطن العظيم، عام جديد حتما ليس كسابقيه، بمعطيات مختلفة وواقع غير التحالفات، عام جديد ليس كالذي مضى، آمل أن يكون أفضل منه وكذلك الأعوام التي تليه، فيه ننفض الغبار على أمجاد أمة، وجغرافيا مشبعة بخطوات الأنبياء والنصوص المقدسة وكرامات الصالحين وسنابك خيل الفاتحين التي بدأت رمالها تتحرك، ولا يسمع حسيسها إلا من قرأ الكتاب بتدبر والتاريخ بوعي والغد بحكمة، وختاما أقول فالأحزان لا يمكن أن تنتهي و البشائر لا يمكن أن تختفي ، وعشاق الشمس لا يستسلمون، فعام سلام يحل الوطن العربي، وعافية تسكن كل أبنائه...يفرج الله!!.

بقلم / الكاتب الجزائري - عماره بن عبد الله

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت