في مشهد مهيب قل نظيره الله وأكبر ارتجفت له الأبدان وأبكت العيون وأثلجت الصدور من هول السيل البشري الجارف في غزة الحبيبة معقل المناضلين وإرث الشهداء الخالدين وعرين أسود الفتحاويين, صاحبة المخزون الاستراتيجي للثورة وقاطره النضال الفلسطيني وقاهرة الغزاة والطامعين تتوشح باللون الأصفر" وتنتفض للشرعية عن بكره أبيها لتسقط الأقنعة عن وجوه الذئاب البشرية وتبدد وهم الساقطين وتعري عورة المتخاذلين بالمشاركة الجماهيرية الحاشدة من مختلف مدن ومخيمات القطاع بعد ظهر اليوم الأربعاء الموافق 1/1/2020 في تمام الساعة الثالثة عصراً بشارع الوحدة وسط مدينة غزة في المهرجان المركزي لإحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة الـ الخمسة وخمسون والذي نظمته حركة فتح في المحافظات الجنوبية..
فمنذ ساعات الصباح غزة هاشم تعرضت لطوفان من الزحف الجماهيري الأصفر الهادر والمرعب بالحافلات والشاحنات ومشياً على الأقدام وقد تدفق هذا الطوفانٌ البشري كالسيل الجارف من جميع المحافظات صوب مدينة غزة, رغم كل المحاولات العبثية الهادفة للنيل من حركة فتح في حشرها في شارع الوحدة من بداية ملعب اليرموك حتى مفترق الشعبية شرقا،في حين أن الشوارع الرئيسة والفرعية والميادين, كانت أكبر دليل لكل من رأى بأم عينة أنها لم تتسع لمئات الالاف من جماهير شعبنا التي لبت نداء الواجب وصدحت حناجرها بالهتافات والأغاني الفتحاوية والوطنية وهم يرفعون رايات فتح وأعلام فلسطين وصور الشهيد "ياسر عرفات"، وصور الرئيس محمود عباس "أبو مازن", احتفاءً بالذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة "فتح" خرجت جماهير غزة عن بكره أبيها في أوسع مشاركة شعبية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وفاءً منها لدماء الشهداء الأبرار وإلى روح الشهيد الخالد فينا أبو عمار مجددين العهد والقسم في ذكرى انطلاقة المارد الفتحاوي الأسمر أنهم على العهد باقون وعلى دربك الشهداء سائرون وللأقصى ذاهبون....
لترسل العديد من الرسائل للقاصي والداني والعدو قبل الصديق أهمها :-
أولاً :- هذا المهرجان المليوني الأصفر هو بمثابة استفتاء شعبي على صوابيه حركة فتح والتفاف الجماهير الفلسطينية حول برنامج حركة فتح النضالي والسياسي وأن حركة فتح قوية وباقية فينا بقاء الأرض والسماء حتى قيام الساعة وأنها خط أحمر لا يمكن تجازوها وأن فتح واحده موحدة خلف قيادتها الحكيمة مهما حاول الواهمين..
ثانياً:- لا لصفقة العار الصهيوأمريكية وأن شعبنا الفلسطيني لا يقبل القسمة الا على نفسه وغزة التي يريدون منها إمارة ظلامية لن تكون بديلاً عن الوطن الأم فلسطين, وقالت كلمتها لكل المشككين والمزاودين اليوم أنها ستكون مقبرة لكل الطامعين والمتآمرين عليها وستبوء كل المخططات والمؤامرة التصفية التي تحاك ضدها بالغرف المظلمة بالفشل بهمة ابنائها الصناديد..
وأخيراً على القيادة الفلسطينية الفتحاوية أن تلتقط رسالة المهرجان المليوني الأصفر جيداً وعليها تعيد حساباتها مع غزة لأنها وفية لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وآهات الجرحى وصرخات المكلومين وفية لوحدة الشعب الفلسطيني وترابة الغالي..
عاشت ذكرى انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عاشت فتح ورجالها وشيوخها ونسائها وأطفالها الميامين المجد والخلود لشهدائنا الأبرار- والحرية لأسرانا البواسل- والشفاء لجرحانا الأوفياء
بقلم:- سامي ابراهيم فودة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت