بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية باغتيال أحد أهم القادة العسكريين الإيرانيين في العراق قاسم سليماني وأخرين تتجه الأنظار إلى لبنان الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتوازنات القائمة في المنطقة لا سيما مع وجود قوى استراتيجية حليفة لإيران.
وكشفت مصادر خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" أن اغتيال قاسم سليماني سيعيد الكثير من التساؤلات عما إذا كان لبنان قد دخل مرحلة جديدة تستدعي تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات سياسية.
واعتبرت المصادر أن هناك ضرورة لتشكيل حكومة وفاق وطني تستطيع اتخاذ قرارات في ظل التطورات الداخلية والخارجية، مستبعدة أن تكون حكومة الاختصاصيين قادرة على اتخاذ قرارات في ظل غياب أركان سياسية مهمة.
ولفتت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن التطورات الإقليمية قد يكون لها تداعيات على الوضع الداخلي اللبناني. كما أشارت عن مصادر أوروبية قولها إنه لا خطوط حمر لدى الأمريكيين فيما يتعلق بجهود منع إيران من تمديد نفوذها السياسي والأمني خارج حدودها وإن اغتيال سليماني يمثل رسالة في هذا الاتجاه.
ورأت المصادر أن الاستجابة الأمريكية العملية تطبق ما كان قد حذر منه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لدى زيارته إلى بيروت، ورسالة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، مما يزيد من الحاجة إلى التشديد على النأي بالنفس، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وعدم استخدامه كعنصر لتهديد استقرار الدول.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت، صباح الجمعة، أنها نفذت ضربة بالقرب من مطار بغداد في العراق، قتل فيها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، بالإضافة إلى قيادات في الحشد الشعبي العراقي على رأسهم أبو مهدي المهندس، فيما أعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال.