على الرغم من عدم الإعلان حتى الآن عن تركيبة القائمة المشتركة النهائي وأسماء المرشحين في القائمة للكنيست في الانتخابات المقبلة والتي ستجري في الثاني من شهر آذار المقبل الا أن المتوقع أن لا يجري تغيير على أسماء المرشحين وستظل التركيبة بأسماء المرشحين الثلاثة عشرة الأولى نفس التركيبة لتشمل أعضاء الكنيست في القائمة الذين تم انتخابهم في الجولة السابقة للانتخابات ودخلوا أعضاء في الكنيست الثانية والعشرين. وسيضاف اليهم أسماء مرشحين بعد الأماكن الثلاثة عشرة اذ تأمل القائمة المشتركة بزيادة عدد نوابها في الكنيست ال23 لتحصل القائمة على 15 نائبا حيث يسعى نشطاؤها الى اقناع الشارع والجمهور العربي الى الالتفاف حول القائمة المشتركة من خلال زيادة نسبة التصويت في الوسط العربي لتتعدى الستين بالمائة الأمر الذي يمنح القائمة عددًا أكبر من النواب عن المرة السابقة .
وقبل أن نشير الى أسماء المرشحين يجب القول إن القائمة المشتركة ستخوض الانتخابات بالتأكيد موحدة بالأحزاب العربية الأربعة وهم الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحزب التجمع الوطني والقائمة الاسلامية وحزب العربية للتغيير
ولا مجال للشك في أن النائب أيمن عودة من الجبهة هو الذي سيرأس القائمة المشتركة وليس من المستبعد ان يظل المكان الثاني لرئيس حزب التجمع الدكتور امطانس شحادة فيما سيليه في المكان الثالث الدكتور منصور عباس الذي سيتم على ما يظهر اعادة توكيلِه برئاسة القائمة الاسلامية عندما يجتمع مجلس الحركة في العاشر من هذا الشهر لانتخاب ممثليها للترشح للكنيست ضمن القائمة المشتركة والمكان الرابع في القائمة المشتركة سيكون طبعًا للنائب احمد الطيبي عن العربية للتغيير يلي هؤلاء نفس التركيبة بأسماء المرشحين عن الاحزاب الأربعة في الاماكن التي اتفق عليها في جولة الانتخابات السابقة في شهر سبتمبر ايلول الماضي.
وفيما تُرَتِّب القائمة المشتركة أوراقَها وتستعد بكل قواها لخوض الانتخابات على أمل زيادة عدد نوابها فإن قادة القائمة جميعهم يؤكدون أن هدفهم الأول في هذه الجولة الانتخابية للكنيست الثالثة والعشرين هو قطع الطريق على اليمين من امكانية تشكيل الحكومة القادمة وتغيير السلطة وافشال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في هذه الانتخابات ووضعه في مكان يصعب عليه تشكيل حكومة يمين حتى ولو كانت ضيقة . فقادة القائمة المشتركة هدفهم الأهم في هذه الانتخابات هو افشال بنيامين نتانياهو الذي يرَون فيه المسؤول الأول عن حملة التحريض على اعضاء الكنيست العرب والجماهير العربية التي برزت من خلال تصريحات له في جولات الانتخابات السابقة والتي قد نرى مثلُها في الجولة القادمة أيضا حيث يرى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وسياسيون آخرون أن ارتفاع نسبة التصويت في الوسط العربي وزيادة عدد نواب القائمة المشتركة يشكل خطرًا على بنيامين نتانياهو واليمين الذي سيفقِد من قوته وسيتعذر عليه تشكيل حكومة يمينية .
الأهم في كون القائمة المشتركة من حيث سعيها لإفشال بنيامين نتانياهو كونها أنها ترى فيه المسؤول مع باقي الأحزاب اليمينية عن سن القوانين العنصرية التي تمس بمصالح ومكانة المواطنين العرب ومن ضمن هذه القوانين قانون القومية وقانون كامينتس .
وبالنسبة لقانون كامينتس رأينا يوم الاثنين الماضي اجتماعًا للجنة المالية التي بحثت في الجلسة اقتراحًا تقدمت به القائمة المشتركة لإلغاء هذا القانون او لتجميده وقد أفشل وزير القضاء امير اوحانا وقادة يهدوت هتوراة ونشطاء يمينيون آخرون اجراء تعديل على هذا القانون وطالبوا بتجميده فقط للمزارعين والمستوطنات اليهودية فقط مما يراه قادة القائمة المشتركة توجهًا عنصريًا ضد المواطنين العرب ومسًّا بالديمقراطية .
ومن جملة ما تسعى اليه القائمة المشتركة في جولة الانتخابات القادمة هو وضع اجندة وبرنامج عمل تسعى لتحقيقه من أجل تعزيز مكانة المجتمع العربي في اسرائيل عامة وتحسين ظروف معيشتهم والحد من ظاهرة العنف المتزايد في المجتمع العربي، وايجاد الحلول لمشاكل التخطيط والبناء والأراضي التي تقع تحت الولاية القانونية للسلطات المحلية العربية، وانتهاءً بقانون القومية وصفقة القرن لإدارة ترامب. وهذا كله قد يتسنى ربما من خلال زيادة تمثيل المجتمع العربي في الكنيست من اجل تغيير الخارطة السياسية في إسرائيل.
: بقلم كمال ابراهيم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت