خطة تدمير المجتمع المسلم ومحو حضارته وقيمه وتاريخه وهويته الشهيده على الامم.... تبدأ بالدخول للوعي الجمعي لأفراد المجتمع، لبث سموم التغير والتمدن وتغير قناعات المجتمع المسلم عن هويته وثقافته وحضارته : قد بدأوا بخطوات عملية تسربت لحياة المسلم وتفاصيلها، دون أن يعي أنها سرقة لوجوده وهويته التي حباه الله بها بالخيرية على جميع الامم، ولتكون شهادة على الناس كافه، لتصبح الان تعاني العجز والذل والهوان، والتلقي دون تفكير ولا تحليل ، بل صناعه تصنع من الاخر المتربص بكل مسلم، لتحكم حياته بتفاصيلها ليعيش عبدا مطاعا لأسياد الغرب واعداء الدين.
وكانت فكرة الاسلام فوبيا اكبر كذبه وافتراء على الاسلام والمسلمين، لدمغهم بصبغة الارهاب والتخلف وظلم المرأة واكل الحقوق للإنسان، وروج لهذه الفكرة الكثير من سماسمرة الغرب الذين كتبوا ونشروا وانتشروا، ليروجوا ضد هوية الاسلام والمسلمين، مقابل مكاسب لأنفسهم وشهواتهم .
واستخدم الاعلام والفن والثقافة بالأزياء وغيرها، للتأثير على عقل المجتمع المسلم وقناعاته، اتجاه الاسلام وما فيه من قيم عظيمة جاءت للبشرية جمعاء بالخير والسعادة . فغيروا لباس المرأة اولا فتدخلوا في لباسها وازيائها وجعلوا همها على جسدها، واصبحت اظهار مفاتن الجسد عاريا من اساسيات الجمال عندها، وغيبوا عنها الحياء والعفة التي تجملها .
اغرقوا المجتمع المسلم بالربا بالبنوك الربوية وقروضها، حتى اصبحت ثقافه عامه يقبل عليها المسلمين، دون وعي انها اشد الكبائر عند الله . غيبوا العلم واحترام العلماء، واشغلوا الناس باللهو والشهوات وسفاسف الامور. جعلوا الفن للشهوات والاباحية والعري وانحطاط الاخلاق، وابعدوا العقل عن فنون العمارة والادب النافع والفن الخلقي الاصيل، الهادف لبناء الانسان وحفظ هويته وحضارته الاسلامية .
جعلوا المسلم لا يفكر الا بلقمة عيشه ورزقه، ليكون عبدا مستهلكا يعيش لاهثا وراء رزقه، لينفقه في جيوب من سيطروا على الامة، دون ان يسمحوا له بالإنتاج والابداع، وان يكون من اوائل الامم في التصدير لكل انواع الصناعات، ليميز نفسه بحضارته وهويته وقيمه الاسلامية .
اشغلونا بأنفسنا فقطعوا اواصل تجمعنا ووحدتنا، وبثوا الكراهية فيما بيننا، وجعلوا الاقتتال والشحناء والاحقاد النابعة من التعصب والعنصرية للتوجهات والاحزاب وغيرها هو سبيل حياتنا، فقتلنا انفسنا بأيدينا ودمرنا كياننا، فاستقوى علينا الاعداء فأكلوا شأفتنا وجعلونا ننتظر رحمتهم بنا .
قتلوا فينا الاحلام والآمال، وزرعوا في قلوب الكثيرين الياس والاحباط، وجعلوا افق الحياة مغلق بالسواد والموت، وبثوا الاكاذيب المزيفة لمستقبل باهر ينتظر الجميع، فجعلوا شبابنا يتجالسون الطرقات، تضيع طاقاتهم دون قيمة اتجاه انفسهم واحتراما لذواتهم. زرعوا رؤوس للفساد في كل مكان، ليكون معول هدم لكل فكر يراد به التغير والتجديد والبناء على اصول الحضارة والقيم الاسلامية .
ابعدوا الامة عن الارتباط بخالقها، فقيدوا المساجد والدعوة بكثير من القيود، وجعلوها من امنهم القومي، وابعدوا الاعلام عن نشر ثقافة الدين، وغيبوا من المناهج او قللوا من تعلم الدين الحق، وغيبوا القدوات الصالحة في العلم والتعليم من الرسل والانبياء والصحابة والتابعين، ولم تجعلهم نماذج لأجيالنا ينظرون اليهم في سلوكيات المجتمع المسلم وافراده.
بعد كل تلك العوامل التي اتخذت وغيرها الكثير، لتدمير امة الاسلام ومحو هويتها وحضارتها المتميزة بالرحمة والانسانية والعدل على جميع الامم والملل، بما حباها الله من حفظ لرسالتها وقيادة قرانها العظيم وسيدها سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي اوصى امته أن تركت فيكم ما لم تضلوا بعدي ابدا،" كتاب ربكم وسنة نبيكم،" واوصى بالنساء خيرا خيرا واكد على ذلك، كما اوصى بالصلاة الصلاة لوحدة الامة وقوتها.
بقي للامة فقط لحفظ تماسكها بأسرتها المسلمة، التي تبنى على طهارة الدين وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعل الدين الاسلام الاسرة اساس المجتمع واقوى اركان وجوده، فدعا لبنائها على اصول الدين والشرع وتأصيلها على اصول التربية النبوية، فحدد فيها كل عوامل قوتها، بدأ من اختيار الازواج لبعضهم وانتهاء بعدة الوفاة او انتهاء اواصل الزوج .
فأصل للأسرة السعيدة الناجحة المميزة على منهج الحق والدين، التي يسودها الود والتعاطف والعدل بالحقوق والواجبات، واحترام كل فرد فيها لغيره، وادامة المحبة والرعاية والبر حتى بعد انتهاء الاجيال .
فكيف بنا لا نقبل بحياة الاسرة المسلمة بما بناها الله ورسوله، وندخل عليها ما يقوم بتدميرها وتكسير مقومات هويتها المتميز بتلك الحضارة الطاهرة النقية. لا تجعلوا لأي شيء يدخل على الاسرة المسلمة فيغير معالمها، واجعلوا كل قوانينها وانظمتها وتربيتها، مستمده من كتاب الله وشريعته وسنة رسولنا الكريم، والا استطاعوا الدخول لآخر مقوم وجودنا ويحققوا مكرهم فينا ويسقطوا معالم اسلامنا، فالأسرة القوية الطاهرة الموحدة بمنهجها على شريعة الله، القائمة على العدل والاحسان والمحبة والود والمعروف، هي عنوان المجتمع القوي، الذي يصمد امام كافة التشوهات والسموم التي يراد غرسها في رحم مولدنا .
ما أكرمت المرأة بأكثر ما أكرمت بدين الله وشريعة الاسلام وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما اعطيت من الحقوق والحرية، وفكت عنها قيود العبودية الا بشرف هذا الدين العظيم، الذي جعل المرأة ملكة تسير على الارض تملك الدنيا بطهارة عفتها وصيانة نفسها، ورفعت علمها وحكمتها لتكون قائدة في بيتها، وقائدة في مجتمعها بفكرها الحر المرتبط فقط بالله وحده. وما دخلت العبودية الا يوم أن اقنعوها، ان جسدك العاري هو قوتك وتحقيق لذاتك، وان تمردك على شريعة دينك، هو ما يقودك لنجاحك، فوقعت فريسة لأهل الشهوات والبغي وجعلوها رخيصة يتلاعب بها الجميع. اللهم احفظ امة الاسلام والمسلمين واحفظ الاسرة المسلمة والمرآة المسلمة واعد للإسلام عزه ومجده وعجل يا رب بالنصر والتمكين لهذا الدين يا الله .
آمال أبو خديجة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت