القيادة الحكيمة أحد أهم المقومات فى حياة أية مؤسسة، فهي تلعب دورا رئيسا فى تشجيع الموظفين ومشاركتهم وبث روح الأمل والابتكار، واثارة الهمم ـواعمال الفكر والابداع، وهي دليلاً على الاهتمام ، والثقة التي يمثل انعدامها سلبيا على اداء العمل فى المؤسسة . جميل جدا، أن يلتقي دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتيه ، والناطق الاعلامي باسم الحكومة الزميل الصحفي ابراهيم ملحم ، مع دوائر ووحدات العلاقات العامة والاعلام بالوزرات، تحت عنوان " تعزيز اداء الاعلام الحكومي" ، والاستماع لرؤية رئيس الوزراء وملاحظاته، ذات قيمة، وذات اثر، وخاصة أنها تأتي من شخص مارس العمل الاعلامي، ويدرك تماما أهميته للمؤسسة، عبر اعلام ذو فعالية عالية للوصول إلى المواطن وهمومه، وخلق محتوى ووعاء لهذا المحتوى، هذه المبادرة التي لربما هي الاولى من نوعها، وعلى وحدات ودوائر العلاقات العامة والاعلام بالوزارات المختلفة التقاطها، نحو ترجمة فعلية وواقعية تعيد للاعلام الحكومي دوره وفعاليته، وأسسه واهدافه .
علينا دائما أن نبحث ماذا يريد المواطن؟ وكيف نسوق وزراتنا بخدماتها الى المواطن؟ كيف نعالج القضايا المتعلقة بخدمة المواطن؟ كخطوة أولى نحو اعادة الثقة ما بين المواطن والوزارة والحكومة بشكل عام بما يشمل توحيد الرؤى لكافة الوزارات بمخاطبة المواطن، وأن تكون تغطيتنا الاعلامية بحجم الحدث، وأن تكون اخبار وزارتنا بلغة قربية من المواطن، وأن نوجه كل ذي قضية الى جهة الاختصاص، ثم نتابع تلك القضية. حتى نصل بالاعلام الى ما نرجوه علينا أن نفكر سويا وكجسم واحد، مع الاخذ بعين الاعتبار طبيعة واختصاص كل وزارة على حدى،ولكن بالمحصلة لا بد من أن نسجل جملة المآخذ التالية طغيان البروتوكول الرسمي وتغطية الاجتماعات وحركة الوزراء والتي تستحوذ القسم الأكبر من اخبار الوزرات، قلة التغطية الاعلامية لبرامج وفعاليات الوزارات بلغة التقرير الصحفي الإخباري التي تقدم للمواطن تفاصيل اوفى واشمل انعدام بغياب البحوث في دراسة وتحليل جمهور الوزارة المستهدف وتحديد الاحتياجات، ورسم الخطة الاعلامية لمخاطبته، وأنواع الرسائل المختلفة التي يمكن أن تساعد في ذلك، اضافة إلى عدم مواكبة التطور التكنولوجي بالاعلام الرقمي، الذي يعتمد على الرسالة الواضحة والقصيرة، بالفيديو والانفوجرافيك، ضعف في توثيق الصفحات عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تطوير هذه الصفحات ،والصفحات الالكترونية بما يشمل تقديم الخدمات للمواطن.
ونتسائل هل نريد اعلام وزير أم اعلام وزارة، لنحدد الانطلاقة نحو الهدف المنشود،ولا ننسى دوما أن لكل وزارة اذرعها الفعلية المتمثلة بمديرياتها وما يتبعها من مراكز منتشرة في كافة محافظات الوطن، بالإضافة إلى الجنود المجهولين المتمثلين بالزملاء العاملين في تلك الاذرع والميدان، التي بحاجة لابراز عملهما، فثقل العمل الخدماتية في تلك الاذرع وليس في المقر المركزي للوزارة مع ادراكنا لاهمية عمله .
نحن بحاجة إلى مبادرة فعلية، وهاهي قد بدأها دولة رئيس الوزارء عبر هذا اللقاء، ولكن ماهي الخطوات اللاحقة لاستمرارها وجديتها، والتي يجب أن تنطلق عبر تحديد الهدف برفع مستوى الرضا لدى المواطنين حول الخدمات المقدمة للمواطن في كافة القطاعات الحكومية، وقيام كل وزارة بتحديد أولوياتها وأهم إنجازاتها التي تربطها مع المواطنين،واستخدام الاعلام الرقمي بهدف تحسين صورة الوزرات الحكومية من خلال اعادة بناء الثقة بين المواطن والحكومة،"وهي بدأت عبر الدورات للكوادر الاعلامية مع مركز تطوير الاعلام بجامعة بيرزيت"، التي نأمل أن تكون بمخرجات رقمية، عبر انتاج المحتوى الاعلامي العصري، وليكون استقاء الاخبار والمعلومات لكافة الباحثين والمهتمين والمواطنين عبرها، بالاضافة إلى جولات ميدانية لصحفيين وحقوقيين ونشطاء برفقة مختصين من كافة المؤسسات الحكومية لإبراز حجم الانجاز وتغيير الصورة النمطية لدور المؤسسات الحكومية،وصولاً للتواصل المباشر بين المواطن والمسؤول بهدف تحسين الخدمات وتطوير الأداء.
دولة رئيس الوزراء، نحن في الوزرات بحاجة لصياغة خطاب إعلامي حكومي جديد مبادر، ومؤثر وفاعل ولا يترك الساحة للتضليل والتأويل، وأهمها توفير المعلومة الصادقة والموثقة والمدعومة بالرقم للمواطن،وخطاب لا يحمل الصيغة الدفاعية، فنحن من يصنع الحدث،وخطابنا يجب أن يستند إلى قوة التفاعل والإقناع ويرتقي بمستوى الأداء الحكومي لحكومة الكل الفلسطيني حكومة منظمة التحرير الفلسطينية،وبشكل مهني وعلمي، ليمنحنا الفرصة للمساهمة بصنع الرأي العام الفلسطيني، وعدم تركه مستندا الى الاشاعة والمواقع الاعلامية التي تدفع باتجاه التضليل الاعلامي، الهادف لاغتيال شخصية الحكومة والشرعية الفلسطينية .
دولة رئيس الوزاء، إن الاشكال الفعلي الذي يرافق العمل الاعلامي الحكومي، يتمثل في بنية اغلب الوزارات عبر عدم قدرة مفاصلها الرئيسة بالتعامل مع وحدات الاعلام، وعدم ادراكها لطبيعة المعلومة التي يجب أن تقدم حتى تصاغ بقالبها الاعلامي السليم، البعض يتعامل مع وحدات العلاقات العامة والاعلام باعتبارها الصورة في اجتماع او مؤتمر، والاخر يتعامل مع الاعلام بلغة العصر الحجري، اعتقد جازما أن كافة من التقيت معهم من الجيل الاعلامي الصاعد لديه القدرات والكفاءة على العمل، والابداع ومواكبة التطور الاعلامي الحاصل، لكن الصخرة التي تحد من ذلك الابداع هي عدم الفهم الصحيح لهذا الدور الهام والحيوي لدور هذه الوحدات والدوائر، ومع الاخذ بعين الاعتبار تراكمات اخرى، كما ورثت حكومتكم بعض الاعباء وهم ايضا ورثوا منها، علينا التكاتف معا للخروج من ذلك النص الحبيس ، والدليل هو قولكم " أن بعض الصفحات الشخصية للاعلاميين الحكوميين، أنشط من صفحات الوزراة التي يعمل بها"، لذلك نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها أكتبوا ما تنجزه وزارتكم من أعمال وما تفتح من مشاريع، وكونوا بالقرب من المواطن .
وختامها مع اقتباس صغير من صحفي كبير ، الزميل ابراهيم ملحم الناطق باسم الحكومة الذي لخص المشهد بجملة واحدة " لا نريد خبر يقرأه المحرر فقط " .
بقلم حسني شيلو
رئيس وحدة العلاقات العامة والاعلام وزارة التنمية الاجتماعية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت