اكتظت المواقع الإلكترونية وغيرها من وسائل الاتصال بمقالات تناولت اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي ، أعقبها اجتماع طارىء لمجلس الأمن القومي الإيراني ، لبحث الرد المناسب ، حيث أعلن علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني الحداد ثلاثة أيام مؤكدا أن انتقام إيران سيكون ساحقا ، كما غرد حسن روحاني الرئيس الإيراني قائلا سيتم رفع راية الجنرال سليماني دفاعا عن وحدة أراضي البلاد ومكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة ، وستستمر المقاومة ضد التجاوزات الأمريكية ، وأن الأمة الإيرانية العظيمة ستنتقم من هذه الجريمة البشعة ، وفي السياق ذاته أوضح أمير موسوي الخبير الإيراني في الشؤون الاستراتيجية أن مجلس الأمن القومي الإيراني اتخذ قرارات تتعلق بالرد على اغتيال سليماني ، وقال في لقاء سابق على الجزيرة إن القرارات المتخذة ترمى الى التعجيل بسحب القوات الامريكية من المنطقة مضيفا أن العراق وسوريا ولبنان ستتخذ قرارات بالرد على الولايات المتحدة وحيث قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)ان الجيش قتل سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب في إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج .
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية سترسل تعزيزات الى الشرق الأوسط وقال مسؤول في البنتاغون إن الولايات المتحدة بصدد نشر مابين 3000و4000جندي إضافي في المنطقة لتعزيز أمن المواقع الأمريكية .
وصرح فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة أن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للمنظمة الدولية قلق للغاية بسبب التصعيد الأخير في الشرق الأوسط بعد إعلان الولايات المتحدة اغتيال القائد الإيراني البارز قاسم سليماني ، وقال حق هذه لحظة يتعين فيها على القادة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ،العالم لايمكنه تحمل حرب أخرى في الخليج ، فيما نادت دول من بينها قطر إلى إعطاء الأولوية للدبلوماسية .
وعلى ضوء ما تقدم فإن المنطقة حبلى بالمفاجآت ، ولا نتوقع ردودا سريعة تتناسب مع توقعات البعض ، فالساحة السياسية لها حسابات قد تأتي خلافا لحسابات الحقل والبيدر ، لأن مرحلة توازن المصالح التي برزت بعد إنتهاء الحرب الباردة التي كان شعارها توازن القوى لم تنته بعد ، فالمنطقة العربية ستبقى هي ساحات للصراع وتحقيق مآرب دول إقليمية ودولية على حساب مقدرات الشعوب العربية والإسلامية ، باستغلال الوجهة الطائفية كما هو حادث في العراق واليمن ودول عربية أخرى قد تكون مرشحة لخلق أزمات فيها ، وكما أسلفت فإن الأيام حبلى ستلد حقائق قد تكون في سياقات المحللين وكتاب الرأي ، فما يحدث في العراق يحدث في دول غيرها
بقلم: أ.محمد حسن أحمد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت